728 x 90



img

في إطار التعاون والتنسيق المتواصل بين جمعية أصدقاء الصحة النفسية "وياك" والمؤسسات الوطنية، أقيمت في بيت الضيافة التابع لمدينة حمد الطبية محاضرة بعنوان "مهارات حياتية لتعزيز الصحة النفسية"، تحدث فيها الأستاذ محمد كمال المرشد النفسي المجتمعي، واستهدفت نحو خمسين متدربا تراوحت أعمارهم بين (16-30) عاماً.

وفي هذا السياق أوضح د. سمير سمرين - المستشار الفني للجمعية -، قائلاً: "إنَّ هذا النمط من المحاضرات وورش العمل يدخل في إطار رسالة "وياك" الرامية إلى إذكاء الوعي في مجالات الصحة النفسية، وتقديم أفضل خدمات الإرشاد النفسي، ومساندة متلقي الخدمات والدفاع عن حقوقهم، من خلال تنفيذ الأنشطة التوعوية والبرامج التدريبية، وعقد المؤتمرات والندوات العلمية، وتشجيع الدراسات والبحوث، والتعاون مع الخبرات المتخصصة والجهات ذات الصلة."

وأضاف: إن مجلس إدارة الجمعية، وعلى رأسه سعادة الشيخ ثاني بن عبدالله آل ثاني رئيس مجلس الإدارة يؤكد في كل مرة أهمية البرامج الموجهة للشباب.

هذا وقد استهل المرشد محمد كمال محاضرته، بمجموعة من الإحصائيات التي تؤكد أنَّ أكثر من مليار شخص حول العالم يعانون من مشكلات في الصحة النفسية، وأنَّ 50% من الاضطرابات النفسية تظهر في سن الرابعة عشرة، كما أنَّ 75% من هذه الاضطرابات تظهر في سن الرابعة والعشرين.

وعرض المتحدث للمهارات التي يحتاجها الشخص لتتعزز صحته النفسية وهي:

أولاً: الثقة بالنفس، وتكمن أهميتها في تحقيق التوافق النفسي والنجاح في العمل وحب الآخرين ومواجهة الصعاب والمشكلات، منوهاً بأن الشخص الذي لا يكون واثقاً من نفسه فإنه يكون عرضة للاضطرابات النفسية؛ حيث يشعر بالخوف الذي إما أن يحوله إلى شخص منزوٍ (ضعيف الشخصية)، أو شخص عدواني (قوي الشخصية).

وحدد المحاضر وسائل تقوية الثقة بالنفس وقال: إنها تتمثل بمعرفة الذات وقدراتها وتنظيم الوقت ووضع جدول للمهام اليومية، إضافة إلى تحديد الأهداف وتحقيقها ومخالطة من يملكون الثقة بأنفسهم، والتحصن بهم وخاصة المتفائلين، ثانياً: المرونة النفسية، وهي القدرة على العودة إلى الوضع الأصلي بعد التعرض للضغوط؛ وهي عملية جيدة للتكيف لمواجهة الشدائد والصدمات والمآسي والتهديدات أو المصادر المهمة من الضغوط (مثل: المشكلات العائلية والاجتماعية، المشاكل الصحية الخطيرة، الضغوط المالية والعمل)، إنها تعني الارتداد إلى الحالة السوية من الخبرات الصعبة.

وعن العوامل المرتبطة بالمرونة، أوضح المرشد النفسي أنها تتمثل بالرعاية والمساندة وخلق الحب والثقة بالنفس وصورة الذات الإيجابية والقدرة على عمل خطط واقعية والتشجيع والثقة وتطوير مهارات التواصل والقدرة على إدارة الأحاسيس والاندفاعات القوية.

كما تتمثل مظاهرها بالدينامية وهي تفاعل الفرد، والبيئة، والحدث وحدوث تغير إيجابي بعد الصدمة وقدرة الفرد على التكيف الملائم مع الضغوط الداخلية والخارجية مع ظهور سلوك مألوف وإيجابي بما يتناسب مع احتياجات البيئة الداخلية والتفاؤل برغم الصعوبات والتصرف بفاعلية بالرغم من القلق والسلوك الاجتماعي التكيفي.

كما تحدث كمال في هذا الجانب عن صفات الأشخاص الذين يتمتعون بالمرونة النفسية وهي الاستبصار والإبداع وروح الدعابة والقدرة على تكوين العلاقات والتمتع بالقيم الأخلاقية الموجهة والقدرة على اتخاذ القرارات المناسبة والقدرة على تحمل المسؤولية وعلى تقبل النقد والتعلم من الأخطاء والتمتع بالنظرة الإيجابية للحياة، وبالصحة النفسية والاتصال الفعال.