728 x 90



التاريخ: 2017-12-07


الإستشارة:

انا دائما اشعر اني غير الناس من حولي اشعر اني اسوء منهم في كل شئ . واني لا انتمي اليهم افضل البقاء وحدي دائما انا اجتماعية ولكني لا احب الاختلاط بالناس افضل الهدوء وعدم الكلام يطاردني شعور ان كل من حولي يأذونني ولا يحبني احد حتى ابي وامي . اكره الجلوس فالبيت مع اهلي اشعر انهم يراقبوني ولا يتركوا لي الحرية وعندما ادافع عن نفسي بشئ يتهموني بقلة الادب وانني تغيرت وكذلك بالغباء .

الجواب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختي الفاضلة حفظكِ الله ورعاكِ، ووفقكِ لكل خير، كما أشكركِ على تواصلكِ مع موقع (وياك) للاستشارات النفسية .
بداية أسألكِ لمَ هذا التشاؤم وكره للحياة ؛ فكلنا معرض للانتقاد والتجريح من قبلِ نفسه أو من الآخرين ، ولكن يتعينُ ألا يصل بنا الأمر إلى درجة الاكتئاب والحزن وكره العيش في هذه الدنيا .
اعلمي أختي السائلة أنَّ كل إنسانٍ لديه أملٌ مشرقٌ ؛فلا ينبغي عليه أن يحزنَ أو يقلقَ أو يكتئب ليتسنى له تحقيق ما يصبو إليه ، بل يفترضُ أن يبقى صامداً قي وجه العقبات والمشكلات التي تقف في طريقه.
إن ما حدثَ لكِ سببهُ الأول والأخير هو ضعفٌ في الشخصيةِ، فأنت للأسف لم تحاولي مواجهةَ الآخرين والاختلاط بهم ، ولا التحاورَ والتحدُّثَ معهم ، وهذا ما يبرر رجوعك القهقرى وحبس نفسك ، واللجوء إلى التفكير في العزلةُ والانطوائية، الأمر الذي يهدد بالقضاءُ على مستقبلك وبيدكِ أنت!
الأمر الذي حيرني أنك ذكرتِ في رسالتك أنك شخصية اجتماعية !
لكن الشخص الاجتماعي يحب الجلوس إلى الآخرين والاختلاط بهم ، فلم لا تستغلي هذه الصفة بصورة جيدة فتعملي على تقوية شخصيتك فتبعدي عن الخجل المَرضِي الذي تعيشينه واقعياً؟!
إن ما تحتاجينه الآن هو أن تقدِّري ذاتكِ، ومعرفةُ الإنسان لقدرِ نفسه هو منبعُ ثقته، وتقديرُ الذَّاتِ هو عمليةٌ ديناميكية لما يجري في العقلِ والجسدِ من عمليات، وما يقومُ به الإنسان من تصرفاتٍ وسلوك.
وهذهِ السُّلوكيات (القلق والعزلة وضعف في الشخصية وعدم الثقة بالنفس ) التي تصدرُ عنكِ بفعل الأفكار السَّلبية التي طغت عليكِ وأخذت حيزاً كبيراً من تفكيركِ، ولم تتركِ مجالاً للأفكارِ الإيجابية، وهذا ما يُؤدي بكِ إلى العزلةِ، والضَّعفِ وعدم القدرةِ على مواجهةِ الآخرين، والانقياد بفعل أي مؤثر !
أولاً وقبل كل شيء أدعوكِ لأن تعطي لذاتكِ الحقّ، وتعرفي قيمتها، وهذا التقديرُ لابدَّ أن يكون عالياً حتى تتغلبينَ على الحساسيةِ المفرطة.
إن هذا الضَّعف الذي تعيشينه قد يولدُ لديكِ أيضاً القلق، وهو شعورُ الإنسان بعدمِ الرَّاحةِ تجاه شيءٍ ما يمكنُ أن يحدثَ من غير تأكيد ، أو هو خطرٌ محدق يخافُ منه الإنسان؛ فيشتتُ ذهنه، ويُضايقهُ، ويُقلقُ منامه، ويُعكِّرُ صفوه ، والقلقُ الشَّديد والذي يعتبرُ مرضاً يعتبرُ عدوٌ للنَّجاحِ والوصول إلى الهدفِ المنشود، وهو يختلف عن القلقِ البسيط الذي يجعلُ الذِّهنَ متفتحاً ومنتبهاً لما يدور أمامه.
حاولي أن تواجهي هذا القلق بقوَّةِ الإيمان، وقوَّةِ اليقين والاعتقاد، وإذا كنتِ تعيشين حياةَ الخوفِ والعزلة، فإنكِ ستظلين أسيرة لهذا القلقِ والحزنِ طوالَ حياتك، وتُفنين عمرك في الأوهام، فبادري بالانطلاق، ولا تفكري في شيء، وأبعدي عنك القلق والخوف، وعيشي حياتكِ بعيداً عن التوتر.
وليتسنى لكِ أن ترفعي من شأنِ ذاتك، أدعوك لاتباع الخطوات التالية:
1- يجبُ أن تعلمي أنكِ مؤمنة بالله، فأنت تحتاجين إلى الطاقةَ الإيمانية هي ذلك النُّور الإلهي العجيب الذي إن استعنتِ به فلن يخذلكِ، هذا النُّور من شأنه أن يمدّكِ بالقوةِ الجسمانية في بدنكِ، والسعة في رزقكِ، والبركة في حياتك، ويزودكِ باليقينِ والثقةِ بالنَّفسِ، والطَّمأنينة والراحة النَّفسية، والسعادة الأبدية.
2- يجب أن تكوني حيوية ، ولديكِ عزيمةً وقدرةً على مواجهةِ أي شيءٍ، تحبين العملَ، ولديكِ الحماسَ والدَّافعية والميل إلى التغييرِ والتَّطويرِ، ويجبُ أن يكونَ هدفكِ في الحياةِ واضحاً لا غموضَ فيه.
3- يجب أن تكوني إيجابية متفائلة، بعيدة عن الإحباطِ واليأس، وحاولي دائماً أن تقبلي بتصميم على الحياة، فلا تضعفي أمامَ أية عقبات أو مشكلات تحول بينك وبين ذلك.
4- من المتعين عليك أن تكوني اجتماعية؛ فابتعدي لتحقيق ذلك عن العزلةِ والانطوائيةِ، وحاولي أن تستمعي إلى الآخرين، وتؤثري فيهم، وتحب الخير للجميع.
5- مارس تمارينَ الاسترخاء ، فهي تخففُ عنكِ وطأة القلقِ والحزن، ويجب أن تختاري مكاناً هادئاً بعيداً عن الضوضاء للقيام بذلك.
6- حاولي الاهتمام بتطوير ذاتك ، وإثبات جدارتكِ أمامَ أصدقائك و أنَّكِ قادرة على النَّجاحِ والتَّفوقِ -بإذن الله تعالى-
7- و أنصحك أيضا بمراجعة أخصائي نفسي من أجل عمل جلسات إرشادية ؛ فالجلسات والمقابلات الإرشادية المباشرة تخفف عنك القلق والخوف ، لأن هذا النوع من الرسائل الإلكترونية لا تكفي؛ فلا بد لك من الجلوس مع أخصائي نفسي حتى تبوحي له بكل ما لديك وتستطيعين أن تبني حياتك من جديد -بإذن الله تعالى -
وأدعوك من هنا إلى التواصل معنا لنسمع أخبارك الطيبة .

وبالله التوفيق


د. العربي عطا الله قويدري

إستشاري في الإرشاد النفسي والأسري

استبيان

هل لغة المستشار واضحة وسهلة الفهم؟

نعم لا نوعا ما

هل ترى أنك حصلت على الجواب الكافي؟

نعم لا نوعا ما

هل شعرت بالارتياح بعد حصولك على الاستشارة؟

نعم لا نوعا ما

هل احتوت أجوبة المستشار على خطوات عملية سهلة التطبيق؟

نعم لا نوعا ما