728 x 90



img

بصمة :
الاهتمام بالأسرة

الأسرة هي المحضن الأول لأبناء المسلمين وبناتهم ، حيث تنتظم العلاقات الأسرية على أساس من التعاطف والتراحم والانضباط الإسلامي سلوكا وعملا بما يكفل للجميع حياة خالية من المزالق تسودها المحبة الصادقة التي تضفي على الحياة رونقا وجمالا ، فتتوزع المسؤوليات بين الآباء والأمهات بما يكفل التربية الصالحة للأبناء والبنات ، قال تعالى : " ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون " الروم 21 ، وقال تعالى : " والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر " التوبة 71 .
من الواجب على كل إنسان أن يهتم بأسرته وعائلته ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم : " كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته " رواه البخاري .
وعندما يكلأ المؤمن أسرته برعايته فإن ذلك يعطيهم الفرصة للشعور بالحب والتعاطف والرحمة والمودة وغيرها من تلك المشاعر الإنسانية السامية والتي تشعر الإنسان بالراحة والسعادة ، كما أن كل وقت يقضيه الإنسان مع أسرته وأولاده هو إستثمار للمستقبل يساعد على تطورهم ونموهم ، ويسهم في سعادة الأسرة جميعها على المدى القصير والطويل معا .
وإذا وضع الإنسان أسرته فقط في مركز إهتمامه الرئيس بحيث يعيش لهم فقط ، فإن ذلك لن يون في مصحته ومصلحتهم على المدى الطويل ، فإن الحب المفرط للأولاد إلى حد الشغف الشديد بهم قد يعمينا عن أن نحسن تربيتهم ، ويجعلنا نفرط في تدليلهم وتنفيذ رغباتهم ، وإعطائهم كل ما يريدون من مال ، حتى يشبوا مرفهين مدللين لا يقدر أحدهم على مواجهة مصاعب الحياة ، ولا يستطيع الإعتماد على نفسه ، وتحمل المسؤولية بمفرده ، كما أن أولادك حتما سيكبرون ويتزوجون ، وينفضون من حولك ، وساعتها إذا كنت قد جعلت أسرتك هي مركز اهتمامك الوحيد فإنك ستشعر بفقدان قيمتك الذاتية وأن دورك في الحياة قد إنتهى .
ثم إذا نبت الطفل في أسرة إسلامية فإنه يكون مهيأ في البداية لأن يسير في الطريق الذي يخطه الإسلام فتكون مهمة المدرسة مكملة لمهمة الأسرة وذلك بان ننمي في الطالب الاتجاهات والقيم الإسلامية الرفيعة التي تكونت أصلا في البيت و في الجامعة وهي مرحلة تستقل بها شخصيات الأفراد بنين وبنات بكل أبعادها الفكرية والعقائدية والعقلية لذا فإن مهمة الجامعات في البلاد الإسلامية إعداد الكوادر البشرية المدربة والمؤهلة التي تعني باحتياجات المجتمع المختلفة مع تربية وجدانهم وضمائرهم بالإخلاص والنظام وحب العمل وجميعها قيم سامية ترتبط بعقيدة المسلمين وحضارتهم وتاريخهم .
هذه القيم التي جاء بها الإسلام لا تدانيها شريعة أخرى في القوانين الوضعية ، فمنهج الإسلام يقوم على الوسطية والاعتدال ، دونما إفراط ولا تفريط ، ودونما إسراف ولا تقتير ، ودونما عسر في التكاليف ونجد أن اليسر في كل شيء ، قال تعالى : " وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك " القصص 77 .
قيم أخلاقية رفعية يتربى فيها كل فرد في أحضان أسر فاضلة والتي بالتالي تكون مجتمع الفضائل مجتمعا يقوم على التعاون والتناصح والأمر بالمعروف بالمعروف والنهي عن المنكر ، هذه هي التنشئة الإسلامية لجيل إسلامي متماسك بعيد عن الإحلال والفساد والخبائث .
لذا لا نجد شريعة إهتمت ببناء النشء بناءا متكاملا مثل الإسلام ، ولا نجد حضارة عملت على تهذيبه تهذيبا أخلاقيا ساميا مثل حضارة الإسلام ، والقرآن الكريم هو الذي احتوى على منهج الإسلام وتعاليم الشريعة واشتمل على مكارم الأخلاق السامية ، ولن يشب النشء قويا في تكوينه وجسده وعقيدته وخلقه وفكره ووجدانه إلا إذا سلك منهج الإسلام في التربية ليكون خيرا لنفسه وأسرته ومجتمعه وأمته .

نفسيات
الصدمة النفسية للأزمات لدى الأطفال والمراهقين

يصاب الأطفال والمراهقون بالصدمة النفسية التالية للكرب، كما هو الحال لدى الكبار، إلا أنها تختلف في صورتها وآثارها السلبية وفقا للمرحلة العمرية والنضج النمائي للطفل والمراهق.
يمكن أن تنتج الصدمات النفسية عن الإيذاء الجسدي والإهمال والاعتداءات الجنسية واختطاف الأطفال، ومشاهدة انتحار الأصدقاء أو قتل أحد أفراد الأسرة، أو عض الحيوانات الضالة كالكلاب، أو الحروق الشديدة، أو الكوارث الطبيعية: مثل الفيضانات، الأعاصير، الزوابع، وغيرها.
تزيد حدة الصدمة النفسية وآثارها السلبية على الطفل أو المراهق بحسب قربهما من موقع حدوث الكارثة، ودرجة فظاعتها كالمشاهد الدموية، كما أن طبيعة انفعال والديهم بعد الكارثة أو المعنيين برعايتهم تؤثر إيجابا أو سلبا على أولادهم وقدرة تحملهم، فكلما كان الوالدان صريحَين مع أولادهما في التعبير عن مشاعرهم تجاه الكارثة بموضوعية وواقعية مع إظهار الدعم والمعاضدة، كانت استجابة الأولاد أكثر إيجابية وقدرتهم على تخطي الصدمة النفسية أسرع وأقل كلفة.

الصدمة النفسية
أن تشخيص الصدمة النفسية التالية للكرب يتم حينما يتعرض الفرد لكارثة ينجم عنها تهديد لحياته أو حياة آخرين أو انتهاك لإنسانيته، فيستجيب لها في صورة خوف أو غمّ شديدين، حيث تظهر الانفعالات النفسية مباشرة بعد الكارثة أو خلال الأسابيع الأولى، والتي تُعرف باضطراب الصدمة الحادة (Acute Stress Disorder)، أو بعد زمن طويل فتعرف بالصدمة النفسية التالية للكرب (Post Traumatic Stress Disorder).
تختلف الدراسات الإحصائية والبحوث العلمية في تحديد نسبة حدوث الصدمات النفسية التالية للكرب لدى الأطفال والمراهقين، فبعضها يشير إلى أن 14-43 في المائة من الأطفال يمرون بتجربة واحدة على الأقل من الصدمات الكارثية في حياتهم، وأن 3-15 في المائة من الأطفال الإناث و1-6 في المائة من الأطفال الذكور قد يعانون الصدمة النفسية التابعة للكرب.
ومظاهر الصدمات التابعة للكرب تختلف بحسب الفئة العمرية والنضج العقلي والنمو الاجتماعي ورصيد الخبرات السابقة، فالبعض قد يعاني القلق والخوف لفترة قصيرة ما تلبث أن تزول عنهم تلك المخاوف خصوصا حينما تتوفر لهم الرعاية والحماية والمعاضدة النفسية من قِبل الوالدين.
في المقابل قد يعاني آخرون اضطرابات مزمنة كالخوف، والاكتئاب، والقلق النفسي العام، وقلق الانفصال عن الوالدين، ونوبات الهلع، ونوبات العنف والغضب، وتجنب الأنشطة أو الأماكن المذكرة بالكارثة، ومحاولات إيذاء النفس أو الآخرين والسلوكيات المتسمة بالمجازفة أو الاندفاعية، إضافة إلى المضاعفات الناتجة لما سبق كالمشكلات الأسرية أو تدهور التحصيل العلمي وكثرة التغيب عن المدرسة وعدم الرغبة في القيام بالأنشطة المعتادة أو ممارسة الهوايات.

الأعراض
أعراض الطفولة المبكرة. تتميز مرحلة السنوات الأولى من الحياة (الطفولة المبكرة) بمظاهر خوف عامة غير محددة ومحاولات الهروب من وقائع أو أماكن قد لا ترتبط أو قد تكون مرتبطة بالكرب، كما أنهم قد يحاكون في أثناء لعبهم وقائع وأحداث الكرب، يصاحبه اضطرابات في النوم وأحيانا انتكاسة عارضة للمهارات النمائية المكتسَبة سابقا كالتبول والتبرز اللاإرادي، أما بالنسبة إلى الأطفال الصغار جدا فقد لا يعانون، وقد تظهر عليهم الاستجابات النفسية السلبية بصورة محدودة.

أعراض مرحلة الدراسة:
تتميز مرحلة سن المدرسة (الطفولة المتأخرة) بأن الأطفال لا يعانون استرجاع أحداث الكرب Amnesia أوvisual flashbacks كما هو الحال لدى الكبار، لكن قد تختلط عليهم أحداث الكرب عندما يحاولون استرجاعها من ذاكرتهم في ما يُعرف بـ «time skew»، كما أنهم قد يعتقدون أهمية تنبؤ حدوث الكرب من خلال الإشارات التحذيرية حيث يمكنهم تفاديها في ما يعرف بـ«Omen formation».

كذلك قد يبدون مشتتي الفكر أو سريعي الاستثارة والارتعاب، وقد يعبّرون عن مخاوفهم بالشكوى من بعض الأعراض الجسدية التي ليس لها أسباب طبية واضحة مثل آلام البطن وصداع الرأس.
وأحيانا قد يعبّرون عن معاناتهم من الصدمة النفسية من خلال الرسم، أو محاكاتهم لأحداث الكارثة في أثناء اللعب.
مثال ذلك: الطفل الذي تَعرّض للنار يمكن أن يشعل الحرائق .
ومثال آخر: الاختباء تحت الأشياء كأنما يتعرض لإعصار.

أما بالنسبة إلى المراهقين (12-18 سنة)، فيمكن أن تظهر الصدمة النفسية شبيهة بالتي يعانيها الكبار مثل استرجاع أحداث الكارثة في اليقظة وعبر الأحلام وتخيل وقائعها المؤلمة ومحاولة الهروب والابتعاد عن كل ما يذكّر بها، يصاحب ذلك بسرعة الانفعالات النفسية واضطرابات النوم وضعف التركيز، أو الشعور بالاكتئاب والرغبة في الانتحار، كما قد يلجأ بعضهم إلى شرب الكحول أو تعاطي المخدرات.
إلا أنهم يتميزون عن الكبار في تعبيرهم عن الصدمة بإدماجها أو بعض وقائعها في حياتهم اليومية، كذلك تتسم سلوكياتهم بالعنف والاندفاعية.
وعلى الرغم من أن بعض الأطفال والمراهقين قد يتحسنون مع الوقت وتزول عنهم الصدمة النفسية التالية للكرب، فإن نسبة منهم تستمر معاناتهم إن لم يتلقوا العلاج المناسب.
ومن هنا تبرز أهمية التعرف المبكر على المصابين بالصدمة النفسية أو الذين هم أكثر عرضة للإصابة لتلقي الدعم والعلاج اللازمين.

مهارات حياتية:

- ابدأ التفكير في العواقب على أنها النتائج الإيجابية , سلوك طفلك المتعاون واختياراته السليمة والتزامه بتنفيذ
. ينبغي أن تحترم حاجات طفلك ورغباته -
- صحيح أن القرار الأخير سوف يكون في يديك في معظم المواقف , إلا أنه لا بد أن تتذكر أن حاجاته ومشاعره ذات أهمية بالغة في هذا السياق .
- حاول أن تدرس شعورك بالتهديد أو عدم الأمان عندما يظهر طفلك صفات الاعتماد على الذات والمبادرة , افعل كل ما في وسعك لتتغلب على تلك المشاعر دون أن يكون لذلك أي تأثير على نمو طفلك السليم .
- اسمح لطفلك أن يمر بخبرة أن يتحمل عواقب اختياراته الخاطئة ( طبعا ً في المواقف التي لا تشكل خطورة على حياته ) , وذلك حتى تمنحه الفرصة ليتعلم من تلك الخبرات .
اجعل طفلك يتحمل مسؤولية سلوكه واسمح له بفرصة تغيير تلك السلوكيات التي يراها غير مناسبة .

تفاءل وابدأ الحياة :

- الناجحون يحافظون على مقتنياتهم وأمتعتهم وأشيائهم، فلا يبذرون ولا يفسدون.

- لا يفوح العطر حتى يسحق، ولا يضوَّع العود حتى يُحرق، وكذلك الشدائد لك هي خير ونعمة.

- الناجح لا يغلب هواه عقلَه، ولا عجزُه صبرَه، ولا تستخفّه الإغراءات، ولا تشغله التَّوافه.

- إياك والضجر والملل، فإن الضجر لا يؤدي حقّاً، والملول لا يرعى حرمة، وعليك بالصبر والثبات.

- من ثبت نبت، ومن جدَّ وجد، ومن زرع حصد، ومن صبر ظفر، ومن عزَّ بزَّ.

- من لم يكن له في بدايته احتراق لم يكن له في نهايته إشراق، ومن جدَّ في شبابه ساد في شيخوخته.

- تذكر أن في القرآن: سارعوا، وسابقوا، وجاهدوا، وصابروا، ورابطوا.

- وفي السنة: احرص على ما ينفعك، وبادروا بالأعمال، ونعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ.

( من إعداد الدكتور / العربي عطاء الله )
إستشاري في الإرشاد النفسي والأسري