728 x 90



التاريخ: 2018-05-06


الإستشارة:

السلام عليكم انا طالب كنت ادرس في المملكة المتحدة وقطعت بعثتي لمشكلة مرت علي ، قبل ٣ شهور كنت في الباص متجة الى الكلية فجاءة من غير سابق إنذار حسّيت بدوار و فقدت الوعي جسمي طايح اسمع الي عندي لكن مقدر افتح عيني او أتكلم شلتني الإسعاف وانا في طريقي كان في ضني اني احتضر قمت أتشهد فقدت الوعي بعد فتره من الزمن صحيت المغرب كان جسمي كامل مشلول الحركة لا أستطيع ان أتحرك ضليت ساعتين مع مساعده الأطباء لي الى ان عدت الى الوضع طبيعي ، عادت لي المشكلة بعد اسبوعين تقريبا لكن بشكل اسواء دخلت في حالة هلوسه ارهقتني وكان يتحدث مع الدكتور نجم الفلاحي وكنت اخبرة اني اشعر اني في عالم افتراضي غير حقيقي ، سويت فحوصات طبية كاملة سليم عضويا ٪؜١٠٠ ، اليوم مازلت أعاني لكن بشكل اخف من السابق بكثير شعور الموت والاقتراب منه من التجربة التي مرت علي مازال يرهقني لم أعد امارس حياتي الطبيعية تصيبني حالة من الخوف طول اليوم أصبحت مكتئب ، كنت مع الدكتورة مي المريسي قبل ٦ سنوات واتعالج معها ، من فضل قارئ الرسالة أن يصلها الى الدكتورة مي المريسي انا الان أراجع مستشفى خاص .

الجواب:

أخي السائل حفظكِ الله ورعاكِ، كما أشكركِ على تواصلك مع موقع وياك للإستشارات النفسية ، وبمناسبة قدوم شهر رمضان الكريم أتقدم لك بأحرالتهاني وأطيب الأمنيات .
في البداية أريد منك ألا تفقد الأمل وتعود إلى دراستك وتنهي مشوارك الدراسي بتفوق ونجاح إن شاء الله تعالى ، فأنت صحيح سليم وقد ذكرت هذا الأمر في رسالتك وكل الفحوصات تدل على أنك لا تعاني من أي مرض ولله الحمد .
لا شكَّ أنَّ الوساوس تولِّد الإحباط وتولِّد الاكتئاب والضيق والحزن والبكاء والتوتر، وتجعل صاحبها يفقد الكثير من تفكيره الإيجابي، وينصب كل فكرة نحو السلبية والتشاؤم، ويرى الماضي مُظلماً، ويرى المستقبل مُبهماً، ويرى الحاضر فاشلاً، هذا هو التَّصور الاكتئابي المرتبط بالوساوسِ القهرية.
وقد ذكرت في رسالتك أنك تشعر بالموت والتخلص من هذه الحياة ، وكل هذا بسبب الرسائل السلبية ( أنك غير قادر على مواجهة الآخرين ، لا تستطيع ان تنجز أي شيء ، كل الناس افضل منك ، غير قادر على التفكير الإيجابي ) التي برمجتها في عقلك الباطني بالفعل قد تحققت على أرض الواقع ن وأصبحت جزءا من حياتك ، وهذه هي التي اثرت عليك واضعفت من شخصيتك ، وجعلتك تنسحب من الواقع ولا تستطع مواجهة الآخرين ، وتركت دراستك وأشغلت نفسك بهذه الأفكار التسلطية .
لا أريد أن أسمع منك الإنهزامية وعدم التغلب على هذه الأفكار، فهذه الرسائل ستؤثر عليك ، ولا تعطيك دافعية ، ومهما تعثرت في مسيرتك تستطيع أن تتدارك الأمر وتقوم وتواصل مسيرتك بكل همة وجدارة وتفوق ،فالإنسان يزداد قوة وصلابة وحنكة كلما ازدادت صلابته وتمسكه بالشيء الذي يريد أن يحققه، وكلما كان صابراً صامداً لا تهزه الصدمات ولا الأزمات، وكلما واجهته مشكلة يُعالجها برؤية وحكمة وشجاعة وهو شامخ لا يهتز .
إياك والهروب من المواقف ومن الواقع ، فصاحب الشخصية القوية يستطيع أن يتغلب وينتصر في المواقف الصعبة ، وأنت تملك هذه الشخصية بإذن الله تعالى ولكنك لم توظفها التوظيف الصحيح ، وقد ذكرت في رسالتك أنك كنت تتابع مع الدكتورة مي المريسي قبل 6 سنوات ، وكان من المفروض أن تكون هناك نتيجة إيجابية على هذه المتابعة ولكن يبدو أنك لم تلتزم بالعلاج الذي قدمته لك الدكتورة ، ولهذا أرجو منك أن تنسى الماضي وتبدأ صفحتك من جديد ، وعلى أن تعقد العزم بالرجوع إلى مقاعد الدراسة فأنت شاب عمرك 19 سنة ومقبل على الحياة فلماذا تدمر نفسك بنفسك ، وكل الذي يحدث لك هي أفكار إضظهادية وسواسية تريد أن تحطمك وتقف أمام نجاحك ، وأنت تركت لها المجال لكي تنمو وتتطور ، ولهذا أريدك أن تنزعها من جذورها وتخرجها من عقلك الباطني
ولكي تتغلب على هذا الخوف والضيق والتوتر أخي الفاضل مطلوب منك الخطوات التالية :
1- أكثر من الدعاء والأذكار والتعوذ بالله من الشيطان الرجيم وهذا أمر أساسي وقاعدة صلبة صحيحة تقوم عليها كل أعمالك .
2- توقع الأفضل دائماً، وعندما تواجهك عوائق في الطريق فلا يمتَلككِ الإحباط واليأس، وإنَّما حاول أن تتجاوز ذلك بسرعة، وكن متفائلا وإيجابيا.
3- درِّب نفسك على تحدي الأفكار الوسواسية السوداوية بالمواجهة، ودائماً امشي عكس تيار أفكارك .
4- برمج نفسك على أنَّ كل سلوكياتك مبنية على الصحيح، ولا تُعيدها مرة أخرى، ودرِّب نفسك مرة تلوى الأخرى إلى أن يُصبح أي عمل عندك طبيعياً ، وإياك والخوف ، فلا تعطيه مجالا في فكرك .
5- اجعل الحيوية والعزيمة شعاراً بين عينيك، واعشق الدراسة والنجاح والتفوق، واستمتع به مهما كان شاقاً، واتَّسم بالحماس والدافعية والميل إلى التغيير والتطوير، وتميز بوضوح الهدف والعزم، واترك كل الأفكار الخاطئة.
6- مارس تمارين الاسترخاء ، وذلك بإتباع الخطوات التالية :
- اختار مكانًا هادئًا خاليًا من الضوضاء ومشتتات الانتباه.
- استلق على ظهرك على السرير أو على كرسي مريح, وتأكد من خلو المكان الذي تستلقي عليه من أي أجزاء نافرة أو ضاغطة على بعض أجزاء الجسم.
- اصرف انتباهك عن المشكلات التي تشغل بالك في هذه اللحظة وفكر في حدث سعيد مع التركيز على إتمام وتجويد الخطوات التي تقوم بها.
- خذ نفسًا عميقًا عن طريق الأنف ثم احبسه بالصدر لمدة ( 10 ثوان) ثم أخرجه تدريجيًا ببطء وقوة عن طريق الأنف والفم معًا كرر هذا التمرين 3 مرات.
- عضلات اليد والكتف:
اقبض كفة اليد اليمنى واضغط عليها بشدة لمدة ( 5 ثوان), ثم ابسطها ودعها مسترخية لمدة ( 10 ثوان) ولاحظ الفرق بين التوتر والاسترخاء كرر ذلك 3 مرات.
ولتصبح هذه القاعدة مكررة في الخطوات القادمة دون الحاجة لتكرار ذكرها وهي: قبض وشد وتوتر لمدة 5 ثوان ثم بسط وإطلاق واسترخاء لمدة 10 ثوان تكرار ذلك 3 مرات مع ملاحظة الفرق بين التوتر والاسترخاء في كل مرة .
7- إياك واليأس والقنوط، بل دائماً ارسم في ذهنك صور التفاؤل والراحة، وأخرِج من عقلك الباطني الأفكار الوسواسية السوداوية، وأنَّك قادر على التَّغلب على هذه الأفكار وتنفيذها في عقلك الواعي، بإذن الله تعالى ستطمئن، وترتاح وتزول عنك كل هذه الأفكار.
9- حاول أن تتواصل معنا على هاتف إستشارات الجمعية من أجل سماع أخبارك الطيبة ، وأنك تسير للأحسن والأفضل .
10- ابتعد عن العزلة والإنطوائية ، ولا تلجأ إلى الخوف والتفكير في الموت فهذا هروب من الواقع وليس علاج للمشكلة .
11- أؤكد عليك مرة أخرى فكر وبجدية في الرجوع إلى مقاعد الدراسة ، وتتفوق في دراستك وتصبح إنسانا فعالا في مجتمعك وأمتك إن شاء الله تعالى .

وبالله التوفيق.


د. العربي عطا الله قويدري

إستشاري في الإرشاد النفسي والأسري

استبيان

هل لغة المستشار واضحة وسهلة الفهم؟

نعم لا نوعا ما

هل ترى أنك حصلت على الجواب الكافي؟

نعم لا نوعا ما

هل شعرت بالارتياح بعد حصولك على الاستشارة؟

نعم لا نوعا ما

هل احتوت أجوبة المستشار على خطوات عملية سهلة التطبيق؟

نعم لا نوعا ما