728 x 90



التاريخ: 2017-12-13


الإستشارة:

سلام الله عليكم ...
لدي قريب في 63 من عمره , مشخص مرضه بالسكيزوفرينيا , لكنه كان دائما رافضا لتناول الدواء, فقد عمله بسبب المرض وقعد في البيت مع والدته , رافضا أية خطوة للعلاج. الآن مشكلته , أين سيعيش ومع من , كل إخوته يرفضون إيواءه نظرا للمشاكل التي يثيرها , وهو يصر على رفض دار المسنين لأنه لا يحتمل العيش مع الآخرين . اقترحوا عليه اكتراء غرفة له , فرفض بدعوى أنه يخاف من العيش وحده , هو الآن يصر على أن يأويه أحد أفراد عائلته والكل رافض له لإثارته المشاكل على الدوام .
سؤالي جزاكم الله خيرا , هل هو يتعمد ذلك أم أنه لا يرى مخرجا لمشكلته بسبب مرضه ,
ثانيا كيف يمكن اقناعه بضرورة قبول دار المسنين علما أن الكل وعده بأنهم سيزورونه ويستجيبون لطلباته المادية هناك . وأخيرا شكرا جزيلا لعطائكم

الجواب:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بداية أشكركم على تقديم هذه الاستشارة
الحقيقة أني فكرت كثيراً قبل الرد علي الاستشارة وذلك لإحساسي بالالتباس يتعلق ببعض النقاط غير الواضحة لكنه علي أية حال وعلى ضوء ما تفضلت وذكرته من الممكن إيجاز الشكوى فيما يلي :-
- بخصوص سؤالك عن قريبك هل هو يتعمد ذلك ، أم ان هذا بسبب مرضه ؟
إن الاحتمال الأكبر هنا هو صدقه فيما يخص شعوره بالخوف من الجلوس وحده سواء في غرفة أو دار المسنين ، وهو لا يتعمد ذلك لكنه طبيعة مرض الفصام حيث أنه غالباً ما يكون هذا المرض مصحوباً ببعض الأعراض المرضية (ضلالات وهلاوس) في حالة ما إذا كان المرض نشطاً فيعتقد بصحة الأفكار الخاطئة أو الهلاوس المسيطرة عليه.
- إذا كان لا يوجد هناك من يصبر عليه فمن الأفضل ان يكون في دار للمسنين مع الالتزام بأحد المتخصصين في الطب النفسي للمسنين‘ لتقييم الحالة ومساعدته علي استكمال البرنامج العلاجي ( طبي – نفسي ) ذلك لأن الفصام من الأمراض المزمنة المسيطرة التي قد تلازم المريض سنوات عديدة أو تظل معه طيلة حياته وهذا لا يعني أن المرض يظل نشطاً طيلة مراحل حياته بل أنه قد تختفي الأعراض المرضية إذا كان هناك التزام بالعلاج الدوائي والتأهيلي .
على أية حال الأفضل من كل ذلك هو ان يكون علاج المريض في المراحل التالية وسط اهله لأن ذلك سيكون له أثر إيجابي كبير ويساعد علي استمرار التعافي ومنع الانتكاسة لأن المريض النفسي غالبا ما يكون ذكاءه الانفعالي عالي فيما يخص إحساسه ومشاعره بتقبل المحيطين له أو رفضه وهذا يلعب دوراً مهما في عملية العلاج والتعافي .
- من المهم أن يتم زيارة الطبيب النفسي أو الطبيب السابق الذي اشرف علي حالته وشخصه بالفصام وطرح المشكلة عليه إذا أمكن؛ فمن الممكن أن يكون العلاج في البداية من خلال زيارات منزلية ويتم تشخيص المريض بناءً عليها وتشجيعه علي الالتحاق بالمستشفى مثلاً لاستكمال العلاج ثم بعد ذلك تشجيعه علي الاستقلال من خلال عرض فكرة أن يكون له سكن منفرد بالقرب من أهله حتى لا يشعر بالخوف ويتأكد من أنهم قريبون منه و الاحساس بأي خطر أو مشكلة تنتابه.

تقديري واحترامي


د. وائل محمود مصطفى

دكتوراه الآداب في علم النفس الاكلينيكي التجريبي

استبيان

هل لغة المستشار واضحة وسهلة الفهم؟

نعم لا نوعا ما

هل ترى أنك حصلت على الجواب الكافي؟

نعم لا نوعا ما

هل شعرت بالارتياح بعد حصولك على الاستشارة؟

نعم لا نوعا ما

هل احتوت أجوبة المستشار على خطوات عملية سهلة التطبيق؟

نعم لا نوعا ما