728 x 90



التاريخ: 2018-05-30


الإستشارة:

انا لدي طفلتين الاولى بعمر السنتين و الثانية بعمر ٦ اشهر.لاحظت انني منذ ولادة طفلتي الاولى و انا متقلبة المزاج بشدة و شديدة العصبية لدرجة اني احيانا اضربها و اصرخ عليها و اغلب الاوقات افكر في انني خسرت اشياء كثيرة كنت اطمح اليها بسببهم و هذا اكثر شيء يسبب لي حالة فقدان القدرة على التحكم بأعصابي و احيانا يدفعني للبكاء اغلب الايام و يجعلني احس بتأنيب الضمير لانني افكر بهذه الطريقة مع انني عندما قررت الزواج كان بكامل ارادتي و من شخص احبه جدا. لكن بعد ولادتي للطفلة الثانية زادت عصبيتي اكثر من المرة الاولى خصوصا انني كنت بعيدة عن اهلي و كنت احس انه لا احد يهتم لامري او يساعدني حتى زوجي احيانا احس انه يعتبر ان كل ما اقوم به تجاهه و تجاه الاطفال والاعتناء بامور المنزل شيء بديهي ولا يتطلب مجهود و انني ازود من حساسيتي تجاه الامور.ارجو ان اجد حل لحالتي هذه لاني تعبت من تقلب مزاجي الحاد.

الجواب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختي السائلة حفظك الله ورعاك ، تقبل الله منا ومنك صالح الأعمال وكل عام وأنت بخير ، كما أشكرك على تواصلك مع موقع وياك للإستشارات النفسية ، وإن شاء الله تعالى سنعينك للخروج من أزمتك .
أولا عليك بالابتسامة، فإن الابتسامة الصادقة هي البوح بالصفاء الداخلي للنفس الهادئة الراضية وهي السعادة الداخلية للقلب والطمأنينة للجهاز العصبي ، ابتسمي أختي حتى تبتسم لك الحياة .
تجنبي التوتر العصبي الذي ينتج عن تفكيرك في حياتك الأسرية ومشاكلها، وتأكدي أن أي مشكلة تصادفك سوف تجدين لها الحل المناسب بإذن الله وعونه، وسوف تشعرين بالاستقرار النفسي .
تذكري أختي الفاضلة صفات خير البشرية محمد صلى الله عليه وسلم ، حيث كانت البسمة إحدى صفاته ، وأصبحت الابتسامة لا تفارق محياه ، وعنوانا له ، وهذا زيد بن أرقم رضي الله عنه يقول : وقع عليّ من الهم ما لم يقع على أحد فبينما أنا أسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، قد خفقت برأسي من الهم إذ أتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرك أذني وضحك في وجهي فما كان يسرني أن لي بها الخلد في الدنيا " رواه الترمذي .
أريدك أن تكوني متفائلةً؛ حتى تسمو روحك، ويطمئن قلبك، وتعيشي في سعادة، وحاولي أن تبعدي عنك الأفكار السلبية التشاؤمية، وتفاءلي بالخير تجديه إن شاء الله تعالى.

اعلمي أن الهدوء والاتزان هما أهم طريقة لتفادي العصبية والنرفزة، والشخص العصبي يحاول دائماً أن يسعى للسيطرة على الآخرين، وتوجيه سلوكه نحو خدمته وتحقيق أهدافه، ويعمل جاهداً أيضاً لكي يكون هو المسيطر على الآخرين، ولا يقبل أن يسيطر عليه أحد، كما لا يقبل أن يتساوى معه أحد، ولهذا نجد الآخرين يتفادونه مخافة كلامه ومعاملته لهم، ولا يستطيع أن يكبح انفعالاته ولا أن يسيطر عليها، ولا يستطيع أن يضبط نفسه، وكل هذا تسببه العصبية الشديدة، ويجب أن تعلمي أختي ندا أن هذه عصبية منشؤها الغضب، والغضب من النار والشيطان كما ذكر ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، وليس من المستبعد أن يكون غضبك وعصبيتك الشديدة قد تدفعك إلى كسر جسر الثقة والمحبة بينك وبين الآخرين، وقد تلقي بالغشاوة على الأعين والقلوب، فتحول بينك وبين الحقيقة، وتجرفك معها نحو أمور لا تُحمد عقباها.
إن عصبيتك هذه قد تولد الانفجار، وتفقدك الحكمة في معالجة الأمور، وأحياناً تضعف شخصيتك أمام الآخرين.
وأنا أقولها لك مرةً أخرى اهدئي ثم اهدئي، وتعلمي دائماً معالجة الأمور بالحكمة والهدوء والروية، دون اللجوء إلى التسرع والعصبية، واحملي دائماً راية الرفق والحنان مع الآخرين.
واسمعي إلى وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما أخذ بيد معاذ بن جبل رضي الله عنهما، وقال له: (يا معاذ! أوصيك بتقوى الله، وصدق الحديث، ووفاء العهد، وأداء الأمانة، وترك الخيانة، ورحم اليتيم، وحفظ الجوار، وكظم الغيظ، ولين الكلام).
حاولي أن تجنبي نفسك العصبية والنرفزة والشكوك، وعيشي بنفس هادئة مطمئنة، وروضي شخصيتك على حب الخير للجميع، تعيشي حياةً ملؤها السعادة والهناء بإذن الله تعالى ، ولا تلجئي إلى عقاب أولادك بالصرخ والعصبية حاولي أن تتقربي منهم أكثر وتتعايشي معهم مهما كانت تصرفاتهم فأنت أم .
وأنا أفضل أن تعملي لزيارة لأحد المختصين في الإرشاد النفسي وذلك من أجل عمل جلسات إرشادية ليخفف عنك وطأة العصبية والنرفزة ، وإعطائك مهارات في كيفية التعامل مع أبنائك بدون عصبية أو نرفزة أو غضب .
وبالله التوفيق.


د. العربي عطا الله قويدري

إستشاري في الإرشاد النفسي والأسري

استبيان

هل لغة المستشار واضحة وسهلة الفهم؟

نعم لا نوعا ما

هل ترى أنك حصلت على الجواب الكافي؟

نعم لا نوعا ما

هل شعرت بالارتياح بعد حصولك على الاستشارة؟

نعم لا نوعا ما

هل احتوت أجوبة المستشار على خطوات عملية سهلة التطبيق؟

نعم لا نوعا ما