التاريخ: 2018-01-03
الإستشارة:
السلام عليكم ورحمة الله
تحرشت بأختي التي تصغرني بسنه وذلك في مرحلة ما قبل المدرسة الابتدائية ولا أذكر أنني تعرضت للتحرش أو شاهدت أمور جنسية تدفعني لارتكاب هذا الفعل فلا أعلم السبب الحقيقي، فما هي أسباب تحرش طفل بطفل آخر ؟
مع العلم أنني كنت أخاف من أن يفعل بي ما فعلته بأختي و بعد أن بلغت ٢٠ تابعت الافلام الاباحية والتي أعادت لي ذكريات الماضي (الحمدلله أجاهد نفسي لتركها)،
ولكن أهلي اكتشفوا الموضوع وقيل لي كلمة كانت أكبر مخاوفي (من يوم يومك إنسانه سيئة ) أعلم أنه أثر فيها فهي إنسانه منعزله جدا تركت الدراسة الجامعية ورفضت العمل، وأحاول حاليا دراسة الموضوع فأرجو مساعدتي بالرد.
وشكرا
ولكن أعتقد
الجواب:
الأخت الفاضلة، نشكر لك تواصلك مع جمعية أصدقاء الصحة النفسية (وياك)، وفيما يخص استشارتك نسوق لك الرد التالي:
في البداية يجب أن نعرف ما هو التحرش الجنسي، ويمكن تعريفه ببساطة على أنه أي قول أو فعل ذو طابع جنسي ينتهك جسد أو خصوصية الفرد ويؤذي شعوره ويجعله يشعر بالمهانة وعدم الأمان والتهديد. والشرط الرئيس في أن نصنف هذا على أنه تحرش هو عدم قبول الضحية بهذه الأقوال أو الأفعال الجنسية. وللتوضيح أكثر مثلا إذا قال أحدهما نكتة جنسية أو وصفا جنسيا لجسد الآخر ولم يتم قبوله فهذا يعد تحرشا جنسيا، أما إذا كان الطرف الآخر يقبل هذا القول فإنه لا يعد تحرشا. إذن عدم قبول الطرف الآخر وانزعاجه هو شرطا أساسيا لتسمية هذا القول أو الفعل الجنسي بالتحرش. وليس شرطا أن يحدث التحرش بين ذكر وأنثى، بل يمكن أن يحدث بين طرفين من نفس الجنس (ذكر مع ذكر، أو أنثى مع أنثى).
أما عن الأسباب التي تجعل طفل يتحرش بآخر فهي متعددة، نذكر منها الآتي:
- مشاهدة الأفلام الجنسية أو مشاهدة موقف جنسي حقيقي سواء داخل الأسرة أو خارجها مما يستدعي الطفل للقيام بالتقليد والمحاكاة إما من أجل الاستمتاع أو من أجل الاستكشاف والتقليد فحسب (على أساس أنه لم ينضج جنسيا).
- الفراغ القاتل وعدم شغل الوقت بأعمال مفيدة يستطيع الطفل من خلالها تفريغ طاقاته والاستمتاع بوقته.
- ضعف التوجيه التربوي وقلة متابعة الأسرة لسلوكيات أبنائها.
- وجود الطفل في بيئة مشجعة على القيام بذلك، مثل التواجد المستمر مع الخادمة والتي ربما أنها في وقت الخلوة ترتدي ملابس كاشفة تستدعي تساؤلات الطفل وتكون الردود غير ملائمة له، وبالفعل كانت هناك حوادث كثيرة فيما يخص التحرش الجنسي والقيام بالسلوكيات الجنسية غير المرغوبة بسبب تهاون الخادمات في التعامل مع الأطفال فيما يخص الأمور الجنسية.
- الظروف العمرية المواتية، حيث إنه غالبا ما يحدث التحرش الجنسي من قبل الأكبر عمرا تجاه الأقل عمرا، نظرا لقوة السيطرة من الكبير على الصغير، ولسهولة القيام بهذا الأمر الذي يعتمد على الترهيب والتخويف. وكما سبق وأن ذكرنا أن الدافع قد يكون نتيجة لمشاهدة مقاطع مثيرة أو حب الاستطلاع أو لتأكيد السيطرة على الطرف الأضعف بسبب التعرض للتعنيف من قبل الكبار أو تعرض المتحرش نفسه للتحرش من قبل من هو أكبر منه.
الأخت الفاضلة، بالنسبة لما حدث مع أختك حفظها الله، قد تكون الحالة التي تمر بها الآن ليس سببها الرئيس هو تحرشك بها، فلربما هناك أسباب أخرى، ولذلك لا نستطيع أن نجذم بأن وضعها الحالي هو نتيجة لتحرشك بها من زمن بعيد. والأمر الآخر في الموضوع هو تأثرك برأي الأهل تجاهك، نقترح عليك في هذا الخصوص أن تتعرفي على نقاط القوة في شخصيتك وتستخدميها في التغلب على النقاط السلبية، واستثمري رأيهم فيك في أن تعدلي من سلوكياتك حتى ولو كان هذا الرأي غير صحيح، فقط خذيه بعين الاعتبار ليكون حافزا لك من أجل الارتقاء بشخصيتك، ولا تنظري إلى هذا النقد بطريقة سلبية بحيث يقلل من ثقتك في نفسك، ولتعلمي أن تعديل السلوك ممكن إذا ما توافرت الإرادة لذلك. كما نقترح عليك أن تحاولي التقرب من أفراد أسرتك بالسلوكيات الحسنة كأن تشتري هدية بسيطة لأحد أفراد العائلة مثل والدتك تعبيرا منك عن حبك لها، أو تشاركي أختك أو والدتك في أفكارك ومستقبلك، وتستمعي لها باهتمام، وتطلبي منها أن تعينك على تحسين وضعك؛ لأن كل هذه الأمور سوف تزيد من التقارب بينك وبينهم وترسم صورة إيجابية عنك في أذهانهم. وللامتناع عن مشاهدة الأفلام الإباحية حاولي بقدر الإمكان أن تشغلي وقتك بأعمال مفيدة مثل تقديم المساعدة لأفراد المنزل، أو ممارسة الرياضة، وإن كان لا بد من مشاهدة الفيديو هناك الكثير من المقاطع المفيدة فيما يخص الصحة وهناك حتى أفلام تعليمية يمكنك مشاهدتها.
أختنا الفاضلة، إذا وجدتي أنك في حاجة إلى مزيد من المساعدة يمكنك التواصل معنا عبر خدمة الاستشارات الهاتفية المجانية عبر الأرقام التالية:
44878722 أو 8009395 , ابتداء من الأحد حتى الخميس من الساعة 3 عصراً وحتى الساعة 9 مساءً. ولتعلمي أن السرية شعارنا في هذا الأمر.
نسأل الله أن يسعدك ويوفقك
محمد كمال
مرشد نفسي مجتمعي