728 x 90



التاريخ: 2018-01-07


الإستشارة:

توفيت والدتي قبل سنه كلنا انا واخواني كنّا في المستشفى وقت وفاتها وشفت لما كانوا يسون لها إنعاش كهربائي وهذا المنظر أثر في نفسيتي جدا الى الان يتكرر المنظر في منامي اصحى مغزوعه ابكي واتالم .. تقريبا من غير مبالغه كل يومين ابكي عليها وصرت اخاف من الفقدان بشكل رهيب .. من سنه وانا احساس السعادة غائب عني ولو ضحكت ارجع احزن وأحس بالذنب لو فرحت بدون وجودها صحيح اننا نجتمع مع الأهل ولكن الروح مفقودة وَمِمَّا صعب الامور ان بعد وفاة والدتي بثلاث أشهر عرفنا باصابة اختي الكبيرة بالسرطان وبعدها بكم شهر اصاب اختي الاخرى .. انا انسانه مؤمنه واثق في الله وأتصدق واستغفر ولكن الحزن يسكنني ومش قادرة ارجع لحياتي الطبيعية

الجواب:

أختي السائلة حفظكِ الله ورعاكِ، وقوَّى إيمانك وعزيمتك، ورحم والدتك رحمة واسعة وعجل – سبحانه- بشفاء أختيك ، وأشكركِ على تواصلك مع موقع وياك للإستشارات النفسية.
عندما قرأت رسالتك شد انتباهي ثلاثة أمور تستطعين من خلالها أن تبعدي الحزن والقلق والكآبة من حياتك ، وهي تحسين علاقتك مع خالقكِ وهذا هو بيت القصيد ، وأهم أمر تقوم عليه سعادة الإنسان .
إذا كنتِ تريدين أن تصنعي الأمل ، فلابد أن تبعدي الحزن والقلق والتوتر من حياتك ، وهي أهم خطوة على الإطلاق؛ ومهما حزنت واعتزلت الناس ؛ فإنك لن تُحققي شيئاً ، ولن ترجع الذي مضى ، وهذا أمر مقدر من الله - تعالى - وإذا كان كل إنسان يحزن طول حياته لما بقي في الدنيا إنسان سعيد ، ولهذا اعلمي أن الأيام دول يوم لك ويوم عليك ، فلمَ القلق والحزن والبكاء ؟
حاولي أيضاً أن تُمارسي تمارين الاسترخاء؛ حيث إنها تخفِّف عنك وطأة التفكير واضطراب الأنا، كما أن هذه التمارين تُساعدكِ في التّغلب على القلق والتوتر، وكيفية أداء هذه التمارين تكمن في أن تستلقي في مكانٍ هادئٍ، وتأملي في شيءٍ جميل، ولا مانع أن تستمعي لشيءٍ من القرآن من المسجل بصوتٍ مُنخفض، ثم بعد ذلك قومي بغمض العينين، وفتح الفم قليلاً، ثم بعد ذلك خذي شهيقاً عميقاً عن طريق الأنف، ولابد أن يكون ببطء، وعملية الشهيق بالطبع هي إدخال الهواء بقوةٍ وبطء، ثم بعد ذلك أمسكي الهواء في صدرك لمدةٍ قليلة، ثم بعد ذلك تأتي عملية إخراج الهواء وهي الزفير، ويجب أن يكون أيضًا بالقوة والبطء التي حدث فيها الشهيق، وكرري هذا التمرين أربع إلى خمس مرات في كل جلسة، بمعدل مرتين إلى ثلاث في اليوم؛ وهذه من التمارين الجيدة والمفيدة والتي تقوي النفس، كما أنها تزيل من الطاقات النفسية غير المرغوبة .
يبدو عليك - كما اتضح من رسالتك - أنك شخصية حساسة جداً ، وصاحبُ هذه الشخصيةِ يكونُ تأثُّره الكبير بعواطفهِ فيجعل الآلام والمشاعرَ الحزينة التي يُواجِهها في الحياة -حتى لو كانت مجرَّد أنشودة حزينة- تلتصقُ بوجدانه لمدَّةٍ طويلة قد تُسَبِّبُ له العزلة الاجتماعية، والانسحاب والتقَوْقُع على الذات؛ ولهذا أنت محتاجةٌ إلى أن تقدري ذاتك، ومعرفةُ الإنسانِ لقدرِ نفسه هي منبعُ ثقته، وتقديرُ الذاتِ هو عملية ديناميكية لما يجري في العقلِ والجسدِ من عمليات، وما يقوم به الإنسان من تصرفات وسلوك.
وهذه السلوكيات (البكاء والعزلة) التي تصدرُ منك بسبب طغيان الأفكار السلبية عليك، وأخذت حيزاً كبيراً في تفكيرك، ولم تترك مجالاً للأفكار الإيجابية، وهذا ما يؤدي بكِ إلى العزلةِ والضعفِ وعدم القدرةِ على مواجهة الآخرين، والتأثر من أي انتقاد يوجه إليكِ.
بالنسبة لعلاقتك بوالدتك فلا يسعني إلا الإشادة بسلوكك فيما يتعلق بهذا التودد والحب والقرب منها ، ولكن لا يمكن أن تتوقف الحياة بسبب وفاة الشخص ، فلقد توفي أفضل من مشى على هذه الأرض وهو الحبيب محمد - صلى الله عليه وسلم - ؛ فلم يتقبل هذا الأمر سيدنا عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- ، وقال إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يمت وإنما ذهب وسيعود ، ولكن أنظري كيف عالج سيدنا أبوبكر الصديق - رضي الله عنه - الأمر عندما قام إلى الناس وقال لهم من كان يعبد محمدا فإن محمد قد مات ، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت.
ذكرت لك هذه القصة أختي الفاضلة حتى تدركي أننا لا نرتبط بالأشخاص كثيراً ، فمفارقة الأحباب والأصحاب لا بد منها ، ولهذا لا نقف ونبكي على الأطلال ونضيع وقتنا دون فائدة ، بل لا بد أن تستمر الحياة ، ونعيش حياتنا كما أراد الله تعالى لنا ، وندعو لأهلنا وإخواننا وأحبابنا بظهر الغيب ، وإذا كنت تحبين والدتك بالفعل فأكثري لها من الدعاء تصدقي عليها ، حجي وإعتمري عليها ، فكل هذه السلوكيات تدل على محبتك لها ، أما عزلتك وبكاءك وتضييع لأسرتك فهذا لن يجدي ولن يرجع لك أمك مرة أخرى .
وهذا الضعف الذي تعيشنه قد يولدُ لديكِ أيضاً القلق، وهو شعورُ الإنسانِ بعدمِ الراحةِ تجاه شيءٍ ما يمكنُ أن يحدث وهو غير مؤكد، أو خطر محدق يخافُ منه الإنسان؛ فيشتتُ ذهنه، ويضايقه، ويقلقُ منامه، ويعكرُ صفوه ، والقلقُ الشديدُ والذي يعتبرُ مرضاً يعتبرُ عدو النجاحِ، والوصول إلى الهدفِ المنشود، بخلافِ القلقِ البسيط الذي يجعلُ الذهنَ متفتحاً ومنتبهاً لما يدور حوله.
وهناك خطوات من خلالها تستطيعين أن ترفعي من شأن ذاتك:
1- يجب أن تكوني إيجابية متفائلة، بعيدة عن الإحباطِ واليأس، وحاولي دائماً أن تُقبلي بتصميمِ على الحياة، ولا تضعفي أمام المشاكل.
2- بِناءُ الثقةِ بالنفسِ وتغيير الكلام السلبي مع الذات، فالنقدُ السلبي الموجَّه لكِ إن لم تكوني تعتبريه أنت إهانة شخصيَّة فلن تجديه كذلك، ولن تجدي لتلك الكلمات الجارحة تأثيرًا عليك .
3- يجب أن تنظري إلى نفسك كأم وقدوة، فهل كنت تحبّين أن يراك أطفالك على هذا النحو؟ أتحبُّين أن تربِّي أطفالك على الحساسية المفرِطة؟.
4- يجب أن تُدرِكي أن لكلِ إنسان وجهة نظر خاصَّة به، قد أختلفُ معك في فكرةٍ أو شعور، لكن هذا لا يعني أنني أمقتك أو أنتقص من قدرك، بل هذه وجهةُ نظري مثلما أنَّ لك أنت أيضًا وجهةُ نظرٍ تُخالِفني فيها، اجعلي هذا في تصوُّرك دائمًا، وستخفُّ مشاعرك السلبية وغضبك وآلامك كثيرًا.
5- انظري إلى انجازاتك ونجاحاتك ومواهبك وركِّزي عليها، بدلاً من التركيز على سلبيَّاتك.
6- حاولي أن تمارِسي الرياضة ؛ فهي تُبدِّد الشحنات السلبيَّة الزائدة، وترفع هرمون السعادة.
7- يجب أن تكوني شخصية اجتماعية تتأقلم مع الآخرين وتتحملهم ، وتصبر على أذاهم.
8- كما قلت لك تذكري والدتك بالرحمة ، وتصدقي عنها ، وكوني لها البنت البارة الصالحة التي تدعو لها .
حاوي أن تتواصلي معنا وتخبرينا عن تحسن حالتك إن شاء الله - تعالى -

وبالله التوفيق


د. العربي عطا الله قويدري

إستشاري في الإرشاد النفسي والأسري

استبيان

هل لغة المستشار واضحة وسهلة الفهم؟

نعم لا نوعا ما

هل ترى أنك حصلت على الجواب الكافي؟

نعم لا نوعا ما

هل شعرت بالارتياح بعد حصولك على الاستشارة؟

نعم لا نوعا ما

هل احتوت أجوبة المستشار على خطوات عملية سهلة التطبيق؟

نعم لا نوعا ما