728 x 90



التاريخ: 2017-10-16


الإستشارة:

السلام عليكم،
قبل أكثر من عامين تعرضت لنوبة هلع مفاجئة على إثرها دخلت في دوامة قلق طويلة صحبها الإكتئاب كما أظن. تم تشخيص القلق من قبل دكتورة في مركز صحي عام وعرضت علي تناول بعض دواء نسيت إسمه ولكنني رفضته ونصحتني بالقدوم إلى قسم العيادة النفسية في المركز والذي لم أقم به لوجود بعض العوائق. خلال هذه السنتين مررت بالكثير ومنها قبل نصف سنة بدأت بإيذاء النفس ولكنني توقفت منذ شهرين ولله الحمد. أدرك تماماً أنني بحاجة إلى المساعدة ولكنني لست متأكدة إلى أين يمكنني اللجوء وذلك بسبب الكثير من الظروف منها أنني لا أستطيع إطلاع أي أحد من عائلتي أو غيره على حالتي لأنهم لن يفهموا الموضوع ولن يتقبلوه بالتأكيد، كما أن ذهابي بنفسي أمره شبه مستحيل. أود فقط معرفة ما إذا أمكنني الحصول على المساعدة بطريقة أخرى غير الحضور الشخصي؟ وإلى أين ومن؟
العيش في دوامة الاكتئاب والقلق أمر فظيع ومع الأيام تشحب روحي أكثر ومصارعة الأفكار الموحشة في ذهني لوحدي أمر مرعب كذلك ولكن إيجاد الشخص المناسب لمشاركته هذه الأفكار أمر صعب جداً أيضاً.

أعتذر على الإطالة.
شكراً لجهودكم.

الجواب:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
أختي السائلة حفظكِ الله ورعاكِ، وقوَّى إيمانك وعزيمتك، وأشكركِ على تواصلك مع موقع "وياك" للاستشارات النفسية
عندما قرأت رسالتك شد انتباهي تسلُّط وتغلُّب الحزن والقلق والكآبة على حياتك ، بالإضافة عدم الإهتمام والمتابعة في البحث عن الحل الأنجع وهو العلاج بالرغم من توفر كل وسائل العلاج -ولله الحمد-
إذا كنتِ تريدين أن تصنعي الأمل؛ فلا بد من كسر حاجز الخوف والقلق والإقدام من أجل التخلص من الاكتئاب الذي تعيشنه وإياكِ والنظر إلى الغير ، فلا يمكن للإنسان أن يتقدم إلى الأمام وأن ينجح في حياته إذا كان ينظر إلى الآخرين ، أترك عنك هذه الأفكار الاضطهادية، وغيري من حياتك ومن تفكيرك ، ولا ترفضين العلاج ، فالعلاج حياتك ، وليس العيب أن نعالج أنفسنا ، ولكن العار والوصمة هي أن نترك أنفسنا ونهملها ونضيَّع حياتنا في أفكار واهية .
اجعلي نفسك فتاة إيجابية؛ فقد تجدين بعض الأشخاص يضعون أهدافهم ويخططون لها، ولكن لا ينطلقون لتنفيذها؛ لأنهم يُعانون من قيد السلبية والتشاؤم، وهذا سيشل فاعليتهم، ويعجزهم عن التقدم نحو تحقيق الأهداف وتحقيق الأمل، وما أحلى أن تكون نظرتك لكل الأمور إيجابية!
- لابد لك أيضاً أن تكتسبي المهارات والقدرات، ولا تقولي: إنني لا أستطيع؛ فأنت تستطيعين أن تتغلبي على كل شيء بفضل الله –تعالى- ثم بفضل جهدك وقوتك، وتستطيعين أن تكتسبيها من الأخريات .
وتتمثَّل هذه القدرات فيما يلي :
- مهارات إدارة الذات، مثل: إدارة الوقت، واتخاذ القرار.
- مهارات في الاتصال وبناء العلاقات.
- مهارات في إدارة العقل، مثل: التفكير، والذكاء، والتركيز.
- مهارات في إدارة العمل، مثل: التفاوض.
- مهارات نفسية، مثل: بناء الثقة بالنفس.
دربي نفسك على استخدام العلاج السلوكي، حيث يتم علاج هذه الظاهرة (الانطوائية ، القلق ، الكآبة والحزن ) بالتجاهل، وبالتدريب على مهارات ما يسمَّى "صرف الانتباه"، فعندما تأتيك هذه الأفكار حاولي أن تصرفي نفسك عنها، والعمل على إيقاف الأفكار والخيالات من خلال صرف الانتباه.
حاولي أيضاً أن تُمارسي تمرين الاسترخاء؛ حيث إنه يخفِفُ عنك وطأة التفكير واضطراب الأنا، وتمارين الاسترخاء تُساعدكِ في التّغلب على القلق والتوتر: فاستلقي في مكانٍ هادئٍ، وتأملي في شيءٍ جميل، ولا مانع أن تستمعي لشيءٍ من القرآن من آلة التسجيل بصوتٍ مُنخفض، ثم بعد ذلك قومي بغمض العينين، وفتح الفم قليلاً، ثم بعد ذلك خذي شهيقاً عميقاً عن طريق الأنف، ولابد أن يكون ببطء، وعملية الشهيق بالطبع هي إدخال الهواء بقوةٍ وبطء، ثم بعد ذلك أمسكي الهواء في صدرك لمدةٍ قليلة، ثم بعد ذلك تأتي عملية إخراج الهواء وهي الزفير، ويجب أن يكون أيضاً بالقوة والبطء كما في الشهيق، وكرري هذا التمرين أربع إلى خمس مرات في كل جلسة، بمعدل مرتين إلى ثلاث في اليوم؛ فهو يعتبرُ من التمارين الجيدة والمفيدة والتي تقوي النفس، كما أنها تزيل من الطاقات النفسية غير المرغوبة .
ممارسة التمارين الرياضية بانتظام؛ فهذا يُخفف عنك التوتر والقلق الذي تعيشينه.
كما أنصحك مرة أخرى بمراجعة الطبيبة المختصة من أجل التشخيص وكذلك إعطاء العلاج ، وإياك وترك العلاج من تلقاء نفسك ؛ فهذا يحتاج إلى رأي الطبيب أيضا.

وبالله التوفيق.


د. العربي عطا الله قويدري

إستشاري في الإرشاد النفسي والأسري

استبيان

هل لغة المستشار واضحة وسهلة الفهم؟

نعم لا نوعا ما

هل ترى أنك حصلت على الجواب الكافي؟

نعم لا نوعا ما

هل شعرت بالارتياح بعد حصولك على الاستشارة؟

نعم لا نوعا ما

هل احتوت أجوبة المستشار على خطوات عملية سهلة التطبيق؟

نعم لا نوعا ما