728 x 90



img

أعلن سعادة الشيخ ثاني بن عبدالله آل ثاني أنه سيتم قريبا تدشين وإطلاق جمعية أصدقاء الصحة النفسية تحت شعار “وياك”، وهي جمعية خيرية تهدف لتقديم الإرشاد النفسي وتوعية أفراد المجتمع بأهمية الصحة النفسية، وتغيير الصور النمطية والوصمة الاجتماعية المرتبطة بالاضطرابات النفسية.وقال سعادة الشيخ ثاني، رئيس مجلس الإدارة، إن إطلاق الجمعية يأتي في إطار توجيهات حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، ودعوة سموه جميع القطاعات وخاصة مؤسسات المجتمع المدني لتوظيف الخبرة وبذل الجهود من أجل تحقيق أهداف رؤية قطر الوطنية 2030.وأضاف: هذه الجمعية لم يمض على التحضير لها سوى شهرين فقط، ولكننا استطعنا خلال هذه الفترة الوجيزة أن نخطو خطوات ثابتة نحو إشهارها، وستعمل في مجال الصحة النفسية من خلال تنظيم العديد من الأنشطة والبرامج التي تركز بالأساس على الرؤية والرسالة التي تتبناها، وهي أهمية الصحة النفسية للجميع ودورها الفعال في حياة الفرد وتقديره لذاته.وأشار إلى أن برامج وأنشطة الجمعية موجهة بالدرجة الأولى للأجيال الناشئة لتوعيتها بأهمية الصحة النفسية وامتلاك القدرات والمهارات التي تمكنهم من مواجهة التحديات اليومية بالشكل المناسب بهدف الوقاية من المشاكل النفسية والحد منها”.وأكد أن الجمعية بدأت بالفعل في إطلاق عدد من البرامج والأنشطة تمهيدا للانطلاق الرسمي خلال الفترة القليلة المقبلة، ومن أبرز تلك الأنشطة والبرامج تنظيم سلسلة من المحاضرات في مجال الصحة النفسية لطلاب المدارس، على اعتبار أن المدرسة ليست مجرد مكان يتم فيه تعلم المهارات الأكاديمية والعلمية فقط، وإنما هي مجتمع مُصغَّر يتفاعل فيه الأعضاء ويؤثِّر بعضهم في البعض الآخَر، وإذا كانت أسس الصحة النفسية للفرد تبدأ في البيت خلال السنوات الأولى لحياة الطفل مع أسرته، إلا أن المدرسة تظل رغم ذلك ذات أثر تكويني هام في حياة الطفل وشخصيته لا يكاد يقلُّ عن أثر البيت، لافتا إلى أن المفهوم الحديث للمدرسة لا يقتصر على مجرد كونها مكانًا يتزود الطفل فيه بالمعرفة وحسب بل مجالا تتفتَّح فيه شخصيته وترقى إمكانياته وتنمو فاعليته في المجتمع، وهي بذلك ذات رسالة تربوية تهدف إلى ما هو أشمل من مجرد التعليم وتحصيل المعرفة، ومن أهم أهداف هذه الرسالة تكوين الشخصية المتكامِلة للتلميذ وإعداده ليكون مواطنًا صالحًا، ورعاية نموه البدني والذهني والوجداني والاجتماعي في آنٍ واحد.إشادةومن جانبه، أشاد سعادة السيد حسن الغانم، وزير العدل السابق، بصفته نائباً لرئيس مجلس إدارة الجمعية، بحجم الجهود التي يبذلها فريق العمل بالجمعية لتحقيق أهدافها، وحثهم على بذل المزيد من الجهد والعطاء والعمل كفريق واحد متجانس لتحقيق أهداف الجمعية وتحقيق رسالتها في تقديم أفضل خدمات الرعاية النفسية وبجودة عالية، والمساهمة في نشر الوعي بأهمية الصحة النفسية.فريق متطوعومن جانبه، أكد السيد محمد البنعلي، المدير التنفيذي للجمعية، أن العمل يجري حاليا على قدم وساق لتحقيق أهداف الجمعية.وقال: قامت الجمعية بتشكيل فريق من الشباب المتطوعين يحمل اسم “صدى” وشعاره “الناس للناس” ويهدف للقيام بحملة توعوية وتنفيذ العديد من البرامج والأنشطة، أهمها التواصل مع المرضى في المستشفيات وتنظيم العديد من اللقاءات والبرامج.ونوه بأن اختيار شعار “الناس للناس” الذي تبناه الفريق جاء تأكيدا لمفهوم التآخي والتراحم في المجتمع الواحد تماشياً مع حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: “مَثَلُ المؤمنين في تَوَادِّهم وتراحُمهم وتعاطُفهم كمثل الجسد، إِذا اشتكى منه عضو تَدَاعَى له سائرُ الجسد بالسَّهَرِ والحُمّى”، وهذا الفريق التطوعي من أبناء الوطن وضع نصب عينيه خدمة الجميع ويحدوهم الأمل في تقديم أفضل الخدمات لكافة متلقي الخدمات الصحية.وأوضح البنعلي أن تفاعل المختصين والمهتمين كان مشجعاً ومحفزاً لهم للمضي قدماً في مهمتهم الإنسانية، قائلا “نطمح بأن نحقق ما تمناه مؤسس الجمعية سعادة الشيخ ثاني بن عبدالله آل ثاني بأن نكون عضيدا لكل محتاج، لهذا اخترنا شعار “وياك” ليكون اختصاراً لرؤية ورسالة الجمعية، مؤكدا أن الجمعية ستقدم خدماتها داخل الدولة وخارجها.وتهدف الجمعية إلى توعية أفراد المجتمع بقضايا الصحة النفسية والعمل على تخفيف وإزالة الوصمة التي تتعلق بالمرض النفسي والعقلي، وكذا الوقاية من الأمراض النفسية، فضلا عن تقديم الخدمات النفسية والاجتماعية للأشخاص الذين هم بحاجة إليها.وشدد البنعلي على أن دور الجمعية مع باقي المؤسسات والجهات المعنية سيكون تكامليا وليس تنافسيا، وسيتم التواصل مع هذه الجهات والتعاون معها ، لاسيما أن تغيير الصور النمطية للمجتمع حول الاضطرابات النفسية لا يمكن أن تحدث بين عشية وضحها وإنما هي بحاجة لمزيد من الوعي المجتمعي، متمنيا أن تجد القضايا النفسية مزيدا من الإقتناع والظهور والتوجه إليها على غرار قضايا الإعاقة التي كانت قبل سنوات عدة يخجل منها المجتمع وأصبحت الآن كافة القضايا المتعلقة بالإعاقة مطروحة أمام الكافة دون أية خجل أو تمييز.الدعمومن جانبها ناشدت السيدة شيخة النعيمي، مسؤولة العلاقات العامة، كافة مؤسسات المجتمع للوقوف مع الجمعية لدعم برامجها وأنشطتها، مؤكدة بأن تضافر الجهود وتكاتف الجميع سيساهم في إنجاح كافة البرامج والأنشطة التي يسعون لتطبيقها خلال المرحلة القادمة، مشيرة إلى أن الجمعية بصدد توقيع عدد من مذكرات التفاهم مع المؤسسات ذات الصلة وذلك تحقيقاً لسياسة العمل الاجتماعي المشترك ذات الهدف الواحد وهو الإنسان والعمل الخيري.كما تحدث عن التدشين الدكتور سمير سمرين مستشار الجمعية عن الخطة الطموحة التي يسعون لتطبيقها بالجمعية ويحدوهم الأمل بتحقيقها متكاملة، مؤكداً أن الخطة التي تم وضعها تهدف لتحقيق غايات كثيرة أهمها التوعية بأهمية الصحة النفسية، وتأهيل عدد كبير من مقدمي الخدمة النفسية كالاختصاصيين النفسيين في المدارس، وتدريب وتأهيل الأسر على كافة الجوانب المتعلقة بالصحة النفسية وبطبيعة الحال سيقوم على هذا التدريب الخبراء المختصون في مجال الإرشاد والعلاج النفسي.