728 x 90



التاريخ: 2018-03-28


الإستشارة:

منذ صغري ووالداي يفضلان الاولاد على البنات ولكن بطريقه غير مباشره يشركونهم في ورش ونوادي وغيرها حتى وان لم يرغب اخواني بذلك وانا عندما اطلب منه اي شي يقول لي لا دون اي سبب ولا حتى سبب مقنع احاول البحث عن سبب ولكن لا يوجد فأنا في المدرسه طالبه متفوقه ومجتهده ولم تشتكي المدرسة مني يوما بل تدعوا والدتي لتكريمي بالمطالبه المثاليه و بالرغم من كل هذا احاول ان اثبت لهم انني موهوبة وإنني احتاج الى دعمهم وموافقتهم لي على الانضنام الى الورشات او الأندية الطالبين وغيرها حتى أتمكن من استغلال الوقت واكتساب المهارات وانا لدي طموحات كبيره ولكنهم يقابلون ذالك بالرفض دون حتى ان يسمعوا مني سبب انضمامي ويعتبرونني انسانه عاديه مع انني لست كباقي الطالبات واذا نقصت درجه او درجتين فقط في الامتحانات يبدأ والدي بالتقليل مني ويقول لي كنتي تستطيعين ان لا تخسري هذه الدرجه لماذا خسرتيها وانا أبقى صامته واذا تكلمت يبدأ بالسب ونعتي بقليلة الادب وانا لا اعلم ما السبب وراء ذلك وعندما ذهبت الى المستشفى لأنني لا ارى جيداً ظهرت نتائج الفحص وكنت حقاً احتاج الى لبس النظاره وعندها لم يفعل والدي شيئاً أتيته بعد ايام وأخبرته انني اشعر بصداع شديد منذ زمن لان عيني أصبحت تؤلمني وإنني يجب ان البس نظاره قال لا تبالغي ثم تكلمت فقال لوالدتي لا تستمعي لها فهي غبيه ولا تعلم ماذا تقول ولكن اختي عندما تطلب اي شي لا يتردد في تنفيذه

الجواب:

بسم الله ... والصلاة والسلام على رسول الله
عزيزتي، أود أولاً أن أعبر عن تقديري لثقتك في طلب الاستشارة من فريق جمعية أصدقاء الصحة النفسية (وياك). وأدعو الله أن نكون سبباً في راحة بالك.
غاليتي لا شك أنك عشت مشاعر سلبية لفترات طويلة نتجت عن شعورك الدائم بالتفرقة من والديك في المعاملة بينك وبين أخوتك، مع شعورك بأنك لا تحصلين على نفس الامتيازات التي يحصلون عليها، ويزيد من هذه المشاعر لديك احساسك بأن معظم محاولاتك في الحصول على "حقوقك" باءت بالفشل.... وعلى الرغم من هذه المشاعر السلبية أشجع فيك تميزك واجتهادك في المدرسة ... لقد أسعدني سعيك للحصول على التطوير الذاتي وتنمية مهاراتك، فهذا الأمر يفتقده الكثير من الشباب والفتيات في هذا العصر.... حفظك الله وجعل سعيك لطلب العلم سبباً في رفعة شأنك في الدنيا والآخرة.
بالطبع أنت على علم بأن الأب والأم في الأسرة هما المثل الأعلى والقدوة للأبناء في سلوكهم وأفعالهم والتي يجب أن تتسم بالمساواة بين الأبناء في الحقوق والواجبات.... ولكن هل تعلمين أن علاقة الوالدين بكل واحد من الأبناء هي علاقة تتميز بالتفرد تبعا لطبيعة شخصية كل ابن منهم، وذلك حتى لو حاول الآباء مراعاة العدل والمساواة بين الأبناء.... حتى كلمة العدل فهي تختلف في تفسيرها بين كل من الآباء والأبناء... فقد يرى الأب أنه من العدل أن يعطى ابنه الجامعي 100 ريال كمصروف يومي، بينما يكتفي بإعطاء الابن في المرحلة الابتدائية 10 ريال فقط، حيث ينظر الوالدان إلى الأمر بصورة مختلفة عن الأبناء تنبع من خبرتهم في الحياة المتراكمة؛ فيرى الأب أن ابنه الجامعي قد يحتاج إلى مواصلات ووجبتان خلال فترة تواجده بالجامعة مما يستدعي إعطاؤه مبلغ أكبر من طالب المرحلة الابتدائية الذي يتوفر لديه كل ما سبق دون الحاجه إلى الصرف.
إن الآباء هم قدوة ولكنهم ليسوا ملائكة وليسوا معصومون من الخطأ، فمنهم من يميز بين الأبناء تبعاً للجنس أو المشاعر تجاه الابناء، ومنهم من يفضل الابن الأكثر براً وبشاشة وطاعة...إن التفضيل بين الأبناء موجود في المجتمع وقد يُظهره بعض الآباء عمداً ليشجع باقي الأبناء على أن يكونوا بنفس سلوك اخيهم أو أختهم.
إن الآباء أيضاً يختلفون في طريقة تعاملهم مع الأبناء وفقاً لطبيعة شخصية كل منهم؛ فهذا قد يحتاج إلى الصبر، وذاك قد يحتاج إلى الحزم، وتلك قد يكون اللين هو مفتاح شخصيتها، وبالتالي يكون الدافع من بعض الآباء في طريقتهم مع الأبناء نابعة من راحة النفس وعدم الإنهاك في التعامل معهم مما يجعلهم يميلون تجاه أحد الأبناء بشكل أكبر.... وقد لا يدرك الآباء خطورة التفرقة هذه وما تولده من غيرة بين الأبناء، وما يتبعها من تأثير نفسي سلبي... ولكن دائما هناك أمل.
عزيزتي، من حسن حظك أنك تعيشين في عالم تكنولوجي منفتح تستطيعين من خلاله الحصول على المعلومات وتنمية مهاراتك وتطوير ذاتك بسهولة، ويمكنك مناقشة والديك في كل ما تحصلين عليه من معلومات وتنقلين إليهم حماسك وشغفك بتطوير ذاتك، إن هذا لا يُغني بالتأكيد عن حضورك للورش التدريبية ولكن لا تجعلي رفض والديك عائقاً أمامك، فجميع الورش والموضوعات يمكنك الحصول عليها بضغطة واحده على زر هاتفك.... تفوقي على نفسك بالتطوير اليومي ولا تنتظري أن تثبتي لأحد أنك متميزة... لأنك بالفعل متميزة..... واصلي الطريق ولا تتوقفي لتبحثي كيف ينظر الآخرون إليك... إنهم سيكتشفون بمفردهم تميزك وخاصة عندما تصلين للمرحلة الجامعية... ابحثي عن هواية واشغلي فيها وقت فراغك وتميزي وابدعي فيها حتى تتمكني منها..... وبالنسبة للنظارة الطبية يمكنك أن تجعلي أختك أو أخوانك وسطاء لك في ذلك، يمكنك إقناعهم بطريقة ودودة بمعاناتك ومشاعرك والآثار المترتبة على عدم حصولك على النظارة الطبية، وبالتأكيد سيكونون خير عون لك..... وعليك عزيزتي باتباع الخطوات التالية لتشعرين بالراحة، فأحيانا نحتاج إلى التفكير بشكل مختلف لنعيش سعداء:
• راقبي الأسباب التي تجعل والدك يستمع لكلام اختك أو أخوك... فقد تكون طريقتها في الحوار معهم مختلفة عنك.... ولا تترددي في الاستفادة من أسلوبها ومحاولة فهم الطريقة التي يفضلها والديك في التعامل، وهذا ليس عيباً فالوصول لقلب والديك ورضاهما عنك يرفع من قدرك ومرتبتك عند رب العالمين.
• تميزي لنفسك، من المؤكد أن أي شخص يحب المدح والثناء وخاصة إذا تميز وبرز دوره، ولكن لتتجنبي الاحباط اجعلي تميزك باستمرار نابع من داخلك لا يتأثر برأي أحد فيك، فأنت الوحيدة التي تعرفين مقدار تعبك ومجهودك لتصلين لما أنت عليه، ومع الوقت كما ذكرت لك ستجدين أنهم سيتحدثون عنك بكل فخر في جميع المجالس.
• لمدة أسبوعان، أرصدي وعددي المرات التي يقول والديك لأخوتك وأخواتك فيها كلمة (لا)، أي عددي المرات التي يرفض فيها والديك تنفيذ طلبات أخوتك وأخوانك.
• هل سألت اخوانك واخوتك حول مشاعرهم؟ فقد يكون لديهم نفس مشاعرك... تقربي منهم وتبادلوا المشاعر واستمعي لنقدهم بشكل بناء.
ولا تنسين عزيزتي المفتاح الأول والمؤكد في علاج أمور حياتك؛ ألا وهو الدعاء يومياً لوالديك ولنفسك بالصلاح والهداية وراحة البال، وأن يجعل الله قلب والديك ليناً لك... وأن يجعلك الله فخراً لهما ولكل فتاة تطمح للتطوير.

د. فلافيا

استبيان

هل لغة المستشار واضحة وسهلة الفهم؟

نعم لا نوعا ما

هل ترى أنك حصلت على الجواب الكافي؟

نعم لا نوعا ما

هل شعرت بالارتياح بعد حصولك على الاستشارة؟

نعم لا نوعا ما

هل احتوت أجوبة المستشار على خطوات عملية سهلة التطبيق؟

نعم لا نوعا ما