728 x 90



التاريخ: 2018-02-18


الإستشارة:

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته انا شاب عمري 22سنه سنه اولى جامعه بالرغم من اني دخلت الجامعه غصب عني بسبب زغبه ابي وامي ولم اكن ارغب بدراسه الجامعه بسبب اني لا استطيع الفهم والاستيعاب ولا استطيع الحفظ ولا التركيز وبعد دراسه دامت اربعه اشهر تغيرت حياتي راس على عقب اصبحت الان لدي مشاكل بسبب الدراسه من غير رغبه واهم المشاكل التي اعاني منها هي الضيق والاكتآب وتانيب الضمير وكره اشخاص كنت احبهم واعزهم جدا وفقدت شهيه الاكل نهائيا ولا استطيع النوم او السهر ليومين متتالين واشعر بالتعب والارهاق وعدم القدره على عمل اي شي وياتيني واوس عندما اكون لوحدي واشعر اني شخص فاشل لا انفع لشي واحيانا افكر في ايذاء نفسي او الهروب من المنزل تغيرت حياتي وانا اريد استعاده حياتي السابقه لا اريد ان اكمل هاذه الحياه تعبت مع العلم اني متزوج ولدي بنت واعيش مع زوجتي وابنتي ولا احد يعلم بحالتي هاذا غير زوجتي افيدوني ما هو الحل

الجواب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي السائل حفظك الله ورعاك، أشكرك على تواصلك مع موقع وياك للإستشارات النفسية .
لا أريد أن أسمع منك الإنهزامية وعدم التغلب على هذه الأفكار، فهذه الرسائل ستؤثر عليك ، ولا تعطيك دافعية ، ومهما تعثرت في مسيرتك تستطيع أن تتدارك الأمر وتقوم وتواصل مسيرتك بكل همة وجدارة وتتفوق ، فالإنسان يزداد قوة وصلابة وحنكة كلما ازدادت صلابته وتمسكه بالشيء الذي يريد أن يحققه، وكلما كان صابراً صامداً لا تهزه الصدمات ولا الأزمات، وكلما واجهته مشكلة يُعالجها برؤية وحكمة وشجاعة وهو شامخ لا يهتز .
اعلم أن كل واحد منا يملك رغبة في تحقيق أحلامه فيسعى في الحصول على مفاتيح السعادة لكي يعيش سعيدا ولكن لا بد من مرور بعثرات ولحظات نقف فيها عاجزين ، وقد يزداد ألمنا حين نفشل في تحقيق أهدافنا ولم نحصل على حظوظنا ، وهنا يأتي دور استبدال الألم بالأمل ، وينتصر الأمل على اليأس والتفاؤل على التشاؤم والرجاء على القنوط ، وكل هذا بقوة الإيمان ثم بقوة العزيمة والإرادة ، وإياك أن تحكم على نفسك أنك إنسان فاشل لا يستوعب ولا يفهم ولا يتذكر فكل هذه رسائل سلبية أبعدها من تفكيرك .
ومهما حدث لك من الألم النفسي أخي الفاضل تستطيع أن تتغلب عليه ولكن بشرط دون أن تعرف علم الإستسلام والإنسحاب ، ومهما كانت الظروف التي مرت بك تستطيع أن تتجاوزها وليس هناك شيء مستحيل ولكن أمر يحتاج إلى صبر ومثابرة .
قبل أن تسأل أخي الحبيب على المستشفى وتريد مقالة الطبيب النفسي أريدك منك أن تعرف معلومة علمية ، وهو أن ليست كل شكوى أو عائق أو إحساس بإرهاق أو قلق يحتاج منك أن تتوجه إلى الطبيب النفسي وتقابله ، فهناك أمور تستطيع أن تتغلب عليها بنفسك أنت بقوة إرادتك وعزيمتك ولا تستلم لها ، وهناك أمور أخرى لا تحتاج إلى طبيب نفسي بل إلى معالج نفسي يعمل معك جلسات نفسية إرشادية ، وسيتغير سلوكك وتفكيرك إلى الأحسن ، وهناك أمور بالفعل قد تحتاج إلى زيارة الطبيب النفسي عندما تتفاقم الأزمة ولم ينجح العلاج الأول ولا الثاني .
اعلم أنَّ النَّشاط والهمَّة تأتي من رغبةِ الشَّخص نفسه، والخمول والكسل سببهما النَّظرة السَّلبية للذات، وللأسف الشَّديد فكثيرٌ من النَّاس تنظرُ إلى الأخطاء والهفوات والسَّلبيات وإلى نقاطِ الضَّعف، ويركِّزون عليها بدرجةٍ مفرطة، وهذا بالتَّأكيد سيؤدي بهم إلى الكسل والخمول وعدم الرَّغبة في العمل.
وأنتِ الآن تشكو من عدم النجاح في حياتك الدرسية والعجزِ والطاقة السلبية ، وعدم الرَّغبة في الحياة الإيجابية، وهذا بسببِ فقدانكِ للتَّوازن، وعدم ثقتكِ بنفسك، وربَّما قد يطغى على تفكيركِ السَّلبيات بدلاً من الإيجابيات، وتركيزُ انتباهك على كل ما هو خطأ في نفسك وفي العالم يجعلكِ تشعر بعدم الكفاءة وربَّما بالعجز، والتَّركيز السَّلبي يولِّد الطَّاقة السَّلبية بل ويؤدي إلى السُّلوك السَّلبي، ويجعلك تشعر بالضِّيق والحساسية الشَّديدة واللامبالاة ، ويذهب عنك النوم والراحة .
ولهذا فأنت محتاج في هذه الحالة إلى العلاج السلوكي ، ولهذا أنصحك أخي الحبيب أن تجتهد وتعمل لزيادة الثِّقة بنفسك، فقد برهنت الدِّراسات على وجود علاقةٍ إيجابية مرتفعة بين النظرة التفاؤلية للمستقبل والسعادة الحالية، كما اتضح أنَّ التفاؤل يرتبط ارتباطاً إيجابيا بكلٍ من: إدراك السيطرة على الضغوط ومواجهتها، واستخدام المواجهة الفعالة، وإعادة التفسير الإيجابي للموقف، وحل المشكلات بنجاح، والبحث عن الدعم الاجتماعي، والنظرة الإيجابية للمواقف الضاغطة، والتحصيل الدراسي، وضبط النفس، وتقدير الذات، والانبساط، والتَّوافق .
ومن ناحيةٍ أخرى كشفت الدِّراسات أنَّ التشاؤم يرتبطُ بكل من ارتفاع معدلات الإصابة بالاكئتاب، واليأس، والانتحار، والقلق، والوسواس القهرى، و"العصابية"، والعداوة، والشعور بالوحدة، وهبوط الروح المعنوية، وتناقص الدَّافعية للعمل والإنجاز، والشعور بالحزن والقنوط، والانسحاب الاجتماعي، والفشل في حل المشكلات، والنظرة السلبية لصدمات الحياة.
ولهذا فأنت تستطع أن تعيد ثقتك بنفسك وتقضي على الأفكار المثبطة وتبتعد عن القلق والتوتر الذي وضعت نفسك فيه ، وتحقق النجاح في حياتك وتبرمج نفسك على الراحة والطمأنينة والاستقرار بإذن الله تعالى .
ولهذا أنصحك باتباع الخطوات التالية:

1- توجه إلى الله تعالى بالدعاء والتضرع إليه بأن يعينك على التغيير للأفضل .
2- ارسم في عقلك الباطني سلوك النجاح والتفوق، والإيمان به، وبإذن الله تعالى سيتحقق على أرض الواقع.
3- اجعل في حياتك عدَّة خيارات، ولا تقف عند واحد فقط، فلو لم يتحقق الأول اذهب إلى الثاني.
4- لا تجعل وقتك يمرُّ بدون فائدة، واقض على الفراغ والتسويف، وعوِّد نفسك على الحركة والعمل.
5- لا ترسم العوائق في وجهك، بل دائماً توقع الأفضل، وأنك ستنجح بإذن الله تعالى.
6- استبدل الكلمات السلبية في حياتك بكلماتٍ إيجابية، وحاول أن تكتبها وتضعها أمامك، واقرأها صباح مساء حتى ترسخ في ذهنك.
7- استخدم عملية الاسترخاء؛ فهي مفيدةٌ في مثل هذه الحالات، وتخفف عنك وطأة التفكير.
8- انزع من دماغك الأعشاب الضَّارة، والأفكار السوداوية، واستبدلها بالأعشاب النافعة، والأفكار الإيجابية.
10- لا تميل إلى العزلة والانطوائية، وشارك الآخرين.
11- إياك والاستسلام، فأنا أريدك أن تقف مرةً ثانية بعد السقوط، والناجح يعتبر هذه المواقف محطات يتزودُ ويرتاحُ فيها، ثم يواصل مسيره.
12- الشيء الذي تُعاني منه تستطيع أن تُعالجه بنفسك، ولا تحتاج إلى كثرة الأدوية والأطباء فهذا سيتعبك ويدخلك في دوامة ، بل علاجُك يكمُنُ في تغيير السلوك فقط، والابتعاد عن التفكير السلبي، واستبداله بالتفكير الإيجابي.
13- حاول أن تبتسم ، فالإبتسامة تزيل الهم والغم ، وإياك واللجوء إلى الحزن والقلق فأنت ولله الحمد صحيحة سليمة وتستطعين الخروج من أزمتك بإذن الله تعالى .
14- قد تحتاج أخي الحبيب إلى جلسات إرشادية من أجل تعزيز جانب الثقة عندك وإزالة الأفكار السلبية وإعطاؤك دافعية وقوة نحو الأمام فأنت شاب ولهذا أنصحك في التواصل مع أخصائي نفسي في أقرب وقت .
15- مارس الرياضة وتمارين الإسترخاء فهي لها حظ كبير في التخلص من القلق والتوتروأنت ذكرت أنك تمارس التمارين الرياضية حاول أن تستمر عليها ولا تمل من ذلك .
16- إهتم في زوجتك وابنتك وعش معهم حياة جميلة بعيدة عن القلق والتوتر .
17 – لا تنسى أيضا أن ترتب مواعيد نومك ، وتحافظ على أكلك الصحي لأن ذلك ينعكس بالإيجاب على صحتك النفسية والجسمية .
18- دائماً أُترك باب الأملِ مفتوح، ولا تقنط، ودائماً انظر إلى الأمور نظرة إيجابية وابتعد عن الحزن، وكن متفائلا ترى الحياة جميلة، وأُبشِرُك أنك سوف تتغير وتزول عنك هذه السحابة السلبية وتزول عنك كل هذه السلوكيات والأفكار السوداوية ، بإذن الله تعالى.

حاول أن تتواصل معنا مرة أخرى حتى نسمع تحسنك للأفضل .

وبالله التوفيق


د. العربي عطا الله قويدري

إستشاري في الإرشاد النفسي والأسري

استبيان

هل لغة المستشار واضحة وسهلة الفهم؟

نعم لا نوعا ما

هل ترى أنك حصلت على الجواب الكافي؟

نعم لا نوعا ما

هل شعرت بالارتياح بعد حصولك على الاستشارة؟

نعم لا نوعا ما

هل احتوت أجوبة المستشار على خطوات عملية سهلة التطبيق؟

نعم لا نوعا ما