التاريخ: 2018-03-24
الإستشارة:
انا كنت طالبة في جامعة قطر سنة ٢٠٠٩ وتميت فالجامعة لفترة طويلة وعقب طلعت لان كان باقي لي إنذار وانطرد لاني ماقدرت ارفع معدلي.تميت فترة فالبيت اسمع كلام سلبي من كل اللي حولي ومن الناس اللي يقربون لي، يستهزئون ويضحكون ان اللي كبري تخرجوا.عقبها ف صيف ٢٠١٦ سجلت ف كليه المجتمع وقررت اكمل هناك والحين بتخرج دبلوم ان شاء الله وكلهم دروا حسبتهم بيفرحون لي بس ردوا على نفس الموضوع ان اللي كبري تخرجوا من زمان وانا للحين ادرس وليش مستانسه على دبلوم وان اذا حد قاعد كثري فالجامعه بيخلص دكتوراة وقلت لهم اني ناوية ارد جامعه قطر عشان اكمل البكالوريوس وتموا يضحكون ويقارنوني بالناس اللي اصغر مني ، والحين احس من كثر الكلام اللي اسمعه بشعور مااعرف اوصفه احس ان مافي فايده اكمل ولا ما اكمل مافي هدف ولاشي مب عارفه شسوي ماابي اسمع كلامهم بس مجبوره اقعد بينهم واسمع وصرت حساسه وايد من سالفه الجامعه ومااحب حد يسألني اي شي عنها احس ماابي اكمل ولا لي خلق شي ولا ابي اسوي شي بس ابي انعزل ومااسمع شي منهم ، حاولت اشغل نفسي واقدم على وظيفه عشان احس ان عندي هدف وصار لي فوق السنه تقدم واسوي مقابلات ومحد يقبلني بديت احس اني صج فاشلة وبتم طول عمري عالة مب قادرة اقدم شي والمجتمع مايساعدني ولا اقدر احصل وظيفه ولا شي وادعي على كل اللي رفضوني من دون سبب لان ماعندي واسطه مثل غيري وانا في هالعمر محتاجة اسوي اي شي اثبت نفسي
الجواب:
بسم الله .. والصلاة والسلام على رسول الله
أحييك وأشكرك على ثقتك الغالية في طلب الاستشارة من جمعية أصدقاء الصحة النفسية، وأسأل الله أن ينفعك بالسطور القليلة القادمة، وأن يجعلك من أهل العلم، وأن يُعلي من شأنك في الدنيا والآخرة.
أختي الفاضلة هل تعلمين أن طلبك للاستشارة هذه إنما يدل على إصرار وعزيمة منك على الصعود للقمة وعدم الاستسلام للظروف المحيطة. لقد لاحظت من كلماتك أن بداخلك إيمان قوي بقدراتك وبأن لديك المزيد الذي تستطيعين بذله وتقديمه للوصول للمكانه التي تحلمين بها.
عزيزتي عليك في البداية أن تقتنعي تماماً بأن نجاحك يكمن في الوصول لأهدافك رغم كل ما يحيط بك من كلمات محبطة وظروف غير مشجعة، لقد رأيت في كلماتك إنسانه ناجحه بالفعل في عرض قضيتها وهي الإصرار على النجاح رغم كل السنوات التي ضاعت، ورغم عدم إيمان من حولك بقدرتك على التخرج من الجامعة.
عليك دائماً أن تتذكري أن هناك قاعدة أساسية ستساعدك على عدم الشعور بالإحباط من كلمات الآخرين ألا وهي أن التعزيز والشعور بالتقدم والنجاح لابد وأن ينبع من داخلك؛ فلا تنتظري التعزيز من الخارج - من الأصدقاء والأهل والمحيطين – فأنت الوحيدة التي تستطيعين في هذه المرحلة معرفة مدى التقدم الذي وصلتي إليه، وأنت من تستطيعين معرفة ما يمكنك أن تبذلينه الفترة القادمة من جهد للوصول لأهدافك.
وكوني على قناعة بأن التخرج من الجامعة ليس نهاية المطاف، فقد تكونين يوماً ما أفضل من زميلاتك اللاتي تخرجن قبلك ولكنهن توقفن عن طلب المزيد من العلم والتطوير واكتفين بالوظيفة التقليدية للحصول على الراتب شهرياً.... أجعلى التخرج من الجامعة خطوة في سبيل وصولك للقمة والريادة، إجعلي العلم سلاحك والثقافة هدفك مدى الحياة.
إن التوقف فترة والتأخر عن اللحاق بالركب لا يعني الفشل فالسهم لكي ينطلق بقوة للأمام ليصيب الهدف لابد وأن يرجع للوراء خطوات وبعدها تكون الإنطلاقة الكبرى... فكم شاهدنا في الحياة من قصص وأمثلة لأشخاص تم اتهامهم بأنهم فاشلون وليس لهم فائدة... وبعدها وجدناهم انطلقوا إنطلاقة كبرى جذبت ولفتت أنظار العالم أجمع.
غاليتي يمكنك التغلب على لحظات الإحباط التي تتعرضين لها مع التركيز على تحقيق أهداف محددة من خلال اتباع التالي:
• أكتبي أهدافك على ورقة بكل وضوح وضعي لها جدولاً زمنياً.
• ألصقي هذه الورقة في مكان واضح في غرفتك لتشاهديها يومياً فتكون دافعاً لك يستثير حماسك.
• أكتبي يومياً خطوات بسيطة تساعدك على الوصول إلى أهدافك التي حددتيها من قبل، ونفذي هذه الخطوات يومياً بلا كسل أو تسويف... إن هذه الخطوات الصغيرة التي تحرصين على تنفيذها يومياً ستتحول إلى نجاح ساحق ومبهر مع الوقت، وهي التي ستجعلك تتقدمين على كل من سبقوك في الأيام الماضية.
• اجعلي إيمانك بقدراتك وذاتك هو مصدر إلهامك الوحيد.
• مع الوقت سيلتفت من حولك لتقدمك وسيعلمون أن التأخر فترة عن الآخرين لا يعني التأخر الدائم.
• ادع لنفسك دائماً بالتوفيق والسداد وأن يتقبل الله عملك وعلمك، وأن ينفع بك.
• اجعلى نيتك في طلب العلم خالصة لوجه الله تعالى ومن أجل رفعة شأن الأمة الإسلامية، وأن يجعلك الله قدوة لكل فتاة وإمرأة مسلمة.
• استثمري وقتك في الاطلاع وقراءة قصص العظماء فدائماً ستجدين فيها إلهاماً قوياً وحافزاً وتشجيعا على الاستمرار بخطى ثابته للوصول لأهدافك.
• لا تتوقفي عن البحث عن وظيفة ولا تتوقفي عن التقدم للجامعة مرة أخرى.... فمع الإصرار ستتحقق كل أهدافك بمشيئة الله تعالى.
• طوري من نفسك بحضور ورش ودورات ولا تستسلمي للإحباط وتنعزلي داخل البيت ومع الوقت والبناء التدريجي لقدراتك ستتحقق كل أهدافك لأنك ستمتلكين الكفاءة للتقدم لأي وظيفة.
• إن المثابرة والإصرار والتطوير الذاتي المستمر واليومي هي مفاتيح التقدم والنجاح.
عزيزتي أشعر بأن لديك المزيد لتقديمه لنفسك وللعالم، وفقك الله ونفع بك وسدد خطاك لما يحب ويرضى
د.فلافيا