728 x 90



التاريخ: 2018-01-01


الإستشارة:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته انا سيده عمري 35 سنه ملتزمه في صلاتي والادعيه ولله الحمد اقرأ القرأن من حين لآخر متزوجه من 8سنوات ولدي من الابناء ثلاثه في الآونه الأخيره أشعر بضيق وقلق شديدين ودائماً أفقد السيطره على أعصابي مع ابنائي وخصوصًا اذا كان والدهم موجود أشعر بكرهي لوالدهم مع ان لم يؤذيني في شي،أشعر بالتعب عندما اتذكر مسؤولية الابناء والزوج ، دائماً أسيئ لابنائي بالكلمات الجارحه واحياناً الضرب واندم ،نفسيتي جدًا تعبانه الرجاء افادتي ولكم جزيل الشكر

الجواب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختي السائلة حفظكِ الله ورعاكِ، ووفقك لكل خير ، كما أشكركِ على تواصلك مع موقع (وياك) للاستشارات النفسية .
في حقيقة الأمر الحياة الزوجية وبناء الأسرة يحتاج إلى تهيئة نفسية وجسدية قبل التهئية المالية ، والذي يريد أن يكوّن نواة أسرية لا بد له أن يفكر في مشاعر الطرف الثاني ، ولا يغفل عن كون الحياة الزوجية متكاملة ، والله تعالى سمى هذه الحياة سكن ؛ لأن كل واحد من الطرفين (الزوج والزوجة) يسكن إلى الآخر.
يبدو من خلال رسالتك أنك تعيشين ضغوط في الحياة الزوجية بالرغم من قصر فترة الزواج ، كما يبدو - على الرغم من أنك لم تذكري ذلك- عدم اهتمام زوجك بمشاعرك وأحاسيسك ورأيك ، وهذا أخطر شيء في الموضوع ؛ لأن المرأة تهتم أكثر بالجانب العاطفي في معاملتها ،
إن الحالة التي تتكلمين عنها هنا هي مخلفات من الماضي، وأريدك أن تتخلصي من إسار سجن الماضي؛ فقد تمر على الإنسان طفولة بائسة ، وصعوبات حياتية مع عائلته، وهذا شيء طبيعي قد يحدث لكثير من الناس، ولكن الغير عادي أن يستمر الإنسان في هذه الظروف دون أن يحاول الخروج منها، فحاولي أن تسألي نفسك هذه الأسئلة؛ لكي تقيمي نفسك: إن كنت شخص إيجابي يستطيع أن يتحرر من إسار سجن الماضي، أم أنك شخص سلبي، كثير الأعذار، يؤثر البقاء أسيراً لذلك الماضي
فاسئلي نفسك:

- من أنا؟
- وما أكون؟
- ولمَ أعيش؟
- وما هدفي من الحياة؟
- ما هي أولوياتي؟
- وماذا حققتُ في هذه السنوات التي عشتها؟
- وكيف سأكون بعد سنة من الآن؟
- وكيف سأكون بعد خمس سنوات من الآن؟
- وكيف سأكون بعد عشر سنوات من الآن؟
- هل أنا قادرة على التغلب على مزاجي العصبي؟
- هل علاقتي الزوجية مبنية على جسر صحيح؟
- ما هي العوائق التي تحول بيني وبين إقامة حياة زوجية سعيدة؟
- هل أستطيع أن أربي أولادي بمفردي؟
اجلسي مع نفسك، للإجابة على هذه الأسئلة؛ حتى تتمكني من تقييم نفسك لمعرفة الهدف من طرحها - كما ذكرت لك في مستهل طرح الأسئلة-
لقد برهنت الدراسات أختي الفاضلة على وجود علاقةٍ إيجابية مرتفعة بين النظرة التفاؤلية للمستقبل والسعادة الآنية، كما اتضح أن التفاؤل يرتبط ارتباطاً إيجابياً بكلٍ من: إدراك السيطرة على الضغوط ومواجهتها، واستخدام المواجهة الفاعلة، وإعادة التفسير الإيجابي للموقف، وحل المشكلات بنجاح، والبحث عن الدعم الاجتماعي، والنظرة الإيجابية للمواقف الضاغطة، والتحصيل الدراسي، والأداء الوظيفي، وضبط النفس، وتقدير الذات، وسرعة الشفاء من المرض، والانبساط، والتوافق، والصحة الجسمية، والسلوك الصحي، وسرعة العودة إلى ممارسة الأنشطة الطبيعية في الحياة بعد إجراء العمليات الجراحية.
كما كشفت هذه الدراسات أن التشاؤم يرتبطُ بكل من ارتفاع معدلات الإصابة بالاكتئاب، واليأس، والانتحار، والقلق، والوسواس القهري، و"العصابية"، والعداوة، والشعور بالوحدة، وهبوط الروح المعنوية، وتناقص الدافعية للعمل والإنجاز، والشعور بالحزن والقنوط، والانسحاب الاجتماعي، والفشل في حل المشكلات، والنظرة السلبية لصدمات الحياة.
حاولي ألا تُحصي المشاكل التي تواجهك في حياتك اليومية، بل احسبي عدد الدروس والحكم والخبرات المستفادة منها.
اعلمي أن الحياة الزوجية رأس مالها الحب، وهو مادة التعامل، وهو حب في الله وفي مرضاته، فما كان له دام واتصل، وما كان لغيره انقطع وانفصل!
واعلمي أن الأطفال يتعلمون من أمهم كيف يتكلمون ويتصرفون ؛سواء كان في صخب مزعج، أو صوت خافت، أم صوت معتدل، بل ويتعلمون ما يصاحب ذلك من إشارات ورسائل للتوضيح، والأم التي تملأ البيت صراخا فإنما تعكس ذلك على تصرفات أبنائها.

وأنصحك - أختي الفاضلة- باتباع الخطوات التالية، لعل الله يذهب عنك هذه العصبية والنرفزة:
1- اعلمي أنك معهد للتربية الذي يتربى فيه الطفل، وأي سلوك تقومين به ينقله الطفل كما هو؛ فحاولي أن تراقبي نفسك في كل سلوك.
2- إذا مرَّ بك ما يثير عصبيتك، فحاولي تجاوزه، ولا تدعينه يترك فيكِ آثاره.
3- التزمي الابتسامة دائماً مع زوجك، ومع أولادك، ومع الآخرين، واعلمي أن الابتسامة في وجه الغير صدقة؛ فلا تحرمي نفسك من هذه الصدقات.
4- أكثري من ذكر الله –تعالى-، وتلاوة القرآن الكريم، والاستغفار، فقد قال صلى الله عليه وسلم : (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجاً، ومن كل هم فرجاً، ورزقه من حيث لا يحتسب).
5- عالجي أخطاء أولادك بالهدوء دون اللجوء إلى العصبية ورفع الصوت، وحاولي أن تتركي المجال لأبيهم؛ لكي يعلمهم ويربيهم.
6- علمي أولادك الصراحة في الكلام، والابتعاد عن الكذب ، لأن الغضب والعصبية والضرب يولد لدى الطفل الخوف وضعف الشخصية.
7- التنفس العميق يجنبك التوتر والقلق والنرفزة، حاولي أن تملئي رئتيك بالأوكسجين، وتنفسيه بعمق، وتعودي على الاسترخاء والتنفس من الأعماق؛ فذلك يجلب لك الصحة والسعادة، ويساعدك على الاحتفاظ بهدوء أعصابك ورباطة جأشك.
8- و أنصحك بعمل جلسات نفسية من أجل تخفيف وطأة القلق والتوتر والعصبية .

وبالله التوفيق


د. العربي عطا الله قويدري

إستشاري في الإرشاد النفسي والأسري

استبيان

هل لغة المستشار واضحة وسهلة الفهم؟

نعم لا نوعا ما

هل ترى أنك حصلت على الجواب الكافي؟

نعم لا نوعا ما

هل شعرت بالارتياح بعد حصولك على الاستشارة؟

نعم لا نوعا ما

هل احتوت أجوبة المستشار على خطوات عملية سهلة التطبيق؟

نعم لا نوعا ما