728 x 90



التاريخ: 2018-01-04


الإستشارة:

انا محمد من سورية مقيم في تركيا من سنتين ونصف وبعد ما تعرضت لحودث عنصرية في تركيا مثل التحرش من شخص تركي في الشارع وطردونا من منزلنا لان نحن شباب وخسرت البنت الي حبيتها وضغط الحياة علينا نقلت على بيت جديد وصار عندي خوف من الجيران ومن الناس في الشارع لا استطيع الباقء في المنزل لو حدي او حتى المسا انزل في الشارع لوحدي وكل يوم بيزيد معي الخوف وبلشت اتخلى عن حلمي وعن اهدافي وطموحاتي وصارت حياتي عن عبارة شخص ينزل من البيت في الصباح ويرجع المسا وينطر ليطلع الضوء لينزل من البيت وبروح في الشارع او المنتدى او او وكمان عندي فوبية من الشرطة ومظاهر المسلحة العسكر وغيرو انا اعاني و لا اجد مركز للعلاج النفسي هنا. بتمنى الجواب سريعاً

الجواب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي السائل محمد حفظك الله ورعاك،ووفقك لكل خير، ونسأل الله - تعالى- أن يفرج عنكم الكرب والحزن ويعيدكم إلى بلدكم سالمين غانمين ومنتصرين إنه نعم المولى ونعم النصير ، وأشكركِ على تواصلك مع موقع "وياك" للاستشارات النفسية.
ما أحلى أن يكون الإنسان متفائلاً في كل حياته مهما عصفت به الأزماتٍ والنكبات والمشكلات ؛ فالتفاؤل من شأنه أن يعينك على التغلب على كل ما ألمَ بكَ ؛والمسلم لديه يقين عظيم بالله تعالى ألم تسمع قول النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الذي يرويه مسلم: (عجباً لأمر المؤمن، فإن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن؛ إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له) فالإنسان متقلب في هذه الحياة بين خيرٍ ونعمةٍ من الله سبحانه وتعالى، من صحةٍ ومالٍ وأمن، وبين ابتلاءٍ ونقصٍ في الأنفس والأموال ، وما يُصيبه من التعب والنصب، فالذي ليس لديه صلة بالله، ولم تخالط بشاشة الإيمان قلبه يفرح إذا أصابه خير، وقد يصل به الأمر إلى البطر ، ولكن إذا أصابه نقصٌ في وبدنه وماله وولده يئس وسخط على القدر، وربما أدى به إلى الانتحار.
لا أريدك أن تتوقف حيث أنت للبكاء على الأطلال؛ فحاول أن تطوي الذي مضى ولا تظهره مرةً أخرى في سجل حياتك، وتذكر أن الحياة قصيرة، وكل دقيقة تمر عليك تخصم من عمرك، ولن تعود مرةً ثانية، وأن التشاؤم ما هو إلا التفكير فيما سيأتي، وهو شيءٌ غير مضمون، ومضيعةٌ للوقت، وإعاقةٌ لما قد تحققه في الحياة.
إن كل الذي حدث لك في حياتك –وليس معانتك في اللجوء فقط- هو مقدر من الله – تعالى - ولا فرار من قضاء الله وقدره ، وأنت الآن ولله الحمد تنعم بالصحة و الأمن والاستقرار في بلدك الثاني تركيا، ولذا يتعين عليك وأنت تعيش هذا الواقع –وهو صعب بالتأكيد- أن تتذكر الذين يعيشون واقعاً أصعب تحت قصف المدافع وهدير الطائرات، فإن فعلت ذلك هان عليك ما أنت فيه.
بالنسبة لفتاتك التي فقدتها فلا أريدك أن تفقد الأمل في أنك ستلتقي بها من جديد لتعيشا معاً حياة زوجية سعيدة بإذن الله - تعالى-
لا شكَّ أنَّ الوساوس تولِّد الإحباط، وتولِّد الاكتئاب والضِّيق والحزن والبكاء والتَّوتر، وتجعل صاحبها يفقد الكثير من تفكيره الإيجابي، وينصبُّ كل فكرهِ نحو السَّلبية والتَّشاؤم، ويرى الماضي مُظلماً، ويرى المستقبل مُبهماً، ويرى الحاضر فاشلاً، هذا هو التَّصور الاكتئابي المرتبط بالوساوسِ القهرية.
واعلم أنَّ الإنسان الإيجابي هو الذي يأخذ بزمام المبادرة في حياته، ويعترف بمسؤولياته الكاملة عن أفعاله وتصرُّفاته، فيكون تفكيره إيجابياً بعيداً عن الارتباك والخوف والقلق.
أتمنى ألا أسمع منك كلمات الانهزامية ، وعدم التَّغلب على هذه الأفكار؛ فهذه الرَّسائل ستؤثِّر عليك سلباً ، وتحرمك من الدافعية للانطلاق نحو غدٍ أفضل ، واعلم أنه مهما تعثَّرتِ في مسيرتكَ فإنك تستطيع تدارك الأمر، والنهوض من جديد لاستئناف مسيرتك بكل همَّة وجدارة وتفوق؛ فالإنسان يزدادُ قوَّةً وصلابةً وحنكةً كلَّما ازدادت صلابته وتمسُّكه بالشَّيء الذي يريد أن يحقِّقه، وكلَّما كان صابراً صامداً لا تهزه الصَّدمات ولا الأزمات، وكلَّما واجهته مشكلة يُعالجها برؤية وحكمة وشجاعة وهو شامخ لا يهتز.
أما بخصوص كلامك أنك لم تجد مركزاً نفسياً للعلاج ، ففي تركيا العديد من المراكز المختصة بالعلاجات النفسية وهناك أطباء عرب عندهم عيادات نفسية ، وإذا كنت في تعيش في المخيمات فإنك ستجد المتخصصين في الصدمات والأزمات النفسية ، ولكن على العموم أنا لا أريدك أن تقلق أو تعيش في عزلة ؛ فحاول الاحتكاك بالآخرين وأغلق سجل الماضي ودائماً تذكر قدرة الله –تعالى- ورحمته بخلقه ، وأنه الحافظ من كل مكروه وسوء .
ولهذا أقول لك:
1- أكثر من الدُّعاء والأذكار والتَّعوذ بالله من الشَّيطان الرَّجيم.
2- انظر إلى الجزء المملوء من الكأس ؛ فإذا واجهتكِ مشكلة كالذي تُعاني منها الآن، وهو الخوف من الشرطة والقتل، انظر إلى الجزء الآخر منه، وهو الآمان الذي تعيش فيه والصحة الجيدة التي تتمتع بها مهما كانت الظروف التي مرت بك.
3- حاول الاستفادة من كل عقبة تواجهك لتواجه العقبات الأخرى.
4- اربط مشاعر التفاؤل بشيءٍ تراه كل يوم، مثلاً بزوغ الشمس بعد الظلام تُعطيكِ التفاؤل، وبعد العسر يسر، وبعد الضيق يأتي الفرج بإذن الله - تعالى-
5- ابتسم وارضَ بكل شيء يحدث لكِ.
6- استحضر التفاؤل في عقلكَ وسترى النتيجة.
7- اعلم أن الجزاء والفوز يكون في الجنة، ولهذا أريدك أن تكون متفائلاً في كل أحوالك.
9- لا تفتح سجل الماضي ولا تنظر إلى الصور أو المشاهد التي تذكرك بالواقع الذي عشته.
10- الاحتكاك بالآخرين وعدم الانعزال عنهم ؛فالعزلة قد يزيد من معاناتك النفسية ، فأخرج إلى الناس وتحدث معهم واجعل شعارك في الحياة الابتسامة الصادقة .

وبالله التَّوفيق


د. العربي عطا الله قويدري

إستشاري في الإرشاد النفسي والأسري

استبيان

هل لغة المستشار واضحة وسهلة الفهم؟

نعم لا نوعا ما

هل ترى أنك حصلت على الجواب الكافي؟

نعم لا نوعا ما

هل شعرت بالارتياح بعد حصولك على الاستشارة؟

نعم لا نوعا ما

هل احتوت أجوبة المستشار على خطوات عملية سهلة التطبيق؟

نعم لا نوعا ما