728 x 90



التاريخ: 2017-12-16


الإستشارة:

السلام عليكم لدي مشكلتين او مرضين في حياتي سببا لي القلق و ضعف الشخصية و هما القلق و الحساسية النفسية، هو انني اتحسس لاي موقف من المواقف، و ابقى اتطعمه ، لاكن هذا يسيطر علي سلبا، و اصير احلم بذلك الموقف على شكل كابوس و و و...
ايضا لدي قلق نفسي و مخاوف من المستقبل و من مشاعري المتذببة ، فمرات احس كأنني في حلم و كأن مشاعري ليست على طبيعتها، و كأنه مرض المشاعر و العواطف، فمشاعر السعادة ليست كما هي
..
و ايضا في الثلاثة اشهر اخيرة اصبحت تراوضني الافكار السلبية و التشاؤمية ، و فقدت التركيز في العالم ، و اصبحت لا اعلم ماذا افعل و لا اعلم ماذا يحدث و اين انا، و ماهو اليوم.. يعني هذا القلق اثر حقا على نفسي، ففقدت الاتصال بالواقع
مرات تتحسن حالتي و مرات تزيد سوءا
مرات اتجاهلها لاكن البعض يقول تجاهلها يزيد سوءا
فلا اعلم ما الحل و كيف سأخرج من هذا المرض
ارجوكم اريد المساعدة بإجابة متكاملة فأنا امارس تمارين الاسترخاء فهي تفيدني مرات و مرات احس كأنني اعملها خطأ، و ايضا احلامي اصبحت على شكل قلق، و توتر فأصبحت اقلق من اتفه الاسباب، مثلا عدم الاستحمام اكثر من يوم ، فأصبح موسوس و قلق على اتفه الاسباب ارجو الحل و شكرا

الجواب:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أخي الفاضل حفظكَ الله ورعاكَ، ووفقكَ لكل خير، كما أشكركَ على تواصلكَ مع موقع (وياك) للاستشارات النفسية .
في البداية أريد أن أنبهك إلى أمر هام وهو عدم اللجوء إلى تشخيص نفسك بنفسك أو تحكم على نفسك على أنك مريض دون الرجوع إلى المختص فأنت لست مريض بل صحيح بإذن الله تعالى ، والأمر الذي تعاني منه قد تكون أزمة نفسية وستزول بقوة الله تعالى ثم بقوة إرادتك وعزيمتك وتفكيرك الإيجابي .
وكل الذي يحدث لك في الحقيقة بسبب ضعف في شخصيتكَ وهذا بالطبع ستنعكس آثاره على تفكيرك وسلوكك وتعاملك مع الآخرين.
لم تخبرني في رسالتك بسنك ؛ فقد يكون التغير في السن والانتقال من مرحلة سنية إلى أخرى له دور أيضا .
لا شكَّ أنَّ الوساوسَ تولِّدُ الإحباطَ وتولِّدُ الاكتئاب، وتجعلُ صاحبها يفقدُ الكثيرَ من تفكيرهِ الإيجابي، وينصبُّ كل فكرهِ نحو السَّلبيةِ والتَّشاؤم، ويرى الماضي مُظلماً، ويرى المستقبل مُبهماً، ويرى الحاضر فاشلاً، هذا هو التَّصور الاكتئابي المرتبط بالوساوسِ القهرية.
أنتِ محتاج أخي الفاضل إلى أن تقدِّر ذاتكِ، ومعرفةُ الإنسان لقدرِ نفسه التي هي منبعُ ثقته، وتقديرُ الذَّاتِ هو عمليةٌ ديناميكية لِما يجري في العقلِ والجسدِ من عمليات، وما يقومُ به الإنسان من تصرفاتٍ وسلوك.
وهذهِ السُّلوكيات (القلق والعزلة وضعف في الشخصية وعدم الثقة بالنفس والحساسية المفرطة) التي تصدرُ منكِ يبدو أنَّ الأفكار السَّلبية قد طغت عليكَ وأخذت حيزاً كبيراً في تفكيركِ، ولم تتركِ مجالاً للأفكارِ الإيجابية، وهذا ما يُؤدي بكِ إلى العزلةِ، والضَّعفِ وعدم القدرةِ على مواجهةِ الآخرين، وتتأثر من أي انتقاد ، وكثير من الناس اليوم في واقعنا يعيش الحساسية المفرطة وليس لديه وقاية ولا مناعة من هذه الحساسية وأي شيء بسيط يجعله يقلق ويتوتر ويحزن ، وهذا طبعا سينعكس سلبا على حالته الجسدية . أولاً وقبل كل شيء يجب عليك أن: تعطي لذاتكِ حقها، وتعرف قيمتها، وهذا التقديرُ لابدَّ أن يكون عالياً حتى تتغلب على الحساسيةِ المفرطة.
وهذا الضَّعف الذي تعيشه قد يولدُ لديكِ أيضاً القلق، وهو شعورُ الإنسان بعدمِ الرَّاحةِ تجاه شيءٍ ما يمكنُ أن يحدثَ وهو غيرُ مؤكد، أو خطرٌ محدق يخافُ منه الإنسان؛ فيشتتُ ذهنه، ويُضايقهُ، ويُقلقُ منامه، ويُعكِّرُ صفوه ، والقلقُ الشَّديد والذي يعتبرُ مرضاً يعتبرُ عدوّ النَّجاحِ والوصول إلى الهدفِ المنشود، بخلافِ القلق البسيط الذي يجعلُ الذِّهنَ متفتحاً ومنتبهاً لما يدور أمامه.
أما عن كلامك أنك لا تعلم من أنت وأين أنت فكل هذا بسبب أنك أعطيت لهذه الأزمة أكبر من حجمها ، وكنت تستطيع أن تتجاوزها دون الوقوف عندها والتفكير فيها ، فكلنا يمر بأزمات ومواقف صعبة في حياته ولا يخلوا أي إنسان من مشكلة أو أزمة في حياته ، ولكن تذكر هنا درجة الإيمان والتعلق بالله تعالى وأن الأمور كلها بيد الله تعالى، فلمَ القلق والحزن والتوتر إذا ، لقد أغرقت نفسك أكثر بدل أن تنقذها وتخرجها إلى شاطئ النجاة ، ولهذا أقولها لك وأكرر مرات ومرات أنت صحيح وسليم -ولله الحمد- مطلوب منك الآن أن تشرع بتقدير ذاتك بالخروج من دائرة التفكير السلبي وعدم تضخيم الأمور وإعطاؤها أكثر مما تستحق ، وإذا أردت أن تعرف نعمة الله أخي الحبيب فأنظر إلى من هم أسفل منك؛ فكثير من الناس لا يستطيع الحركة ولا التنقل ولا التحدث ولا حتى خدمة نفسه ، فإذا نظرتَ إلى هؤلاء هنا تتحرك لديك الأفكار الإيجابية وتبدأ تلقي بقيودك السلبية والأفكار الوسواسية وتقول الحمد لله على هذه النعمة ، لا ينبغي أن أستسلم لهذه الأفكار التشاؤمية .
حاول أن تواجه هذا القلق بقوَّةِ الإيمان، وقوَّةِ اليقين والاعتقاد، وإذا كنتِ تعيش حياةَ الخوفِ والعزلة، فإنكِ ستظل تعيش أسيراً للقلقِ والحزنِ طوالَ حياتك، وتُفني عمرك في الأوهام، فبادر بالانطلاق، ولا تفكر في شيء، وأبعد عنك القلق والخوف، وعش حياتكِ بعيداً عن التوتر.
وهناك خطوات من خلالها تستطيع أن ترفع من شأنِ ذاتك، وهي:
1- يجبُ أن تعلم أنكِ مؤمن بالله، فإنَّ الطاقةَ الإيمانية هي ذلك النُّور الإلهي العجيب الذي إن استعنتِ به فلن يخذلكِ، وهذا النُّور هو الذي يمدّكِ بالقوةِ الجسمانية في بدنكِ، والسعة في رزقكِ، والبركة في حياتك، ويزودكِ باليقينِ والثقةِ بالنَّفسِ، والطَّمأنينة والراحة النَّفسية، والسعادة الأبدية.
2- حاول أن تواجه هذهِ المشاكل التي تعيشها سواء كانت في البيت أو في الشارع أو في أي مكان بقوَّةِ التَّقبل والمناقشة، والتفكيرُ في الحلول، وكن صلبا بدلاً من الهروبِ واللجوءِ إلى القلق والخوف والحسرة.
3 - يجب أن تكن حيويا ، وعندك عزيمةً وقدرةً على مواجهةِ أي شيءٍ، وتحب العملَ، ولديكِ الحماسَ والدَّافعية والميل إلى التغييرِ والتَّطويرِ، ويجبُ أن يكونَ هدفكِ في الحياةِ واضحاً لا غموضَ فيه.
4- يجب أن تكن إيجابيا متفائلا، بعيداً عن مثبطات الهمة واليأس، وحاول دائماً أن تقبل على تصميمِ الحياة، ولا تضعف أمامَ المشاكل.
5 - كن اجتماعيا، وابتعد عن العزلةِ والانطوائيةِ، وحاول أن تستمع إلى الآخرين، وتؤثر فيهم، وتحب الخير للجميع.
6- مارس تمارينَ الاسترخاء ، فهي تخففُ عنكِ وطأة القلقِ والحزن، ويجب أن تختار مكاناً هادئاً بعيداً عن الضوضاء .
7- حاول أن تهتم بتطوير ذاتك ، وتُثبت جدارتكِ أمامَ أصدقائك وأهلك على أنَّكِ قادرعلى النَّجاحِ والتَّفوقِ بإذن الله تعالى.
9- دائماً اعط رسالة إيجابية إلى عقلكِ الباطني أنَّكَ إنسان ناجح في حياتك، ولا تلتفت إلى الأفكارِ السَّلبية، فالإنسانُ الناجحُ دائماً تواجههُ عقبات، ولكن يستطيعُ أن يتغلبَ عليها ويتجاوزها بقوَّةِ إيمانه ويقينه بالله تعالى، ثم بإرادتهِ وعزيمتهِ القوية.
10- كما أنصحك أيضا بمراجعة أخصائي نفسي من أجل عمل جلسات إرشادية فالجلسات والمقابلات الإرشادية المباشرة تخفف عنك القلق والخوف ، لأن الرسائل الإلكترونية وحدها لا تكفي فلا بد لك من الجلوس مع أخصائي نفسي حتى تفرغ كل ما عندك وتستطيع أن تبني حياتك من جديد بإذن الله تعالى .
نريد أن تتواصل معنا وتسمعنا أخبارك الطيبة .

وبالله التوفيق


د. العربي عطا الله قويدري

إستشاري في الإرشاد النفسي والأسري

استبيان

هل لغة المستشار واضحة وسهلة الفهم؟

نعم لا نوعا ما

هل ترى أنك حصلت على الجواب الكافي؟

نعم لا نوعا ما

هل شعرت بالارتياح بعد حصولك على الاستشارة؟

نعم لا نوعا ما

هل احتوت أجوبة المستشار على خطوات عملية سهلة التطبيق؟

نعم لا نوعا ما