728 x 90



img

كتب - طاهر أبوزيد
كشف سعادة الشيخ الدكتور محمد بن حمد آل ثاني، مدير إدارة الصحة العامة بوزارة الصحة العامة، عن إجراء حوكمة للاستراتيجية العامة بوزارة الصحة العامة وتشكيل لجان العمل، منوهاً إلى أن أهداف الاستراتيجية باتت واضحة وستتضمن 16 قطاعا صحيا ستكون مدعومة من إدارة الصحة العامة وستشهد الوزارة عملية تحسين مؤسسي.
جاء ذلك خلال الاحتفالية التي نظمتها جمعية أصدقاء الصحة النفسية «وياك»، بحضور سلمان عبدالغني عضو مجلس إدارة جمعية أصدقاء الصحة النفسية وعدد من أعضاء مجلس الإدارة والسفراء الفخريين وأعضاء الجمعية العمومية للجمعية وحشد من الاختصاصيين والمهتمين وبرعاية شركة قطر للبتروكيماويات «قابكو» حول مبادرة الدعم النفسي لمرضى التصلب العصبي المتعدد وأسرهم في قطر وذلك بالتعاون مع رابطة مرضى تصلب الأعصاب المتعدد «مسك».
وأوضح أن مرض التصلب اللويحي المتعدد يعرف بأنه: مرض مناعي ذاتي، أي أن جهاز المناعة يهاجم جسم المصاب به، فيؤثر بدوره على الدماغ والنخاع الشوكي، ما يسبب أضرارا للغلاف الواقي الذي يحيط بالخلايا العصبية؛ فنحن إذاً أمام مرض فتاك يتعين أن تتضافر الجهود للحد من انتشاره أو التخفيف من آثاره بالبحث عن الوسائل الكفيلة لتحقيق هذا الهدف ومن ذلك تقديم الدعم النفسي للمصابين بهذا المرض للتخلص من حدة تداعياته وهذا ما بادرت إليه جمعية أصدقاء الصحة النفسية بالتعاون مع رابطة «مسك».. هذه المبادرة نأمل جميعاً أن نرى آثارها الإيجابية.
وتطرق مدير إدارة الصحة العامة إلى أن الاستراتيجية الجديدة ستتضمن مناقشة كافة جوانب الصحة العامة، من بينها الأمراض المعدية والسرطان وصحة الأسنان وحوادث الطرق والوقاية منها وغيرها من الموضوعات التي تعمل إدارة الصحة العامة على مناقشتها، والعمل على حلها والتقليل من الإصابات بها.
ونوه إلى أن وفيات قطر في عام 2006 جراء الحوادث، كان 26 لكل 100 ألف نسمة، وفي عام 2014 كانت 8 لكل 100 ألف، أي أن الوفيات تراجعت لأكثر من الثلثين، وفي الوقت الحالي بلغت 6 لكل 100 ألف، منوهاً إلى أن التشديد المغلظ غير محبوب للسكان، ويجب أن يتم الأمر بصورة تدريجية، وأن دولة قطر تعمل على أن تقلل النسبة وصولاً إلى المعدلات العالمية بحلول 2020 وهي 5 من كل 100 ألف، والبلاد قريبة من الإنجاز العالمي، خاصةً أن الأرقام بدأت في حالة ثبات. وأشار إلى أن معدل أعمار القطريين ارتفع إلى 82 للنساء و78 للرجال.
وأشار الدكتور محمد آل ثاني إلى أنها تأتي كثمرة تعاون بين «وياك» المعروفة بنشاطها في المجتمع وجمعية مسك، مشيراً إلى أن وزارة الصحة العامة تبحث دائماً عن الدور المشترك الفعال بين أكثر من جهة.
ونوه إلى أن مرض التصلب العصبي المتعدد يكون المريض المصاب به بحالة أفضل، ويكون قادرا على التعامل معه، إن كانت صحة المريض النفسية في حالة جيدة، ما يساعده على الوقاية وتحسين عمله وممارسة حياته الطبيعية، ما يقلل من الإعاقة في المجتمع.
وحث سعادته المصابين بمرض التصلب العصبي المتعدد بالمشاركة بصورة فاعلة في المجتمع، وألا يخجلوا من حالتهم الصحية، فكل شخص لديه نقاط ضعف معينة، ويجب أن يتعامل معها ويحولها لنقاط قوة.
ولفت الدكتور محمد آل ثاني إلى أن ثمة تعاونا بين وزارة الصحة العامة ومستشفى الصحة النفسية التابعة لمؤسسة حمد الطبية والرعاية الصحية الأولية، نظراً للارتباط الوثيق بين الصحة العامة والصحة النفسية، ويجب أن يكون هناك تعاون بين كافة المؤسسات بما يحسن من الصحة النفسية لدى السكان، ويؤثر مباشرة على الصحة العامة وتقليل الإصابة بالأمراض.
وقال مدير إدارة الصحة العامة بوزارة الصحة العامة: مصابو مرض التصلب العصبي مدعومون من وزارة الصحة العامة.. ومؤسسة حمد الطبية ومؤسسة الرعاية الصحية الأولية، والمؤسسات حريصة على أخذ طلبات المرضى بعين الاعتبار، ودراسة كافة طلباتهم، ولكن يجب على الجميع أن يشاركوا في العمل المفيد للمجتمع، والمشاركة في النشاطات التي تصب في صالح المجتمع.
وأضاف أنه ضمن الاستراتيجية العامة للصحة العامة، يندرج مرض التوحد وحالات الخرف، فالجانب النفسي له لجنة خاصة تتابعها إدارة الصحة العامة وتدعمها بصورة مستمرة.
ومن جانبه قال سلمان عبدالغني: لقد انطلقت «وياك» مستمدة قوتها وثباتها من دعم وتشجيع الجميع وبدأت تقديم برامجها وأنشطتها المتنوعة وفقاً لرؤيتها ورسالتها وأهدافها المستوحاة من اسم الجمعية؛ أصدقاء الصحة النفسية «وياك» وهي تسعى لتكون صديقاً مُعيناً للجميع وصديقاً داعماً للمختصين والخبراء ومستفيداً من خبراتهم ودعم المختصين المبتدئين والأخذ بأيديهم.
وقال: إن التعرض للضغوط النفسية يسهم في تفاقم المرض العضوي؛ حيث بات هذا التأثير واضحاً بشدة وبصورة لا يمكننا معها تجاهله، لذا فمن المتعين علينا العمل على علاج هذه الضغوط ليتسنى لنا الإسهام في السيطرة على المرض، وهذا الأمر يعد إضافة مهمة لعلاج الأمراض، ومنها التصلب العصبي المتعدد.
ونوه عبدالغني خلال كلمته إلى دور الصحة النفسية السوية في تعزيز تقدير الفرد لذاته وقدرته على التحكم بالمشاعر السلبية وتحويلها لمشاعر إيجابية تقوي عزيمته وكونها تعينه على مجابهة المرض والمضي قدماً والمشاركة بفعالية واقتدار في خدمة الوطن والمساهمة في عجلة الإنتاج.
وتكمن أهمية هذه المبادرة في كونها ستقدم الدعم النفسي والمعنوي مباشرة لمئات المصابين بهذا المرض المتنامي وأسرهم للتخفيف من التبعات النفسية لهذا المرض.
وخلال الندوة التي أعقبت هذه الاحتفالية والتي قدمها الإعلامي صهيب الملكاوي وشارك فيها كل من الدكتور ديريك ديلومن مؤسسة حمد الطبية ود.مي المريسي الأستاذة في علم النفس الإكلينيكي وعضو مجلس الإدارة بجمعية أصدقاء الصحة النفسية وشغاف السهيل صاحبة تجربة شخصية مع المرض وسلوى دسمال الكواري زوجة أحد المصابين بالمرض تم التطرق إلى العديد من جوانب المرض إلى جانب أن الأهداف الفرعية التي تتمثل بالتخفيف من الاضطرابات النفسية التي يسببها المرض ومساعدة الأسرة على التأقلم مع الوضع الجديد في حياتهم وتقبل الأمر ومساعدة الأسر وتدريبهم على طرق وأساليب العلاج السلوكي المعرفي النفسي وتقديم الدعم النفسي ما بعد الصدمة وتعريف هذه الأسر بمهارات وأساليب مواجهة الضغوط النفسية وزيادة منعة الأسرة وتماسكها للحد من التفكك الأسري والتعريف بمهارات التعايش مع مريض التصلب العصبي المتعدد.