728 x 90



التاريخ: 2018-02-04


الإستشارة:

ابنتي تبلغ من العمر ٤ سنوات، وهي تعتبر الحفيده الاولى في عائلتي وعائلة والدها. كانت تحصل على الدلع والدلال المفرط من الجميع وخاصة والدها الذي يخالف تربيتي كثيراً، مع اني ادللها باعتدال وأنا التي أربيها أكثر من غيري .. ولكن بسبب المشاكل والضغوطات من المحيط، اصبحتُ عصبيه غير ان ابنتي عنيده وحاولت كثيراً بأن أحاورها ولكنها لا تحترمني أبداً، واذا طلبَت مني شي، تريده الآن وتقوم بضربي و البصق على وجهي مما تتسبب في فقدان صوابي.. أكاد أشعر بأنني أم فاشله لا أستطيع تربية أبنائي ..

الجواب:

الأخت الفاضلة، نشكر لك تواصلك مع جمعية أصدقاء الصحة النفسية (وياك)، وفيما يخص استشارتك نسوق لك الرد التالي:
دعينا في البداية نبدأ من حيث انتهيتي بقولك "أكاد أشعر بأنني أم فاشلة، لا أستطيع تربية أبنائي"، ومن هنا نقول لك إن شعورك هذا هو بداية الحل، ودليل إيجابي على حرصك واهتمامك وبحثك عن طرق تعينك على التربية الصحيحة، ولتعلمي أختنا الفاضلة أنه بالرغم من صعوبة عملية التربية إلا أن ثمارها كبيرة جدا على المستوى البعيد. ونصيحتنا هنا هي أنه ينبغي عليك أن تستمعي بالتربية وأن تنظري للأمور بهدوء ودون انزعاج، ودائما فكري في حلول؛ لأن التفكير في المشكلة فقط يولد مشاعر سلبية، بينما التفكير في الحلول يولد مشاعر إيجابية ويحفز العقل على إيجاد بدائل تربوية فعالة.
أما بالنسبة لسلوكيات ابنتنا حفظها الله، نود أن نلفت انتباهك للأمور التالية:
- غالبا ما يدل عناد الطفل على قوة شخصيته وهذا شيء إيجابي؛ لأن الطفل المطيع بشدة غالبا ما تصبح شخصيته مهزوزة بتقدم العمر، ولذلك لا تقلقي كثيرا من عناد ابنتنا حفظها الله؛ لأنها بهذا العناد تود أن تخبركم أن لديها شخصيتها المستقلة وتريد أن تتصرف بمسؤولية وبثقة. كما أن عناد الطفل يعتبر أمر محمود حتى سن السادسة أو السابعة تقريبا.
- هناك أسباب عدة تؤدي إلى عناد الطفل، منها ما ذكرتيه في رسالتك وهو التدليل الزائد عن الحد، وتلبية جميع طلبات الطفل، والاستجابة لصراخه بتلبية طلباته تجنبا للإزعاج؛ ولذلك فإن تعود الطفل على ذلك يجعله يصرخ بمجرد ألا يتم الاستجابة له. كذلك تعرض الطفل للعنف اللفظي أو الجسدي (في حال قوة شخصيته) يحوله إلى شخص عنيد يرفض نصائح وتوجيهات الآخرين له (خاصة الوالدين)، ويجعله يتصرف مع الآخرين بعدوانية (مثلما ذكرتي بأنها تقوم بالضرب والبثق).
- لا شك أن ضغوط الحياة على الوالدين تجعل سلوكياتهم تتميز بالانفعال الزائد بعض الشيء خاصة مع الأطفال، وهذا ما يظهر من تعاملك مع ابنتنا حفظها الله، فأنت بدون وعي تقومي بالتعامل مع ابنتنا في بعض المواقف بانفعال شديد (ربما صراخ أو ضرب)، وهذا بالطبع يؤثر بالسلب عليها مما يجعلها تقلدك في ذلك ويخلق لديها سلوك العناد.
أختنا الفاضلة، لكي تتغلبي على هذا التحدي الذي يواجهك نقترح عليك التالي:
- ابتعدي تماما عن أسلوب الصراخ والعصبية مع ابنتنا ودربي نفسك على ذلك من خلال التفكير في الحلول دائما في حال وقوع خطأ ما من ابنتنا حفظها الله.
- برغم صغر عمر ابنتنا الغالية، يمكنك أن تتعاملي معها بأسلوب الحوار بما يناسب عمرها، كأن تجلسي معها وتحكي لها قصص قبل النوم، مع الابتعاد عن القصص المخيفة، فهذا يحدث تقارب بينك وبينها.
- امدحي سلوكياتها الجيدة أمام الآخرين وضميها على صدرك وقبِّليها لأن ذلك يحفز هرمونات السعادة (غالبا هرمون الإكسيتوسين) الذي يجعل العلاقة بينكما تتسم بالود والمحبة.
- حاولي بقدر الإمكان عدم الاستجابة لجميع طلباتها، وعندما ترفضي طلب ما، تحدثي معها حول أسباب الرفض (بأسلوب يتناسب مع عمرها).
- اتفقي مع والدها حول طرق التعامل معها، ونقترح بالاطلاع على مقال بعنوان: "طفلي عنيد ومزعج" ففيه من المعلومات التي تعينك أنت ووالدها على التعامل مع شخصية ابنتنا حفظها الله، وهذا هو الرابط:
http://www.weyak.qa/node/1109
أختنا الفاضلة، نود التأكيد على أن عملية التربية ليست سهلة وليست صعبة، وإنما تحتاج فقط جهد منك يتمثل في: الصبر، والاطلاع على المقالات التربوية ومشاهدة المرئيات التي تتحدث عن طريقة التعامل مع الأبناء، كذلك الاطلاع على خصائص المرحلة العمرية لأبنائنا؛ لأن ذلك سيمكنك من فهم نفسية الطفل وكيفية التعامل معه تعاملا سليما.
أختنا الفاضلة، في حال رغبتكم في التواصل معنا في هذا الموضوع، يمكن التواصل معنا عبر خدمة الاستشارات الهاتفية المجانية على الأرقام التالية:
44878722 أو 8009395 , ابتداء من الأحد حتى الخميس من الساعة 4 عصراً وحتى الساعة 9 مساءً.
نسأل الله أن يسعدك بابنتنا ويحفظها لك


محمد كمال

مرشد نفسي مجتمعي

استبيان

هل لغة المستشار واضحة وسهلة الفهم؟

نعم لا نوعا ما

هل ترى أنك حصلت على الجواب الكافي؟

نعم لا نوعا ما

هل شعرت بالارتياح بعد حصولك على الاستشارة؟

نعم لا نوعا ما

هل احتوت أجوبة المستشار على خطوات عملية سهلة التطبيق؟

نعم لا نوعا ما