728 x 90



img

الدوحة ـ الراية : شاركت جمعية أصدقاء الصحة النفسية «وياك» في الندوة التي نظمتها المدرسة التونسية تحت عنوان:» تحديات المراهقة» من خلال ورقة عمل قدمها الاستشاري في الإرشاد النفسي والأسري د. العربي عطا الله قويدري.

وقالت د. مي المريسي عضو مجلس إدارة الجمعية: إن «وياك» تعمل على التواصل مع المؤسسات المجتمعية المختلفة لا سيما التعليمية من أجل تحقيق أهدافها المجتمعية ومنها رفع مستوى الوعي حول قضايا الصحة النفسية والاجتماعية وحقوق متلقي الخدمات النفسية وتنظيم الدورات وورش العمل والمحاضرات ذات الصلة بالصحة النفسية إضافة إلى التعاون والتنسيق مع مختلف الجهات المعينة وهو ما تحقق من خلال المدرسة التونسية في الدوحة.

وأضافت: إن لبرامج الأطفال والناشئة اهتمام خاص من قبل مجلس إدارة الجمعية وعلى رأسه سعادة الشيخ ثاني بن عبدالله آل ثاني فهم يمثلون أمل المستقبل وعدته؛ لذا سبق للجمعية أن نظمت المئات من الفعاليات المدرسية والمجتمعية التي تهتم بهذه الفئة خلال العام الدراسي الحالي والأعوام السابقة ومن ذلك مجموعة محاضرات وورش عمل تحت عنوان: « مشكلات المراهقة» ، كما أن الجمعية دشنت وتعتزم إصدار العديد من الدراسات والأبحاث حول هذا الموضوع الذي يحتل أولوية في قضايا الصحة النفسية.

وقد استهل د. قويدري حديثه بالتعريف بمرحلة المراهقة وأنها تعني: الاقتراب من النضج الجسمي والعقلي والنفسي والاجتماعي للناشئ، منوهاً إلى أن الفرد في هذه المرحلة يبدأ بالنضج العقلي والجسمي والنفسي والاجتماعي، ولكنه لا يصل إلى اكتمال النضج إلا بعد عدة سنوات قد تمتد إلى عشر.

وقال إن ثمة فرقاً واضحاً بين البلوغ والمراهقة ؛ فالأول يعني وصول المراهق إلى مرحلة القدرة على الإنسال، بمعنى : اكتمال الوظائف الجنسية عنده، وذلك بنمو الغدد الجنسية، وقدرتها على أداء وظيفتها، أما المراهقة فتشير إلى التدرج نحو النضج الجسمي والعقلي والنفسي والاجتماعي، وبهذا فإن البلوغ ما هو إلا جانب واحد من جوانب المراهقة، كما أنه من الناحية الزمنية يسبقها، فهو أول علامة تشير إلى خروج الإنسان من مرحلة الطفولة إلى مرحلة المراهقة.

وأوضح د. قويدري هنا أن ذلك يشير إلى حقيقة مهمة، وهي أن النمو لا ينتقل من مرحلة إلى أخرى فجأة، ولكنه يقع بصورة تدريجية ومستمر ومتصل؛ فالمراهق لا يترك عالم الطفولة ويصبح مراهقاً بين عشية وضحاها، ولكنه ينتقل انتقالاً تدريجياً، ويتخذ هذا الانتقال شكل نمو وتغير في جسمه وعقله ووجدانه.

ونوّه المتحدث بأن للمراهقة والمراهق نموه المتفجر في عقله وفكره وجسمه وإدراكه وانفعالاته، مما يمكن أن نلخصه بأنه نوع من النمو البركاني، حيث ينمو الجسم من الداخل فسيولوجياً وهرمونياً وكيماوياً وذهنياً وانفعالياً، ومن الخارج والداخل معاً عضوياً.

وفيما يتعلق بتحديد الفترة الزمنية التي يطلق عليها «مراهقة» قال المحاضر: إن هذه الفترة تختلف من مجتمع إلى آخر، ففي بعض المجتمعات تكون قصيرة، وفي بعضها الآخر تكون طويلة، ولذلك فقد قسمها العلماء إلى ثلاث مراحل، هي:- مرحلة المراهقة الأولى وتكون عندما يكون اليافع في سن (11-14 عاماً)، وتتميز بتغيرات بيولوجية سريعة. مرحلة المراهقة الوسطى عندما يكون في سن (14-18 عاماً)، وهي مرحلة اكتمال التغيرات البيولوجية.

- مرحلة المراهقة المتأخرة (18-21)، حيث يصبح الشاب أو الفتاة إنساناً راشداً من حيث المظهر والتصرفات. ويتضح من هذا التقسيم أن مرحلة المراهقة تمتد لتشمل أكثر من عشرة أعوام من عمر الفرد.

وحول خطورة هذه المرحلة العمرية قال د. قويدري: تكاد المراهقة تكون ثورة نفسية وعقلية، يعبّر عنها المراهق أحياناً بسلوكيات وتصرفات تبدو عدوانية؛ فهو يريد اكتشاف العالم من حوله، وخوض التجارب، وإقحام نفسه في المجازفات التي ربما شكلت خطرًا على حياته.

وهذه الأمور يراها الأهل والمجتمع تصرفات مبالغًا فيها، في حين يراها علماء النفس أمورًا طبيعية جدًا عند بعض المراهقين؛ فالمراهقة ليست مجرد تغيّر في الجسد بل هي أساس هذا الفوران العاطفي وما يرافقه من أحاسيس متناقضة وخيالات.

فتصبح هذه الأمور في صلب اهتمامات المراهق وإنشغالاته، يعبّر عنها في بعض الأحيان من خلال إقدامه على تجربة كل ما هو ممنوع وخطير.