التاريخ: 2017-10-17
الإستشارة:
السلام عليكم ، عمري 16 سنة، منذ سنة عانيت من اول نوبة هلع بسبب دوخة خفيفة ،و بعدها تغيرت حياتي و مشاعري، و اصبحت انسان اخر و تغيرت نظرتي عن الحياة
انا انسان عادي في تصرفاتي و اصلي و امارس الرياضة مرة في الاسبوع ،لدي اضطراب و هو القلق و التوتر، لا استطيع فهم ان هذا قلق نفسي او مرض اخر، اصبحت كالروبوت لا اعرف ماذا افعل و لا استطيع التركيز في الحياة
انا انسان حساس جدا و كثير التفكير و افكر في ابسط الامور ، واتوتر منها و احللها ، و ابقى افكر و تتسارع نبضات قلبي حتى اذا تجاهلتها فعلت شيئ اخر،لكن تبقى طول الوقت، لا استطيع زيارة طبيب نفسي، المهم هذا القلق و التوتر اصبحا يصاحباني في كل وقت ، و البعض يقول تجاهلهما يزيد سوءا البعض يقول تجاهلهما هو العلاج، اصبح هذا القلق يأتي في الاحلام و كثرت الاحلام المزعجة لدي، ذهبت الى طبيب عام و وصف لي دواء دوجماتيل حبتين كل يوم، فهل هو مفيد في هذه الحالة؟
ارجوكم اريد التخلص من هذه الاوهام و القلق، و اريد عيش مراهقتي..لاني فقدت لذة الحياة في مقتبل العمر و اصبحت مختنقا من هذه المشاعر،احس كأن جسمي مملوء بالتوتر و القلق، خاصة في منطقة الصدر و البطن،اجريت فحوصات الغدة الدرقية فكانت كالأتيTSH 2.240Ml/UI
فهل هي سليمة؟
و ايضا لدي سؤال و هو امي عانت من بعض القلق و الهلع و شربت ادوية نفسية اثناء حملي فهل هذا هو سبب مرضي؟
و هذا قد يكون بسبب سن المراهقة؟
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الابن العزيز في البداية أود ان اشكرك علي الاستشارة والرد عليها كالتالي:
من الواضح أنك تناقشت مع الطبيب العام الذي ذهبت إليه واحتمال وبنسبة كبيرة أن المشكلة تتلخص في المعاناة من القلق والتوتر كما تفضلت وذكرت , لكن الشيء الذي لم أفهمه في الحقيقة هو لماذا لا تستطيع الذهاب للطبيب النفسي تماما مثلما ذهبت للطبيب العام هذا من جهة ، ومن جهة أخرى من الطبيعي في كثير من الأحيان أن يكون هناك قلق وتوتر في مثل هذه المرحلة لكن ليس بطريقة مستمرة -كما فهمت- من خلال الشكوى التي تفضلت وذكرتها أنك تعاني منذ سنة وأن الموضوع مستمر، وهذا هو الذي ليس طبيعياً؛ حيث أنه يعني ضرورة أن تزور الطبيب النفسي للعديد من الأسباب التالية :
-زيارة الطبيب النفسي ليست بها اية مشكلة كما انها قد تكون في سرية اذا فضلت ذلك لكنها ضرورية لأن افضل من يمكنه مساعدتك في الوقت الحالي هو الطبيب النفسي وفقا للشكوى التي تفضلت بها, لأنه في حالة عدم قدرتك علي التخلص من مشاعر القلق المسيطرة عليك قد يزداد الأمر سوءاً ويسبب الإنهاك النفسي مع الوقت وليست المشكلة تقتصر على ذلك فحسب بل تتعداه إلى احتمالية جملة اضطرابات نفسية أخرى -لا قدر الله - في حالة الإهمال وعدم البحث عن حل ومنها قرين القلق في معظم الأحيان (الاكتئاب) .
-زيارة الطبيب سوف تكون مفيدة جداً في التخلص من القلق من خلال التقييم النفسي والتشخيص الدقيق ، وقد لا تحتاج علي الأغلب في مثل حالتك الى الأدوية النفسية لكنك في حاجة لجلسات علاج نفسي معرفي ؛ حيث أنه سوف يساعدك علي تحديد المشكلة وتشخيصها بدقة ومعرفة العوامل النفسية التي تخلق مشاعر القلق والتوتر ومن ثم تعلم مهارات السيطرة عليها .
-التدرب علي تمارين الاسترخاء من الأمور الهامة جداَ للتخلص من مشكلتك لأن الاسترخاء والقلق لا يجتمعان.
ومن خلال التدرب التدريجي علي تمارين الاسترخاء تستطيع مع مرور الوقت التحكم في مشاعر القلق والسيطرة عليها .
تقديري واحترامي
د. وائل محمود مصطفى
دكتوراه الآداب في علم النفس الاكلينيكي التجريبي