728 x 90



التاريخ: 2017-10-05


الإستشارة:

أنا شاب عمري 21 عام، اخاف كتيرا في الضلام واخاف من الموت دائما أفكر في الموت واتوتر كتيرا

الجواب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي السائل حفظكَ الله ورعاكَ، كما أشكركَ على تواصلكَ مع موقع "وياك" للاستشارات النفسية .
ذكرت في بداية رسالتك أنك شاب تبلغ من عمرك المديد إن شاء الله (21) عاماً ، فأنت - والحمد لله - في سن العطاء وسن التمتع بالحياة .
ذكرت في استشارتك أنك تخاف من الظلام والموت ، وأنها أفكار وسواسية تسيطر عليك ، ولا شكَّ أنَّ الوساوس تولِّد الإحباط وتولِّد الاكتئاب والضيق والحزن والبكاء والتوتر، وتجعل صاحبها يفقد الكثير من تفكيره الإيجابي، وينصب كل فكرة نحو السلبية والتشاؤم، ويرى الماضي مُظلماً، ويرى المستقبل مُبهماً، ويرى الحاضر فاشلاً، هذا هو التَّصور الاكتئابي المرتبط بالوساوسِ القهرية.
يجب عليك أن تعلم أن كل إنسان منا تمر به حالة الخوف وهو خوف طبيعي ؛ فبعضنا يخاف من الظلام أو الأصوات الغريبة أو شيء غريب ، الحقية أنني لا أريد أن يكون الخوف لديك ذي درجة كبيرة متطرفة ؛ فمن المعروف أن الخوف ( الفوبيا ) تؤثر على حياتك إذا أعطيت له المساحة الكافية ولم تزله من تفكيرك ، والخوف من الظلام أو ما يسمى في مصطلح علم النفس ( النيكتوفوبيا ) قد يكون راجع لأسباب تعرفها أو تجهلها ولكن يؤكد علماء النفس أن هذا الخوف يكون مرتبطا بأحداث أليمة ، والتي تعرضت لها في الظلام أو أثناء فترة الليل .
لكل ما سبق فأني أرى أن عليكَ أن تقوم بعمل جلسات إرشادية نفسية من أجل التخلص من هذه الأفكار التسلطية ، لأن الأمر إذا استمر سيتحول إلى فوبيا مرضية أو خوف مرضي ، ولهذا أنصحك بأن تستعجل في الجلوس مع مختص نفسي .
أما بالنسبة لخوفك من الموت فهذا يكون أمر تتابعي فالخوف من الظلام يولد الخوف من الموت ، وهنا مطلوب منك أيضا أن تصرف تفكيرك السلبي إلى أفكار مفيدة وإيجابية ؛ فإن التفكير في الشيء والخوف منه أنه لن يأتينا ، فيجب أن تعلم أخي الحبيب أن الموت حق على كل إنسان ولكن مطلوب منك أنت الآن أن تعمل في الدنيا وتجتهد وتنجح ، وليس التفكير في الموت والفشل والتشاؤم ، وأنت الآن مقبل على الحياة وأمامك مشوار طويل فاعمل جاهداً على تحقيق أهدافك في الحياة وحاول أن تستغل قدرات ومهاراتك في تطوير ذاتك وخدمة وطنك وأمتك ، وهذ هذه الحالة أيضا أنت مطلوب منك الجلوس مع المرشد النفسي من أجل مساعدتك على استبدال الأفكار السلبية بالأفكار الإيجابية ، ولا تحتاج إلى دواء علاجي بل اعلاج السلوكي المعرفي هو الذي يخدمك أكثر.
أريد ألا أسمع منك حديث الانهزامية وعدم التغلب على هذه الأفكار، فهذه الرسائل ستؤثر عليك ، ولا تعطيك دافعية ، ومهما تعثرت في مسيرتك تستطيعين أن تتدارك الأمر وتقوم وتواصلي مسيرتك بكل همة وجدارة وتفوق ، فالإنسان يزداد قوة وصلابة وحنكة كلما ازدادت صلابته وتمسكه بالشيء الذي يريد أن يحققه، وكلما كان صابراً صامداً لا تهزه الصدمات ولا الأزمات، وكلما واجهته مشكلة يُعالجها برؤية وحكمة وشجاعة وهو شامخ لا يهتز .
ولكي تتغلب على هذا الخوف والضيق والتوتر أخي السائل مطلوب منك الخطوات التالية :
1- الإكثار من الدعاء والأذكار والتعوذ بالله من الشيطان الرجيم.
2- توقع الأفضل دائماً، وعندما تواجهك عوائق في الطريق فلا يتملككَ الإحباط واليأس، وإنَّما حاول أن تتجاوز ذلك بسرعة، وكن متفائلاً وإيجابياً.
3- درِّب نفسك على تحدي الأفكار الوسواسية السوداوية بالمواجهة، ودائماً امشِ عكس تيار أفكارك .
4- برمج نفسك على أنَّ كل سلوكياتك مبنية على الصحيح، ولا تُعيدها مرة أخرى، ودرِّبْ نفسك مرة تلوى الأخرى إلى أن يُصبح أي عمل عندك طبيعياً ، وإياك والخوف ، فلا تعطيه مجالا في فكرك .
5- اجعل الحيوية والعزيمة شعاراً بين عينيك، واعشق العمل، واستمتع به مهما كان شاقاً، واتَّسم بالحماس والدافعية والميل إلى التغيير والتطوير، وتميز بوضوح الهدف والعزم، واترك كل الأفكار الخاطئة.
6- مارس تمارين الاسترخاء ، وذلك بإتباع الخطوات التالية :
- اختر مكانًا هادئًا خاليًا من الضوضاء ومشتتات الانتباه.
- استلق على ظهرك على السرير أو على كرسي مريح, وتأكد من خلو المكان الذي تستلقي عليه من أي أجزاء نافرة أو ضاغطة على بعض أجزاء الجسم.
- اصرف انتباهك عن المشكلات التي تشغل بالك في هذه اللحظة, وفكر في حدث سعيد, مع التركيز على إتمام وتجويد الخطوات التي تقوم بها.
- خذ نفسًا عميقًا عن طريق الأنف, ثم احبسه بالصدر لمدة ( 10 ثوان), ثم أخرجه تدريجيًا ببطء وقوة عن طريق الأنف والفم معًا, كرر هذا التمرين 3 مرات.
- عضلات اليد والكتف:
اقبض كفة اليد اليمنى واضغط عليها بشدة لمدة ( 5) ثوان, ثم ابسطها ودعها مسترخية لمدة ( 10) ثوان, ولاحظ الفرق بين التوتر والاسترخاء, كرر ذلك 3 مرات.
ولتصبح هذه القاعدة مكررة في الخطوات القادمة دون الحاجة لتكرار ذكرها, وهي: قبض وشد وتوتر لمدة (5) ثوان, ثم بسط وإطلاق واسترخاء لمدة (10)ثوان, تكرار ذلك (3)مرات, مع ملاحظة الفرق بين التوتر والاسترخاء في كل مرة .
7- إياك واليأس والقنوط، بل دائماً ارسم في ذهنك صور التفاؤل والراحة، وأخرِج من عقلك الباطني الأفكار الوسواسية السوداوية، وأنَّك قادر على التَّغلب على هذه الأفكار وتنفيذها في عقلك الواعي، بإذن الله تعالى ستطمئن، وترتاح وتزول عنك كل هذه الأفكار.
9- حاول أن تزور الأخصائي النفسي من أجل عمل جلسات نفسية ، فهذه تساعدك على إبعاد الأفكار الوسواسية لتعيش حياتك بصورة طبيعية .
10- ابتعد عن العزلة والانطوائية ، فهذا هروب من الواقع وليس علاج للمشكلة .
وبالله التوفيق


د. العربي عطا الله قويدري

إستشاري في الإرشاد النفسي والأسري

استبيان

هل لغة المستشار واضحة وسهلة الفهم؟

نعم لا نوعا ما

هل ترى أنك حصلت على الجواب الكافي؟

نعم لا نوعا ما

هل شعرت بالارتياح بعد حصولك على الاستشارة؟

نعم لا نوعا ما

هل احتوت أجوبة المستشار على خطوات عملية سهلة التطبيق؟

نعم لا نوعا ما