728 x 90



التاريخ: 2017-10-17


الإستشارة:

أعاني - منذ ما يزيد عن ستة أشهر - من التفكير في مجموعة من الجيران المراهقين الغوغائيين(تصرفاتهم جداً سيئة من كلام بذي جداً و تحرش لفظي ببعضهم بصوت عالي عدا عند الصراخ و الصفير )لا ينفك ينقطع عني يلازمني طيلة يومي يولد لدي الشعور بالتهديد و تأهب و قلق و أفكار دخيلة(تتعلق بهم)عند مزوالة نشاط ما كعمل أو ترفيه و حتى الصلاة تتمثل بسيناريوهات لكيفية التعامل معهم أحياناً ما تكون إيذائية للحظات(لا ينفذ منها أي أمر على أرض الواقع),إنزعاج شبه دائم, عدم القدرة على إيجاد سلام, هذا بالإضافة إلى صعوبة القيام ببعض المهام مثل النوم باكراً أو عند الشعور بالنعاس الأمر الذي يتسبب بخلل بنومي (الأمر المزعج و الموتّر جداً)خوفاً من إصدارهم صوت صاخب أو تفوه بكلام بذيء, بل الأمر وصل إلى إستثقال القيام ببعض التفاصيل الأساسية في الغرفة المطلة على مكان جلوسهم أسفل شباك منزلي, و قيامي بالتأكد بين الفينة و الأخر ضمن أوقات محددة مساءً عادة ما يتواجدون بها على تواجدهم من عدمه, و التأكيد على والدتي و أخي - من شعورهم بالأذية من هؤلاء الأمر الذي لا يشاركونني به على حد زعمهم - بل في أغلب الأوقات أصاب بحساسية عالية جداً من الأصوات تكاد تسبب لي رعب لحظي عند صدورها بل حتى من تصرفات أو مشهادات و ذلك في التوقيت الذي عادة ما يتواجدون به هؤلاء و بصورة أقل في بقية النهار. ما لم يتواجد إخوانهم الأطفال صراخ,مفرقعات,طرق...إلخ

الجواب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي السائل حفظكَ الله ورعاكَ، كما أشكركَ على تواصلك مع موقع "وياك" للاستشارات النفسية .
فإن الأعراض التي وردت في رسالتكَ أوضحت أنك بالفعل تعاني من درجة بسيطة إلى متوسطة مما يمكن أن نسميه بالقلق أو الخوف أو الرهاب الاجتماعي؛ وهو سلوك مكتسب، وأفضل وسيلة لعلاجه هي مواجهته وعدم تجنب المواقف الاجتماعية التي يحس فيها الإنسان بالخوف أو الرهبة.
فمبدأ تعريض النفس أو التعرض لمصدر الخوف هو المبدأ السلوكي الذهبي إذا جاز التعبير وأنصحك بأن تنتهج هذا المنهج.
عليك أن تفكر أنك لديك مقدرات وأنك لا تقل عن الآخرين بأية حال من الأحوال، والمقصود بذلك هو أن تحقِّر فكرة الخوف في الأصل ، وهذه تتم -إن شاء الله- من خلال تواصل مع الذات ومحاولة إقناع نفسك بأنك إنسان فعال مثل الآخرين ولا ينقصك أي شيء ،فلمَ الارتباك والاضطراب؟
أريدكِ أن تعيشِ واقعكَ بكل ما فيه ، وتحاول أن تدفع المشاكل بعيداً عنك ، وتركز طاقتك واهتماماتك على ما يرجع عليها بالفائدة في حياتك الوظيفية والأسرية والاجتماعية ، ولا تشتت ذهنك في شيء لا يعود عليك بالفائدة؛ فأحيانا كثرة التفكير في شيء ما يتعبك ، ويجعلك تتصور أموراً خارجة عن نطاق الواقع ، فتتعب نفسك بكثرة التفكير ، وأحياناً يكون تفكيرك سلبياً ، فلا بد أن تبعد عنك هذا التفكير ، وتفكر بإيجابية وتجنب نفسك مخاطر القلق والوسواس ، ولتكن لديك نفس هادئة وتروض نفسك على التصدي للمشاكل ، وتبعث الحيوية في حياتك من جديد، لا شك أن الوساوس تولد الإحباط وتولد الاكتئاب وتجعل صاحبها يفقد الكثير من تفكيره الإيجابي وينصب كل فكره نحو السلبية والتشاؤم ،يرى الماضي مظلما ويرى المستقبل مبهما ، ويرى الحاضر فاشلا، ، هذا هو التصور الإكتئابي المرتبط بالشكوك والوساوس القهرية .
الوساوس القهرية أختي الفاضلة يمكن للإنسان أن يهزمها ويتخلص منها ، فكل فكرة وسواسية أو شك يأتي لصديقتك لا بد من أن تفكر في الفكرة المخالفة والمضادة لها ، وكل فعل وسواسي أرجو أن تقوم بتطبيق الفعل المخالف له .
حاول ألاّ تعطي لهذا الموضوع أكثر من حجمه ، وهؤلاء الأشخاص الذين يؤذونك ، إما أن تواجههم وترد عن نفسك بالهدوء دون عصبية أو نرفزة ، أو أنك تهمش هذا السلوك ولا تلقي له بال وتعيش حياتك طبيعية دون خوف أو قلق أو توتر .
أما بالنسية للنوم أو الأرق هذا بسبب التفكير الذي أشغلك عن حياتك الطبيعية وكذلك عن النوم بطريقة هادئة ، وكلما أبعدت هؤلاء الأشخاص من تفكيرك كلما عشت حياتك مرتاح البال تنام بدون أية مشكلة ، وكما قلت لك لا تضع هؤلاء الأشخاص عائقا في حياتك ولا تقف عندهم بل تجاوزهم ، وأشغل نفسك بما يعود عليك بالفائدة .
أريدك أن تلجأ للتمارين السلوكية الجماعية مثل الاشتراك في الرياضة الجماعية وممارسة كرة القدم أو السلة أو ما شابه ذلك، هذا وجد أيضاً أنها تساعد كثيراً.
كما أطلب إليك أن تمارس تمارين الاسترخاء ، وذلك بإتباع الخطوات التالية :
- اختر مكانًا هادئًا خاليًا من الضوضاء ومشتتات الانتباه.
- استلق على ظهرك على السرير أو على كرسي مريح, وتأكد من خلو المكان الذي تستلقي عليه من أي أجزاء نافرة أو ضاغطة على بعض أجزاء الجسم.
- اصرف انتباهك عن المشكلات التي تشغل بالك في هذه اللحظة, وفكر في حدث سعيد, مع التركيز على إتمام وتجويد الخطوات التي تقوم بها.
- خذ نفسًا عميقًا عن طريق الأنف, ثم احبسه بالصدر لمدة ( 10) ثوان, ثم أخرجه تدريجيًا ببطء وقوة عن طريق الأنف والفم معًا, كرر هذا التمرين 3 مرات.
- عضلات اليد والكتف:
اقبض كفة اليد اليمنى واضغط عليها بشدة لمدة ( 5) ثوان, ثم ابسطها ودعها مسترخية لمدة ( 10) ثوان, ولاحظ الفرق بين التوتر والاسترخاء, كرر ذلك (3) مرات.
ولتصبح هذه القاعدة مكررة في الخطوات القادمة دون الحاجة لتكرار ذكرها, وهي: قبض وشد وتوتر لمدة 5 ثوان, ثم بسط وإطلاق واسترخاء لمدة 10 ثوان, تكرار ذلك (3) مرات, مع ملاحظة الفرق بين التوتر والاسترخاء في كل مرة .
قد تحتاج لزيارة الطبيب النفسي أتت من أجل عمل جلسات نفسية إرشادية وتفريغ كل الشحنات السلبية والأفكار الاضطهادية واستبدالها بالأفكار الإيجابية ، وإعطاؤك دافعاً إيجابياً.

وبالله التوفيق .


د. العربي عطا الله قويدري

إستشاري في الإرشاد النفسي والأسري

استبيان

هل لغة المستشار واضحة وسهلة الفهم؟

نعم لا نوعا ما

هل ترى أنك حصلت على الجواب الكافي؟

نعم لا نوعا ما

هل شعرت بالارتياح بعد حصولك على الاستشارة؟

نعم لا نوعا ما

هل احتوت أجوبة المستشار على خطوات عملية سهلة التطبيق؟

نعم لا نوعا ما