728 x 90



img

الدوحة – الشرق
نظمت جمعية أصدقاء الصحة النفسية "وياك"، ندوة بعنوان" آليات التعامل مع الضغوط النفسية لأسر التوحد"، تناول خلالها الدكتور خالد عبدالجبار – أخصائي الطب النفسي والعلاج السلوكي-، ماهية الضغوط النفسية، ومفهوم جودة الحياة، التفكير اللاعقلاني وسجل الأفكار، ومهارات المرونة النفسية.

وأوضح الدكتور عبدالجبار قائلاً: "أسر الأطفال ذوي التوحد تقع تحت ضغوط نفسية واجتماعية واقتصادية، وخصوصاً في مرحلة ما بعد التشخيص، لذا فإن هناك أهمية لتقديم التوجيه والإرشاد والدعم النفسي لهذه الأسر لمساعدتهم في التغلب على القلق والشعور بالضيق وعدم الاستقرار النفسي الذي يصاحبه شعور مبهم بالخوف من شيء غير محدد بالذات أو من توقع حدوث شيء ما، وهو ما يتفاوت في الشدّة من فرد لآخر، ومساعدتهم في مواجهة المشكلات التي تواجههم، والتي تفرضها مرحلة التكيُّف التي يمرون بها، ابتداء من مرحلة إدراك حقيقة اختلاف الطفل عن غيره، وقبول التشخيص الذي يؤكد إصابة الطفل، وانتهاء بقبول الحقيقة، بمعنى إدراك حدود الطفل، ووعيه، والبحث عن المهارات التي يمكن الاستفادة منها، يضاف إلى ذلك أهمية توعية الأسر بالقوانين والتشريعات الممنوحة لأبنائهم، وتعريفهم بالخدمات المقدمة بالمؤسسات التربوية والاجتماعية والصحية التي تخدم أطفالهم."

وقد قام مقدم الورشة بتدريب الحضور على عدد من المهارات التي تندرج تحت نموذج الرعاية السباعي المحاور والمبنية سلفاً على زيادة الدافعية، وهي ما تعني إجمالاً (جودة الحياة) وهي ما يهدف الى تعزيز مفهومها لدى الأسر، وتندرج تحت المحور النفسي المرونة النفسية متعددة التكوين والتي من بينها المهارات المعرفية والسلوكية واكتساب الآليات الدفاعية الناضجة؛ حيث أكدت الدراسات أهمية اكتساب المهارات المعرفية والتي تتمثل في كيفية الكشف عن الأفكار الآلية السلبية وتميزها عن الأفكار العقلانية وتحرير الأسر من المسؤولية غير المنطقية عن الأحداث السيئة، ويتم ذلك من خلال فحص موضوعي وليس تبريرات للإعفاء من المسؤولية، وتدريب الأسر على مهارات اكتشاف ومحاصرة هذه الأفكار بأنفسهم، وأن يكونوا واقعيين ومنطقيين في أهدافهم.

التطرق للجانب النفسي في آليات التعامل مع المصابين كان أساس إطلاق الورشة؛ على اعتبار أن ذلك يشكل العامل الأكبر للتعايش مع المصاب بالتوحد ؛ فقد أوضح المحاضر أن هذا التعايش يتم بالتقبل والرضا، واصفاً ذلك بأنه نواة المرونة النفسية.