إدمان الاباحية

التاريخ: 2017-11-03

الإستشارة:

مرحبا، جعل ربي موقع وياك في ميزان حساناتكم. بدايتي من الطفولة انا كنت طفلة خجولة جدا وكنت مصابة بالرهاب الاجتماعي (اكتشفته بنفسي عندما كبرت وقرأت عنه)مع ذلك كنت متفوقة دراسيا وعلى خلق ودين، مشكلتي بدأت انني بعد تخرجي من الثانوية جلست فتره ٦ اشهر في البيت الى وقت قبولي في الجامعة، اثناء تلك الفترة كنت في فراغ مستمر ووالدي ليس لديهم علاقات فهم دائما في البيت حتى عطلات نهاية الأسبوع لا نقضيها خارج البيت المهم كنت اشغل ذلك الوقت بتطوير لغتي ونفسي عبر الانترنت ولكن وربي يشهد علي بأنني دخلت عالم الاباحية بالتدريج فأدمنتها لفترة ٧ سنوات دمرتني اصبت بالاكتئاب وكنت اتعالج أثر على تركيزي ولدي صداع دائم تخرجت بأعجوبه لانني كنت شاردة الذهن وحزينه تركت الادمان من سنتين لكنه مازال مأثر علي نفسي كثيرة اللوم لنفسي اتمنى لو أمحو الماضي الأسود من حياتي احيانا تمر علي مشاهد الافلام وانا معي أهلي وألوم نفسي ، انا بحاجة مساعده ولا أريد بأن اتحدث مع دكتور وجه لوجه، انا مازلت وحيده وأهلي في البيت أنانيين وكل وواحد مننا في غرفته اثر علي في عملي لا استطيع التركيز الناس من حولي ينظرون لي نظرة الاعجاب بشخصيتي وعلمي ولكن انا محبطة وحزينة ووحيدة ، مع العلم انا اقرأ واطور من نفسي وامارس أوقات اليوقا ولكن مازلت افكر في هلأمر وألوم نفسي ما الحل؟! اخذ حبوب نفسيه أو اتحدث مع دكتور او انا استطيع الخروج منها بنفسي

الجواب:

غاليتي ... أشكر لك ثقتك بجمعية أصدقاء الصحة النفسية ( وياك ) ويسرنا أن نمد لك يد العون للتعامل مع هذه المشكلة، أو هذا التحدي -كما أحب أن أطلق عليه-
إن ما تمرين به هو أمر طبيعي وسلوك أدمنتِ عليه لمدة لا تقل عن سبع سنوات سيحتاج منك فترة للتغلب عليه, وكوني على ثقة أن ممارستك لليوقا و القراءة والاطلاع وهي أمور إيجابية ستكون من أسباب تغلبكِ على ما تمرين به.
غاليتي...أنتِ بحاجة لأن تشعري بالإنجاز و النجاح فهما أقوى سلاح لمحاربة الندم وتذكر الماضي المؤلم.
غاليتي...سأطرح عليك تساؤلاً متشعباً وأود منك أن تجيبي نفسك عليه ؛ لقد توقفتِ ولله الحمد من سلوك سلبي كنت تمارسينه ، فما الفائدة من تعذيب نفسك وجلدها على شيء انتهى وأصبح في ذمة الماضي، وهل العيش في الماضي وتأنيب نفسك سينهي المشكلة ، وما الذي استفدتيه من كل مره قمت بتأنيب نفسك فيها، ألم يحن الوقت للقول لنفسك كفى ؟!
إن ما مضى أختاه قد رحل وانتهى وقد أصبحت ناجحة ومبدعة و متميزة, والحاضر هو فرصة لتحقيق ذاتي و المستقبل ينتظرني بكل طاقتي و إبداعاتي.
غاليتي....سأقدم لكِ عدداً من المقترحات و النصائح التي قد تساهم في تغلبك على ما تعانين منه ، فجدي منها ما يناسبك و احرصي على جعله جزءٍ من حياتك ،وكوني على ثقة أن أي عمل ستقومين به حتى تحصلي على النتائج المرجوة، يجب أن يكون هناك استمرارية في أداءه:
1- أحرصي على تحقيق إنجاز ما ؛ سواء كان ذلك في المجال الأكاديمي عن طريق استكمال دراستك أو تطوير ذاتك سواء على الصعيد الشخصي أو في مجال عملك عن طريق حضورك للورش و الدورات التي سيحقق لك نجاح في حياتك العملية أو يمكنك المشاركة في إحدى الجهات التطوعية لخدمة المجتمع ؛ وهذه الأخيرة تحديداً كفيلة بأن تشعرك أنك تهبين جزءً من وقتكِ لإسعاد الآخرين, وكوني على ثقة أن اليد التي تعطي خير من تلك التي تأخذ, واقصد بذلك أن شعورك بالعطاء يقوي عزيمتك ويشعرك بأهميتك لدى من هم حولك, كما أن العطاء يقربك من الله, فالله يحب الإنسان المعطاء.
2- استمري في حصص اليوقا ولا مانع لأن تمارسي نشاطاً رياضياً آخر يساهم في إبعاد فكرك عن الماضي, فالمجهود الجسدي كفيل أن يجعلك مع مرور الوقت تعودين منهكة ولا وقت لديك للتفكير بالماضي, فقط تنشدين الراحة.
ويتعين عليكِ الإخلاص في قرارك المتعلق بإقلاعك عن الإباحية وأنتِ مدركة أن ما تقومين به خطأ, فاستمري في قرارك فإخلاصك النية لله أن ما تركته هو فعلاً لن يعود عليك إلا بالسلبية فلا تفكري , استمري مع الله و وثقي صلتك به ودائماً تذكري من ترك شيء لله عوضه خير منه.
3- تذكري أن ما كنتِ تقومين به سابقاً ترك أثر سلبي على حياتك, فهل تريدين أن يستمر هذا الموضوع, عندما تسترجعين سلبياته و تتذكري أنك تستحقين الأفضل, وأن هذا لا يناسب قدرك ووعيك ؛ فإن ذلك سيجعلك دائماً تبحثين عن الأفضل, لأنك تستحقين الأفضل, تذكري أنك في يوم ما ستتزوجين و أنك تريدين حياة زوجية مستقرة, واستمرارك في مثل هذا الأمر ولو في الخيال سيعطل علاقتك بشريك حياتك, لذا حاربي الفكرة دائماً بقول ( أنا أفضل و استحق الأفضل) وستنالين الأفضل.
4- أكثري من الرسائل الإيجابية نحو ذاتك كل يوم خصوصاً إذا حققتِ إنجاز يجب يكون التشجيع أكبر.
وختاما في حال شعرتِ برغبة في مقابلة شخص مختص في جمعية أصدقاء الصحة النفسية, وثقي أن السرية والخصوصية هي شعارنا, يمكنك التواصل على الأرقام التالي:44878722 أو 8009395 , من الساعة 3 عصراً وحتى الساعة 9 مساءً.
وفقك الله وبارك لك في نواياك الحسنة نحو ذاتك.