التاريخ: 2018-05-29
الإستشارة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهأنا رجل عمري 26 سنة أشعر بالغيرة والغضب عندما يمدح صديقي أو أخي، وأشعر أنني غير مرغوب والكل ينتقدون،..
الجواب:
الاخ الفاضل حفظك الله ورعاك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كل عام وانت بخير وبعد.
اشكر لك حرصك علي التواصل معنا . وثتك بنا.
الغيره تعد واحده من اخطر المشاعر التى قد يشعر بها الانسان فهى تعطى الدافع للشخص ليقوم بكثير من الاعمال التى قد يندم عليها لاحقا. مشكله الغيره هى انها لا تراعى صداقه او قرابه اى ان الشخص قد يغار من اخر مهما كانت علاقتهما ببعض.
الغيره تحدث حينما يشعر شخص ما انه مهدد بفقدان شىء يهمه. اى ان الشخص الذى يغار لا يغار الا اذا شعر بنوع من التهديد. فمثلا اذا كان شخص يحب فتاه ثم وجد شخص اخر يسعى اليها فقد يشعر بالغيره ان احس انه مهدد بفقدان تلك الفتاه.
وايضا تحدث الغيرة لضعف الثقة بنفسه، وبحيث إذا مُدح أحد أمامه فإنه يعتبر هذا انتقاصاً شخصياً له، وكأن مدح شخص آخر يعني أن صاحب الغيرة إنسان ناقص أو غير كفء.
التغلب على الغيرة
بعد ان عرفت الاسباب الحقيقه لغيرتك الزائده حان الوقت لتأخذ خطوة للتعامل مع هذه الاسباب، وحل هذه الغيرة ليست هي جذر المشكلة ولكنها فرع في شجرة، إذا قطعت قطعت الجذر سوف تمنع الشجرة من النمو مرة أخرى.باتباعك للنصائح التاليه سوف تتمكن من التغلب على الغيره عن طريق حل المشلكه المسببه لها:
ابني ثقتك في نفسك: بناء الثقة في النفس، تكوين صورة واضحة عن نفسك ومعرفة قيمتك الذاتية قد يكون كافياً للقضاء على إحساسك بالغيره الزائده، فالسبب الرئيسي لإحساسك بالغيرة هو أنك غير واثق من نفسك. فمن أنجع الطرق في التخلص من هذه الغيرة هي أن يرفع الإنسان من ثقته بنفسه، وبأن مدح شخص آخر لا يعني الانتقاص من قيمته هو، وأن قيمته الذاتية تنبع من جوهره هو، ومن طبيعته وصفاته وقدراته، وليس من ضعف أو زيادة قدرات الآخرين.
أصلح من صورتك الذاتية: على عكس الإعتقاد السائد، فإنك تستطيع إصلاح الصورة المرسومة في عقلك عن نفسك، وتغيير فكرتك عن مظهرك، إصلاح الصورة المرسومة في عقلك له تأثير كبير على ثقتك في نفسم وبالتالي إحساسك بالغيرة. المظهر الخارجي أيضا له دور كبير لذلك تأكد من تغير مظهرك وفي نفس الوقت تصورك الداخلي عن نفسك. (إبدأ الأن في تصحيح تصورك عن نفسك)
تعامل مع إحساسك بعدم الأمان: إذا كنت تشعر بالغيرة بسبب علاقه عاطفيه فغالبا سوف يساعدك بناء ثقتك في نفسك وتحسين صورتك الذاتية في التغلب على الاحساس بعدم الأمان.
إهدم مخاوفك: مهما كان نوع مخاوفك فالتعامل معها سوف سياعدك في رحلة التغلب على الغيرة، التعامل مع مخاوفك هو خطوة أساسية لمساعدتك في التعامل مع الغيرة. فمثلا ان كنت تخاف ان يخطف احد منك الاضواء فعليك مواجهه ذلك النوع من الخوف حتى لا تغار منه.
قم ببعض التغييرات الخارجية: بالرغم من ان الغيرة شعور داخلي دفين ففي بعض الاحيان يكون عليك القيام ببعض التغيرات الخراجية بالإضافة للتغيرات الداخلية، مثلا إذا كنت تشعر بالغيرة من شخص حقق نجاحا ما قبلك حاول معرفة كيف تمكن هو من تحقيق ذلك النجاح ثم قم بمحاكاة إنجازه عن طريق فعلك لنفس الاشياء التى فعلها هو.
التعامل بثقه: التعامل بثقه هو ان تكون قادر على التعبير عن مشاعرك بدون ان تكون عدواني أو أن تقطع علاقاتك مع الاخرين، وبدون ان تترك احد ليعتدي على حقوقك وهو مايسمي بالتعبير عن المشاعر سواء اكانت مشاعر ايجابية أم سلبية.
تحكم في غضبك: أحد نتائج الغيرة المباشرة هو الغضب، كما هو حادث لديك. الغضب سوف يجعلك تشعر بالسوء والإحباط، وبالإضافة لذلك قد يؤدي إلى تدمير علاقاتك، خلال رحلتك للتغلب على الغيرة تأكد من ان تتحكم في غيرتك لتتجنب النتائج غير المرغوبة. فكما قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ليس الشديد بالسرعة ولكن الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب.
ومما يعين أيضاً علي التغلب علي الغيرة تذكر أن الله يهب لمن يشاء من الصفات والإمكانات والقدرات، ومن هذا المنطلق تبدو الغيرة مما عند الآخرين وكأنه اعتراض على حكمة الله تعالى في أنه أعطى فلانا، وأعطى الآخر أمراً آخر.
إن الثقة في حكمة الله تعالى، وفي اتساع رزقه تعالى في أن لديه ما يكفي للجميع، إن هذه المشاعر تجعل الإنسان يطمئن أن ما يكسبه الناس ليس مما كان مقدراً لي، وأن هناك ما يكفي لي ولغيري، فلماذا أضيّق على نفسي وعلى الآخرين، فالطريق واسعة تسعني وتسع غيري.
والأمر الآخر الذي يعين على التكيف مع مشاعر الغيرة أن يحاول الإنسان تمني الخير للناس الآخرين، وإن تطلب الأمر أن يعطيهم مما عنده، فهذا من شأنه لا يوسع دائرة العطاء ولا يشعر الإنسان بالبخل عن نفسه وعن الآخرين. وكما يقول تعالى "ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن، فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه وليّ حميم.
وفقك الله لكل ما يحب ويرضي.
دكتور/ عاشور ابراهيم عبد الرحمن
اختصاصي نفسي اكلينيكي