728 x 90



التاريخ: 2018-03-21


الإستشارة:

انا طالب جامعي حاليا .. اعاني من رجفة في اطراف اليدين و القدمين و خفقان بشكل سريع فالقلب بسبب وقوفي امام زملائي لشرح عمل .. علماً انني اجاهد نفسي للتخلص من هذه المشكلة ولدي رغبة كبيره للوقوف امام زملائي و امام كل شيء وليس لدي اي تردد في هذا .. ماهو العلاج المناسب ؟ وشكرا ..

الجواب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخي الفاضل حفظكِ الله ورعاك، ووفقكِ لكل خير، وأشكرك على تواصلك مع موقع وياك للإستشارات النفسية .
المشكلة التي تعاني منها هي ما يُسمى بالرهاب الاجتماعي، وهذه المشكلة يرجع سببها إلى تكوين شخصيتك، فهناك بعض الشخصيات المنطوية التي تُحب العزلة، وعدم الاختلاط بالآخرين والاندماج في المجتمع.
والرهاب الاجتماعي لا يظهرُ في حالةٍ واحدة، بل قد يظهرُ في حالات كثيرة، كالتردد في الكلام أمام الآخرين، أو الكتابة، أو الأكل، أو المشي؛ فكل هذه الحالات تدخلُ تحت إطار الرهاب الاجتماعي، وهذه الحالة قد تكون معك منذ الصغر، ولكن لم تُعالج في حينها، إلى أن تطورت معك في الكبر؛ ولهذا: فالعلاج يبدأ من عندك أنت، ومثل هذه الحالات تحتاجُ إلى قوة الشخصية، بالإضافة إلى التدريب العملي، ولا تحتاج إلى علاج دوائي بل إلى علاج سلوكي معرفي ، فالشخصية الخجولة علاجها سلوكي أكثر منه نفسي، وهذا يحتاجُ منك إلى تعزيز قوة العزيمة والإرادة عندك.
البعض من الناس يُصيبهم الاكتئاب والحزن؛ لأنهم يفكرون خطأ، وبالطبع فإن المكتئب يفكر خطأ؛ حيث إن لهم نظرة خيالية، فأحدهم يقول: أنا لا يمكن أن أكون سعيداً إلا والناس الذين من حولي راضون عني، أو يحبونني، وهذا أمرٌ غير واقعي، فأنت لا تنظر إلى الناس؛ لأن إرضاء الناس غايةٌ لا تدرك، بل عليك إرضاء رب الناس سبحانه وتعالى، وإرضاء نفسك بما يُرضي الله تعالى؛ وبُعدك عن مخالطة الناس هذا خطأ، فحاولي أن تواجهي الناس، وتخالطيهم كما كنت من قبل وأكثر، ومشكلتك أنك برمجت نفسك على العزلة والانطوائية، وعدم التحدث مع الناس، فأصبح عندك نفورٌ من الآخرين.
حاول أن تبرمج نفسك على إزالة الخوف من نفسك، ولا تترك هذا السلوك يُهيمن عليك، فأنت تستطيع أن تعيش حياتك طبيعية مثل الأخريات، ولكن الأفكار الانهزامية هي التي طغت عليك، وجعلتك تبرمج نفسك على الخوف من كل شيء، وفي الواقع أنت إنسان طبيعي متزن، أشغلت نفسك بما لا فائدة فيه، وتفرغتِ فقط للأفكار الوسواسية، بدلاً من أن تفكر في مستقبلك وفي دراستك وفي نجاحك، وكل منا يستطيعُ أن يبرمج نفسه بحسب التفكير، ومن الآن أريدك أن تجعلي تفكيرك إيجابياً، لا خوف فيه، ولا قلق، ولا انزعاج .
ومطلوب منك الخطوات التالية:
1- اطرد عنك الخوف والخجل؛ من خلال تفكيرك السلبي عن شخصيتك، بحيث تستبدل التفكير السلبي بالتفكير الإيجابي.
2- لا تحاول أن تصغر وتحقر من نفسك أمام الآخرين ، وأنك لا تستطيع أن تنظر إلى أصدقائك، أو تجلس معهم؛ فهذه البرمجة قد تؤثر على سلوكك، وعلى حركاتك.
3- مارس تمارين الاسترخاء: مدد جسمك على الفراش أو البساط، وأفرد ذراعيك على الجانبين، واجعل عضلاتك مسترخية تماماً، وركز انتباهك على حركات التنفس، وأغمض عينيك، واكتم النفس للحظات، ثم قم بالزفير ببطء وهدوء وانتظام، وتصور أن توترك ومللك وإحباطك وقلقك وخوفك تخرج مع الهواء وتتلاشى.
4- فكر في التميز والنجاح في دراستك الجامعية، واعلم أن هذه المشكلة عبارة عن مرحلة تعيشها، ولا تقف عندها فيضيع مستقبلك ، وأثبت للآخرين أنك قادر بإذن الله تعالى على صناعة النجاح.
5- درب نفسك حينما تكون لوحدك وأمام المرآة وتحدث كأنك تلقي مشروع أو محاضرة أمام الآخرين .

تواصل معنا وحاول أن تبلغنا بأنك تجاوزت مرحلة الخجل والخوف وأنك كتفوق في دراستك ومشاريعك إن شاء الله تعالى .

وبالله التوفيق.


د. العربي عطا الله قويدري

إستشاري في الإرشاد النفسي والأسري

استبيان

هل لغة المستشار واضحة وسهلة الفهم؟

نعم لا نوعا ما

هل ترى أنك حصلت على الجواب الكافي؟

نعم لا نوعا ما

هل شعرت بالارتياح بعد حصولك على الاستشارة؟

نعم لا نوعا ما

هل احتوت أجوبة المستشار على خطوات عملية سهلة التطبيق؟

نعم لا نوعا ما