728 x 90



التاريخ: 2017-11-12


الإستشارة:

أنا شاب متعلم عمري 29 سنة اعزب أعيش مع والدي اعمل في وظيفة ممتازة .. أعاني من عدم القدرة على التركيز في المهام الموكلة الي وعدم الاستمتاع بانجازاتي في مكان العمل ونشاطاتي الترفيهية منذ وقت قريب ( خمس أشهر ) . حيث تولد لي احساس بالعزلة والوحدة. لاحظت خلال الشهور الاخيرة توقي للتواصل مع الفتيات في شبكات التواصل الاجتماعي بغرض تغيير مزاجيتي وملأ الفراغ العاطفي الذي احس به .. احس احيانا بحاجتي لوجود شريكة في حياتي لكن ينتابني بعض الخوف والقلق للإقدام بصورة جادة في البحث عن شريكة للزواج والانخراط في علاقة زوجية لعدة أسباب منها أني أعيش بعيدا عن بلدي الام لفترة اكثر من خمس سنوات، وإحساسي بعدم استعدادي النفسي بالاستقلال وإنشاء علاقة زوجية ناجحة . وأيضا خوفي من ضياع رغبتي في الدراسة بالخارج لنيل درجة الماجستير والدكتوراة. بعض الضغط النفسي ايضا يجتاحني بسبب رغبة اهلي ان اتزوج وانتقل للعيش في بيت منفصل لتكوين أسرة حيث ان اغلب أصدقائي وزملائي في العمل الحمدلله إستطاعو الزواج او الخطوبة وبعض منهم لديه أسرة واطفال . افيدوني جزاكم الله خير كيف يمكن ان أتغلب على التوتر وعدم التركيز علما باني احاول بالتغلب على ذلك بالمشاركة في بعض النشاطات الرياضية مثل الجري مرة في الأسبوع ووجدت له اثر طيب الحمدلله .

الجواب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الفاضل أشكرك على تواصلك مع موقع( وياك) للاستشارات النفسية ، ونسأل الله لك التوفيق والسداد في حياتك وأن يقر عينك بزوجة صالحة تعينك على مهام دينك ودنياك.
المشكلة التي تعاني منها أخي الحبيب هي نوع من القلق والتوتر تعيشه في حياتك ، وهذا ما جعلك تشعر هذا الشعور الكئيب والإحساس السلبي تجاه ذاتك وهذا ما سبب لك تشتت في أفكارك وعدم التركيز في أي عمل تقدم عليه .
واعلم أن القلق هو شعور الإنسان بعدم الراحة تجاه شيء ما يمكن أن يحدث وهو غير مؤكد، أو خطر محدق يخاف منه الإنسان؛ فيشتت ذهنه، ويضايقه، ويقلق منامه، ويعكر صفوه! والقلق الشديد والذي يعتبر مرضاً يعتبر عدو للنجاح والوصول إلى الهدف المنشود، بخلاف القلق البسيط الذي يجعل الذهن متفتحا ومنتبها لما يدور أمامه!
وهذا الخوف هو خوف وهمي تتخيله من شدة التعب، أو القلق، أو مرت عليك حادثة مؤلمة جعلتك تتخيل كل شيء يحدث أمامك سيضرك ويتعبك، فلما يأتيك هذا الفزع والقلق، ولهذا مطلوب منك أن تمشي عكس التيار فلا تخف، واجعل إيمانك بالله قوياً ، ولا تفكر في الأمور المجهولة، ولا تشغل بالك بها.
وعليكَ أن تعلم أن الخوف والقلق لصان من لصوص الطاقة، وهما عائقان في وجه النجاح؛ لأنه يستهلك جميع طاقتك وقواك، ويجعلك تركز تفكيرك على النواحي السلبية التي تكمن في حياتك بدلاً من تركيزك في تفوقك، ونجاحك في الحياة.
حاول أن تواجه هذا الخوف بقوة الإيمان، وقوة اليقين والاعتقاد، وإذا كنت تعيش حياة الفزع والخوف، فإنك ستظل أسيراً حبيساً لهما طوال حياتك، وتفني عمرك في الأوهام، فبادر بالانطلاق، ولا تفكر في شيء، وأبعد عنك القلق والخوف، عش حياتك بعيداً عن التوتر.
ذكرت في رسالتك أن ممارسة الرياضة تخفف عنك وطأة التوتر والقلق فداوم على ممارسة هذا النشاط .
أريدك أن تعيش واقعك بكل ما فيه، وحاول أن تدفع المشاكل بعيداً عنك، وركز طاقتك واهتمامك على ما يرجع عليك بالفائدة، ولا تشتت ذهنك في شيءٍ لا يعودُ عليك بالفائدة، وأحياناً كثرة التفكير في شيء ما يتعبك، ويجعلك تتصور أموراً خارجة عن نطاق الواقع، فتتعب نفسك بكثرة التفكير بها ، وأحياناً يكون تفكيرك سلبياً، فاترك عنك هذا التفكير، وفكر بإيجابية تتمثل في إقبالك على الزواج وهذا أمر ضروري ، فالزواج راحة نفسية وإستقرار وأمن وإطمئنان وسعادة بالإضافة إلى التفكير في مواصلة دراستك ولا تضيع نفسك فأنت عندك قدرات ومهارات إستغلها قبل أن تفقدها .
جنب نفسك مخاطر القلق، ولتكن لديك نفس هادئة، ورَوِض نفسك على التصدي للمشاكل، وابعث الحيوية في حياتك الجديدة، ودائماً تعلم التفاؤل في الحياة، ومهما كان حجم المشكلة التي تعاني منها فلا تيأس من رحمة الله -تعالى -

ولهذا مطلوب منك :
1 - أن تكون مقدراً لذاتك، دون المبالغة ودون التنقيص من شأنها.
2 - لا تستسلم للقلق والتوتر والخوف، لابد أن تكون لديك قوة الإرادة والتصميم على المواجهة وعدم الإستسلام والخروج من الدائرة التي رسمتها لنفسك .
3 –واصل ممارسة التمارين الرياضية؛ فهي تساعدك على تفريغ المشاكل والهموم ، وتعطيك طاقة وحيوية .
4- يمكنكِ ممارسة تمارين الاسترخاء، وذلك باتِّباع الخطوات التالية:
- اختر مكاناً هادئاً خالياً من الضوضاء ومشتتات الانتباه.
- استلقي على ظهرك على السرير، أو على كرسيٍ مريح، وتأكَّد من خلو المكان الذي تستلقي عليه من أي أجزاء نافرةٍ أو ضاغطةٍ على أجزاء الجسم أو بعضها.
- اصرف انتباهك عن المشكلات التي تُشغل بالك في هذه اللحظة، وتفكَّر في حدثٍ سعيد، مع التَّركيز على إتمامِ وتجويدِ الخطوات التي تقوم بها.
- خذ نفسًا عميقًا عن طريق الأنف، ثم احبسه بالصدر لمدة (10) ثوانٍ، ثم أخرجه تدريجيًا ببطيء وقوةٍ عن طريق الأنف والفم معًا، مع تكرار هذا التمرين لثلاث مرات.
- اقبض كفة يدكَ اليمنى، واضغط عليه بشدةٍ لمدةِ خمس ثوان، ثم ابسطها، ودعها مسترخيةً لمدة (10) ثوان، ولاحظ الفرق بين التوتر والاسترخاء، كرِّر ذلك ثلاث مرات.
ولتصبح هذه القاعدة مكرَّرة في الخطوات القادمة دونَ الحاجةِ لتكرار ذكرها، وهي: قبضٌ وشدٌ وتوترٌ لمدَّة خمس ثوان، ثم بسطٌ وإطلاقٌ واسترخاءٌ لمدة (10) ثوان، وكرِّر ذلك ثلاث مرات، مع ملاحظةِ الفرق بين التوترِ والاسترخاء في كل مرة .
5- حاول أن تُقدم على الزواج ؛ وذلك باختيار صاحبة الدين التي تريحك في حياتك ، وسنكون أول الحاضرين لهذا الزواج الميمون - بإذن الله تعالى -
6- لا تردد في الإقبال أيضا على مواصلة دراستك كما قلت لك ، وهذه فرصة لا تضييعا ، واستغل الأوقات والأزمنة فإنها لا تعود .
7- أنصحك أيضا أخي الحبيب بأن تقوم بزيارة أخصائي نفسي من أجل عمل الجلسات الإرشادية فهي تعينك على الخروج من أزمتك التي تعاني منها وتخفف عنك وطأة القلق والتوتر اللذين تعيشهما .
حاول أن تتواصل معنا وتسمعنا أخبارك الطيبة إن شاء الله تعالى .


وبالله التوفيق


د. العربي عطا الله قويدري

إستشاري في الإرشاد النفسي والأسري

استبيان

هل لغة المستشار واضحة وسهلة الفهم؟

نعم لا نوعا ما

هل ترى أنك حصلت على الجواب الكافي؟

نعم لا نوعا ما

هل شعرت بالارتياح بعد حصولك على الاستشارة؟

نعم لا نوعا ما

هل احتوت أجوبة المستشار على خطوات عملية سهلة التطبيق؟

نعم لا نوعا ما