728 x 90



img

الدوحة - الشرق
في إطار الجهود التي تقوم بها جمعية أصدقاء الصحة النفسية «وياك»، وسعيها لتقديم خدماتها الاستشارية لأفراد المجتمع، وهدفها في رفع مستوى الوعي حول قضايا الصحة النفسية والاجتماعية وحقوق متلقي الخدمات النفسية، تواصل الشرق نشر بعض القصص الحقيقية لأشخاص يعانون من اضطرابات نفسية مختلفة، قاموا بالتواصل مع الجمعية، والتي بدورها عن طريق فريق من المتخصصين والاستشاريين، قدموا الاستشارات النفسية والاسرية والتربوية، لمساعدة هذه الحالات على المضي قدما في حياتهم العلمية والعملية.

الضرب المتواصل أصاب فتاة بالاكتئاب

عرضت فتاة عشرينية مشكلتها، حيث ان والدها يضربها منذ صغرها، حيث كان يضربها بالسلك او العصا فضلا عن السب، إلا انها كانت تقول لنفسها انها مشاغبة، وقالت: دخلت المرحلة الثانوية ووزني زاد قليلا، فأصبحوا في المنزل ينادونها بالشتائم ثم كبرت وتغيرت ودرست تخصصا حلوا وتخرجت من الجامعة، ولكن الضرب رجع صار يتم الضرب يوميا، حتى اصبحت اتحدث مع جدار غرفتي لاشتكي همومي.

حيث أجابت مرشدة دعم نفسي ظبية المقبالي، بأن البكاء والحزن والهروب من الواقع لن يخرجك من الأزمة، ولن يحل لك المشكلة بل يزيدك تعبا وقلقا وتوترا ويعزلك عن الواقع. واضافت "أنا أريد أن تكون شخصيتكِ متوازنة ناجحة، ولا بدَّ أن يكون لديكِ الأمل في هذه الحياة؛ فالأبواب لم تسد في وجهك، فمهما حدث لكِ من مشاكل مع والديكِ ومعاملتهم القاسية أريدكِ أن تكوني صامدة ولا تنهاري، أُريدكِ أن تنظري إلى الحياة بتفاؤل كبير، ولا بدَّ أن تُقدِّري شخصيتكِ وتحترميها وذلك بإنزالها المنزل الذي تستحقه، فأنت لديكِ من القُدرات والمهارات ما تستطيعين به مواجهة الصعوبات والعقبات في هذه الحياة، يجب أن تعلمي أن الإنسان الناجح هو الذي يتعرَّض للمشاكل والمصاعب ولكن يستطيع أن يتجاوب معها ويتأقلم معها ويُنهيها.

ونصحتها بضرورة تجنب مخاطر القلق والخوف والهروب من الواقع، ولتكن لديك نفسٌ هادئة، روِّضيها على التصدي للمشاكل، وابعثي الحيوية في حياتك الجديدة"، كما نصحتها "بضرورة التغلب على هذه الأفكار، والسبيل إلى ذلك يكون بقوة الشخصية، وبالنسبة للسمنة تستطيعين التغلب عليها وذلك بتغيير نمط الغذاء وممارسة الرياضة وأثبتي لوالديكِ أنكِ قادرة على التغيير".

وأكدت على حاجة الفتاة لزيارة مستشار نفسي، وذلك من أجل إعطائها دافعية ويعمل على تقوية جانب التفاؤل عندك وإبعاد الخوف والقلق والانهزامية من حياتك، مشيرة إلى انها تستطيع أن تثبت لوالديها أنها إنسانة ناجحة نافعة، لديها من المهارات والقدرات ما يجعلها فتاة ذات قيمة بين أسرتها ومجتمعها وأمتها، وإذا أمكن أن تدخلي طرفاً من أسرتك ليصلح بينك وبين والديك، وإذا لم تستطيعي على الأقل حاولي أن تتواصلي مع مستشار أو مستشارة نفسية من أجل تقوية الجانب الإيجابي لديك وإبعاد كل قلق وتوتر وحزن وأفكار سلبية من حياتك.

العزلة تصيب شاباً بالرهاب الاجتماعي

كتب شاب في الثامنة والعشرين من عمره، أنه يعاني من الرهاب الاجتماعي، ولكنه لا يعرف تحديدا ما نوعه أو الدرجة التي وصل إليها، حيث أكد انه ليس شخصا خجولا مع الاشخاص الذين يعرفهم سابقا، ولكنه يعاني من الخجل خاصة في بداية لقائه بأي شخص جديد، كما انه لا يحب الحديث أمام مجموعة من الناس، او يكون تحت الاضواء، مشيرا إلى أنه عند اضطراره او تعرضه لهذه المواقف، يشعر بارتفاع نبضات القلب بشكل سريع جدا واختناق وعدم ثبات في الصوت واحمرار وتعرق الوجه، خاصة وانه يعتقد ان جميع من حوله يحكمون على افعاله وتصرفاته، وذلك سواء كان في العمل او عند الحديث او عند التواجد في مطعم، لذلك يحاول فعل كل شيء بمنتهى الدقة.

وأكد على ان هذه الحالة تأتيه عندما يجتمع بأشخاص اعلى منه في العمل، او عندما توجه إليه اسئلة وينتظر منه الاجابة عليها، ولقد اكد له الطبيب من وياك انه بالفعل يعاني من الرهاب الاجتماعي، وهذه المشكلة يرجع سببها إلى تكوين الشخصية، فهناك بعض الشخصيات المنطوية التي تُحب العزلة، وعدم الاختلاط بالآخرين والاندماج في المجتمع، خاصة وان الرهاب الاجتماعي لا يظهرُ في حالةٍ واحدة، بل قد يظهرُ في حالات كثيرة، كالتردد في الكلام أمام الآخرين، أو الكتابة، أو الأكل، أو المشي؛ فكل هذه الحالات تدخلُ تحت إطار الرهاب الاجتماعي، ونصحه بأن العلاج يبدأ من عنده، لذلك فإن عليه طرد الخوف والخجل؛ من خلال تفكيره السلبي عن شخصيته، بحيث يستبدل التفكير السلبي بالتفكير الإيجابي، وان يمارس تمارين الاسترخاء، كما نصحه بمحاولة التفكير في التميز والنجاح في وظيفته، "واعلم أن هذه المشكلة عبارة عن مرحلة تعيشها، وأثبت للآخرين أنك قادر بإذن الله تعالى على صناعة النجاح".

فتاة ترغب بالموت حاولت الانتحار عدة مرات

تقول فتاة إنها منذ كان عمرها 5 سنوات، كانت دائما ما تجرح نفسها كثيرا، وذلك لرغبتها في الموت، خاصة وانها حاولت ان تتغير إلا انها في كل مرة ترجع مرة أخرى لجرح نفسها أو اكل كمية حبوب وأدوية مختلطة، وذلك بسبب عدم تفاهم أهلها معها، كما انها احيانا ما تكسر كوبا او طبقا عن عمد، لتقوم بأكل قطع من الزجاج الصغيرة، حيث انها قامت بذلك أكثر من 4 مرات، وأكدت انها الآن اصبحت في العشرين من العمر، وتكررت معها نفس الحالة، حيث انها منذ 3 سنوات أخبرت والدتها انها ترغب في الموت، حيث تقتصر العلاقة بينها وبين أهلها على المحاضرات والمواعظ، مؤكدة على انها في الجامعة ومستواها الدراسي ضعيف جدا، وذلك بسبب عدم الاهتمام من والدتها.

وأكد لها الدكتور عاشور ابراهيم عبد الرحمن حسين اختصاصي نفسي إكلينيكي، ان ما تعاني منه هو حالة اكتئاب شديد، خاصة وانها فكرت في الانتحار، ثم تحول هذا التفكير الى سلوك عبر محاولات الانتحار التي قامت بها، ولله الحمد جميع هذه المحاولات باءت بالفشل، موضحا ان الانتحار فكرة، ومحاولة، وتنفيذ، وجميع هذه المراحل مررت بها. وذلك يعبر كما ذكرت عن حالة اكتئاب شديدة (اكتئاب جسيم)، ونصحها بضرورة الخضوع للعلاج النفسي الطبي والعلاج المعرفي السلوكي، بأسرع ما يمكن. وتابع قائلا: ولتعلمي أختي أنه مهما كانت أفكارك سوداوية، ومهما كان حزنك كبيراً، أو مهما كانت قسوة التجارب التي مررت بها أو صعوبة الظروف النفسية والاجتماعية التي تعيشين فيها تذكري أنك لم تكوني كذلك من قبل، ولن تستمري كذلك مدى الحياة. فالافكار السلبية قابلة للتعديل عن طريق العلاج النفسي مع شخص متمرس وخبير وهذا كما ذكرت لك متوفر وبكثرة، والظروف تتحسن مع النظر لها بمنظور ايجابي واكثر تفاؤلا. وفي السطور القادمة سوف اقترح عليك عدة خطوات تساعدك على حماية نفسك منها: اكتبي قائمة بالإيجابيات التي لديك ولا تخفِي مشاعرك و لا تترددي في البوح بأفكارك ومشاعرك مهما كانت سلبية، ولا تحاولي كبتها أو تأجيل الحديث عنها واشغلي نفسك بالمفيد دائما ولا تستسلمي لتلك الأفكار التي يمكن أن تجعل منك شخصاً سلبياً مستسلماً، لا يرغب بشيء وخذي قسطاً وافيا من الراحة وأبعدي عنك الخطر واطلبي المساعدة.