التاريخ: 2018-04-21
الإستشارة:
مرحبا،
انا احمد عمري 20 سنة. من مدة ليست بالبعيدة بدأت ألاحظ اعراض غريبة في نفسي، لا استطيع ان اشرح هذا بالتفصيل لكن سوف أحاول، المشكلة هي عندي اختلاط مفاجئ بالمشاعر او تغير سريع بها، مثلا اذا كنت سعيد تتغير مشاعري و اصبح حزين او عدواني و غاضب. او عندما يغضبني شيئ، بعد دقائق اعصابي تهدئ بسرعة البرق واصبح شخص لطيف جدا او عاطفي. هذا التغير بالمشاعر لاحظه عده من الاشخاص لانني بالعادة شخص هادئ.
اتمنى ان تدعمني باستشارة حضرتك وسوف اكون شاكر جدا
الجواب:
الاخ العزيز احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...وبعد
لك خالص تحياتي علي ثقتك بنا ... ونود ان نكون عند حسن ظنك ونقدم لك ما يفيدك في ضبط انفعالاتك والتحكم في مشاعرك.
يحتاج كل فرد منا الي قدر معقول من الاتزان النفسي والانفعالي حتي يستطيع مواصلة الحياة والتعامل مع المختلفين عنه في الطباع والميول والامزجه، وهو ما يسمي في علم النفس بالقدرة علي ادارة وضبط الانفعالات والمشاعر ، وخاصة اذا كانت المشاعر سلبية كالغضب ، وسرعة الاستثارة ، والعصبية...الخ ومن اهم الاساليب التي يستطيع من خلالها الانسان ان يسيطر علي انفعالاته ان يتذكر دائما ان الاندفاعيه والتسرع في ردود الافعال سوف يضر بالفرد نفسه من خلال اصابته بكثير من الامراض العضوية ، وايضا في جعلة يفقد كثيرا من علاقاته الاجتماعية والمهنيه والعملية نتيجة لبعد الاخرين عنه وتجنبهم له خشية ردود افعاله أ وعصبيته او غضبه او عدوانيته.
من الضروري جدّاً أن تتقن مهارة تنطيق المشاعر (الافصاح عن المشاعر) بمعني أن لا تكبت مشاعرك وخاصة المشاعر السلبية منها، بل عبر عنها بطريقة مقبولة اجتماعيا ، لا تقطع علاقتك مع الاخر وتؤذي مشاعره ، وايضا تعبر عن ما بداخلك في لحظته، خاصة الأشياء الصغيرة والبسيطة التي لا ترضيك، فإذا سكت الإنسان عن أشياء البسيطة يؤدي ذلك إلى تراكمها وإلى الكثير من الاحتقان النفسي الذي يؤدي إلى العصبية والتوتر.
من الضروري جدّاً أن تكون منظماً لوقتك وأن تتعلم فن إدارة الوقت بأن تحدد واجباتك التي يجب أن تقوم بها وأن تخصص وقتاً لراحتك ووقتاً لنومك، لقد وجد أن ممارسة الرياضة خاصة الرياضة الجماعية تؤدي كثيراً إلى الاسترخاء وإلى اختفاء العصبية، وتجعل الإنسان أكثر صبراً ومقدرةً علي التحكم في مشاعره وانفعالاته ، كما أن عدم اخذ القسط الكافي من النوم وكثيرة السهر وتناول المنبهات مثل القهوة والشاي بكثرة يجعلك سريع الغضب والانفعال لاتفه الاسباب. .
أيضاً إذا اتبعت الأسلوب النبوي في أن تتجنب الغضب، حيث ان الرسول صلي الله وسلم كان يوصي اصحابه بعدم الغضب . وإذا أصابك عليك أن تتوضأ وأن تستغفر وأن تغير مكانك وأن تصلي ركعتين، هذه الرياضة النفسية الروحية السلوكية تعود على الإنسان بعائد كبير فيما يخص صحته النفسية، فكن حريصاً على ذلك.
من الجميل ان تتوقف مع نفسك وتطرح عليها هذا السؤال .هل لديك مشكلة في كيفية التصرف مع الانتقادات؟ وخوف دائم من الفشل أو الرفض؟
بسبرك لأغوار ذاتك وتحديد أحاسيسك العميقة، ستعرف الأســـباب الكــــامنة وراء مثــل هذه التـــوعكـــات، التي قـــد تسبب خللا في حياتك ؛ ومن ثم تستطيع تجاوزها.
أغلب الناس الذين يتصرفون بطريقة عنيفة، أي الذين لم يتمكنوا من جعل ضبط النفــــس عنصرا حاضرا في شخصيتهم، هم غير متقبليــن لضعفهم.
لا ينبغي أن نخجل من الفشل أو أن نكون سريعي الإثارة والغضب، يكفي أن نكون واعين بحدود الأحاسيس التي قد تظـــهر على السطح، حتى لا ننفجر في لحظة ما. فضبط هذه الأحاسيس هو ضبط النفس.
لا تنس أن المعرفة هي السلطة، وبالتالي، فمعرفتك وإدراكك لنزوعـــك إلى التصرف بطريقة مبالغ فيها، هو خطوة باتجاه تقوية ضبط النفس لديك.
مع خالص تقدري واحترامي
د/عاشور ابراهيم عبد الرحمن
اختصاصي نفسي اكلينيكي.