728 x 90



التاريخ: 2018-05-12


الإستشارة:

انا مثلي الجنس من عمر 12 حتى الان منبوذ من اهلي واعامل بطريقة سيئة لشيء لم اختاره وجدت نفسي هكذا لا تثيرني الفتاه بقدر ما يثيرني الرجل
اعاني من الوحده لا اصدقاء عندي كرهت الحياه اريد ان اعيش في حياة اجتماعيه لكن المحيط الذي انا فيه لا يساعدني ماذا افعل بنفسي لا اعرف اي باب اطرقه لطلب المساعده اصبح حتى النفس الذي اتنفسه يؤلمني .... ارجوكم ساعدوني

الجواب:

الأخ الفاضل، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وكل عام وانت بخير وبعد:
في البداية أشكر لك ثقتك بنا وتواصلك معنا ، انت مستبصر وواعي بمشكلتك وتطلب لها الحل، وهذا شيء ايجابي ويحسب لك ودليل علي مستوي دافعيتك المرتفع ورغبتك في العلاج، ومن حسن الحظ ان الميول الجنسية المضطربة علي الرغم من تجذرها داخل نفس الشخص الذي يعاني منها ، ليست شيئا صلبا اي لا يمكن تغييره أو تعديله ، بل هي بالعكس قابلة للتعديل والتغيير تبعا لتغير اسلوب الحياة والسلوك المتبع.
الخروج رجلاً
لو أردنا أن نلخّص المنهج الذي أثبت نجاحه في تغيير الميول المثلية، فإن الكلمة المناسبة هي "الخروج رجلا"، حيث يتلخص المنهج في الخروج من الخزي، والنمو في الرجولة كمحورين للشفاء. وبناء الرجولة يكون عن طريق تأكيدها في الداخل أي داخل نفسك من حيث تغيير نبرة الصوت ، والمظهر الخارجي (هيئتك) ، وملامح الوجه ، ونظرات العيون ، ورؤية نفسك كرجل كامل الرجولة تستحق الافضل، بالاضافة الي ممارستها في الخارج بدون خنوع اوخضوع لاحد ، فلابد ان يكون الاصلاح شاملا داخليا وخارجيا. اذان فلابد أن تلقي بنفسك (تغمر نفسك) داخل الرجولة وتتخلي عن كل الاساليب التي تتعارض مع كونك رجلا.
الجانب المعرفي السلوكي
وللجانب المعرفي ونقصد به الافكار والمعتقدات التي تتبنها حول نفسك وحول ذلك الانحراف دورا مهما في تعزيز الدافعية، الذي ينعكس بدوره علي الاستمرار والتزام بالعلاج ، فكلما صححت معتقدات وافكارك حول نفسك وانك قوي وتستطيع التخلص من هذا الاضطراب كان ذلك عاملا مساعدا ومحفزا للتعافي ، وكلما تبنيت افكار ومعتقدات وصور ذهنية سلبية عن المثلية ، تنشي لديك افكار ومعتقدات وصور ذهنية ايجابية عن الجنسية الغيرية . ويلعب الشق السلوكي دوراً هاماً، في العلاج وهناك عدة تقنيات تستطيع استخدامها للمساعدة منها علي سبيل المثال الامتناع التام عن الاستجابة الجنسية الشاذه، سواء من خلال الممارسة الفعلية ، او حتي علي مستوي الخيال وهو ما يسمي بالصوم الجنسي ، وفي نفس الوقت تنمي لديك الميول الجنسية الطبيعية ، وايضا تفيدك تقنية ضبط الذات من خلال الامتناع الكلي عن مشاهدة الافلام او الصور او القرءاة عن الجنسية المثليه، وهنا نحتاج منك الي ارادة قوية فعلي الرغم من بعض العوامل النفسية والاجتماعية والفسيولوجية التي تلعب دورا في ذلك الانحراف ، لكن ارادة الانسان لها الدرجة الاكبر في استمرار الانحراف وتدعيمه ، فالتغيير انت صانعه والقائم به.

أعلم ان قرار التغير لا يتحمل التأجيل أو المماطلة أو النكران أو التبرير، هذه هي اكثر الأربع دفاعات نفسية سلبية التي تُسقط صاحبها وتجعله يستمر ويتمادى في هذا الانحراف. هنالك نقاط مهمة من أجل العلاج سأذكرها لك: وهي حتمية التفكير في التغيير يجب أن تكون صارمة.

تأمل في هذه الثلاث نقاط؛ لأنها مفتاح العلاج.

علاج الجرح الديني
يعاني الكثير من ذوي الميول المثلية من جرح عميق في علاقتهم بالله، سببه صورة الله كما عرفوها، وتعامل بيئة المتدينين معهم، وليس ذلك في البيئة العربية فقط بل هي حالة شبه عامّة، ويكون انتباه دعم التوازن الروحي والتعبّدي، ورؤية الله كقوة داعمة ضرورياً لاستكمال ودعم مسيرة التعافي وتعديل الميول. بعد ذلك أقول لك أن العلاج يتأتى في أن تعرف بشاعة هذا الفعل وقبحه، وما يترتب عنه من ذنب فظيع، وتحقير للنفس، وإهانة لها. هذه نقطة مهمة جدًّا وجوهرية من أجل التغيير.

تذكرأن الله تعالى قد خلقك في خُلُق قويم، ويجب أن تصحح هذا الاعوجاج الذي بك؛ لأنه مكتسب، ومن أفضل الطرق هي أن تفضح نفسك لنفسك، وتبدأ بعد ذلك في تغيير صحبتك ورفقتك، وطريقة حياتك، وطريقة لبسك وكلامك، وأن تقطع نفسك تمامًا من كل المصادر التي تُثير فيك الجنوسية المثلية، اقطع صلتك تمامًا بأي قول أو فعل أو تفكير حول هذا الأمر، وتذكر الضوابط التي ذكرناها، وهي فضح النفس للنفس.

من المهم جدًّا أن تسعى لتحقير الثقافة الجنوسية، وهؤلاء القوم يروجون ويتكلمون ولهم مواقع، أنت يجب أن تنظر لهم بتحقير شديد وإذلال لهم، هذا يُدخلك في الحيز النفسي الإيجابي. كما انك تحتاج الي الصبر على إزالة نمط كامل من الحياة واستبداله بنمط جديد، بما في ذلك من رؤية جديدة للنفس والعالم والحياة.

هذه هي الأسس العلاجية، وأتمنى أن تأخذها بجدية، وما دام عندك نية التغيير الفعلي فسوف تتغير - إن شاء الله تعالى - .

واخيرا انت تحتاج الي مختص نفسي يساعدك ويدعمك ويستثمر رغبتك في العلاج ، وتستطيع ان تجد ذلك في مركز الراشد و جمعية اصدقاء الصحة النفسية.

وفقك الله واعانك علي تغيير نفسك والعيش بشكل افضل
دكتور /عاشور ابراهيم.
اختصاصي نفسي اكلينيكي

استبيان

هل لغة المستشار واضحة وسهلة الفهم؟

نعم لا نوعا ما

هل ترى أنك حصلت على الجواب الكافي؟

نعم لا نوعا ما

هل شعرت بالارتياح بعد حصولك على الاستشارة؟

نعم لا نوعا ما

هل احتوت أجوبة المستشار على خطوات عملية سهلة التطبيق؟

نعم لا نوعا ما