امي والفصام

التاريخ: 2018-03-22

الإستشارة:

تعبت من مرض امي وتصرفاتها المخجلة اعلم انها لاتعي ماتفعل وهذا الامر يحدث بدون قصد منها لكن ا اصبحت اعتزل الاجتماعات واشعر بالخجل بالاماكن العامة حين تخاطب امي نفسها او تشير بيدها و كأنها تتعارك مع احد هي مستمرة بالعلاج لكن لا فائدة تذكر .. استفساري بعد تخرجي من الثانوية اصبحت ملازمة البيت واحاول البحث عن عمل لذلك مزاجي متعب وسماع صوت امي حين تتكلم مع نفسها يثير جنوني وحزني اصبحت مكتئبة جداً واغلق الباب على نفسي لانني ارى انه لا فائدة من جلوسي معها هي في عالمها الخاص فقد تفصل التلفزيون وانا جالسة و حينما اتحدث معها تسرح كثيرا او تتصنع النوم هي ليست معي انا حزينة جداً على حالها ولا املك تغييره وحزينة على مزاجي الذي ينقلب اذا شاهدت امي بهذا الوضع .. اشعر باني مذنبة وقاسية اذا لم اجلس معها رغم اني احرص على اعطائها العلاج بنفسي ولكن مزاجي يصبح مكتئب اذا رأيتها تتحدث مع نفسها لذلك اعتزل في غرفتي وحتى في الاعراس والمناسبات اتتحدث باستمرار معها حتى لا اترك مجال لها بالحديث مع نفسها ولكن الامر ملاحظ مهما حاولت اخفائه .. انا مرهقة جداً ارجوكم ساعدوني بدأت اشك اني سأكون مثل امي بالمستقبل فانا اعاني قلق واكتئاب وتوتر وانعزال عن الناس .ولكن ابرر هذا بظروفي فانا اعاني مع امي وانا وحيدتها وبلغت ال20 ولم يخطبني احد واخذت سنتين ابحث عن عمل بشهادة ثانوي ونسبتي فيها لاتسمح باكمالي جامعة

الجواب:

الأخت الفاضلة / السلام عليكم ورحمة الله وبركاته – اتوجه اليكي في البداية بخالص الشكر علي الاستشارة
في البداية نتمني الشفاء لوالدتك حفظها الله وجزاكي الله عنها خير الجزاء – وفيما يخص مشكلتك التي تفضلتي وذكرتيها نود ان نلفت الانتباه الي ان مرض الفصام هو من الأمراض المزمنة أي الامراض التي تلازم المريض طيلة حياته أو جزء كبير منها لكن ليس معني هذا انه بالضرورة تكون الاعراض نشطة بل انه في حالة الالتزام بالعلاج الطبي في المقام الأول والتأهيل النفسي الاجتماعي في المقام الثاني يمكن السيطرة علي الأعراض المرضية لذا يجب العلم انه من الممكن السيطرة علي الفصام والحد من أعراضه المتمثلة في ( الهلاوس والضلالات ) التي تشتكي منها وتسبب لكي الحرج في حالة التواجد مع الغرباء أو في المناسبات ولذا سوف اركز النصيحة في النقاط التالية :
- ضرورة الالتزام بالمتابعة الطبية النفسية علي الفترات التي يقررها الفريق المعالج او الطبيب النفسي وذلك بهدف التأكد من فعالية الدواء وتأثيره الايجابي وتحديد الجرعة .
- الاهتمام بالمريض العقلي في البداية قد يكون عبء ثقيل لكنه دورك تجاه امك ومع الالتزام يخف هذا العبء .
- ليس بالضرورة ان تكون مريضة نفسيا نتيجة لمرض الأم لكن لا بأس من عمل فحص طبي نفسي حتي يتم التأكد والوقاية كما ان ذلك سوف يفيدك في التخلص من الاكتئاب والقلق المسيطر عليك .
- التأهيل النفسي للأم مهم فلا يجدي العلاج الطبي وحده بل من المفيد عمل جلسات نفسية لتساعدها علي ادراك طبييعة المرض وتحديد العوامل السلبية التي تزيد من حدة المرض وتجنبها .
- يجب ان تعرفي انه من الرغم من مرض الأم الا انك يجب ان تكوني واثقة انها تشعر برعايتك وحبك لها وكلما كان ذلك يتم بطريقة ايجابية كلما ساعد ذلك في تقدم العملية العلاجية .
- اعلمي انه لو تم وصف الدواء المناسب وانتظمت المريضة عليه لاختفت تلك السلوكيات المرضية التي تسبب لكي الخجل لذا يجب البحث عن الخلل في عملية العلاج ولماذا هذه الاعراض مستمرة حتي الأن .

تقديري واحترامي