728 x 90



img

يظن كثير من الناس أن وضعه الحالي جيد ومقبول أو أنه ليس الأسوأ على كل حال ، وبعضهم يعتقد أن ظروفه سيئة وإمكاناته محدودة ، ولذلك فإن ما هو فيه لا يمكن تغييره ، والحقيقة أن المرء حين يتطلع إلى التفوق على ذاته والتغلب على الصعاب من أمامه سوف يجد أن إمكانات التحسين أمامه مفتوحة مهما كانت ظروفه.
ونرى كثير منهم لا يفرق بين منزلة الإنسان عند الله ، والتي معيارها التقوى ، وبين صلاحية هذا الإنسان لتولي زمام القيادة والقيام بمهمة التغيير ، فليس كل صالح قويا .
فالأمة محتاجة إلى المؤمن الفعال ، لا المؤمن العاجز السلبي ، ذلك أن مهمة النهوض بهذه الأمة من غفلتها الحالية مهمة شاقة وعسيرة لا يقدر على القيام بها إنسان عاجز ضعيف الشخصية ، قليل القدرات والمهارات حتى ولو كان على قدر كبير من الصلاح والتقوى .
فالأمين غير القوي لا يستطيع القيام بمهام الوظيفة الموكلة إليه التي تحتاج إلى القوي، والقوي غير الأمين لا يؤتمن فيما هو موكل إليه من مهام وقد تقود عدم أمانته إلى نفس النتيجة وهي عدم الإنجاز إضافة إلى الفساد والاستيلاء على المال العام.
إن ثنائية (القوة، والأمانة) هي قوة النجاح، ومفتاح الاستخلاف ، حين يشعر الإنسان بجسامة الأمانة المنوطة به ، تنفتح له آفاق لا حدود لها للمبادرة للقيام بشيء ما ، يجب أن يضع نصب عينيه اللحظة التي سيقف فيها بين يدي الله عز وجل فيسأله عما كان منه ، إن علينا أن نوقن أن التقزم الذي نراه اليوم في كثير من الناس ما هو إلا وليد تبلد الإحساس بالمسؤولية عن أي شيء .
إن أراد الإنسان أن يعيش وفق مبادئه ، وأراد إلى جانب ذلك أن يحقق مصالحه إلى الحد الأقصى ، فإنه بذلك يحاول الجمع بين نقيضين، إنه مضطر في كثير من الأحيان أن يضحي بأحدهما حتى يستقيم له أمر الآخر ، وقد أثبتت المبادئ عبر التاريخ أنها قادرة على الانتصار تارة تلو الأخرى ، وأن الذي يخسر مبادئه يخسر ذاته ، ومن خسر ذاته لا يصح أن يقال أنه كسب بعد ذلك أي شيء .
إن قطرات الماء حين تتراكم تشكل في النهاية بحراً ، كما تشكل ذرات الرمل جبلاً ، كذلك الأعمال الطيبة فإنها حين تتراكم تجعل الإنسان رجلا عظيماً ، وقد أثبتت التجربة أن أفضل السبل لصقل شخصية المرء هو التزامه بعادات وسلوكيات محددة .
ونحن نرى اليوم وبالرغم من الأزمة التي نعيشها فقد كانت كلمة سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى في الدورة ال72 للجمعية العامة للأمم المتحدة قوة القائد الأمين الذي يريد الخير والصلاح لوطنه وأمته ، كما حدد في كلمته معالم السياسة الخارجية للدولة وكشف للعالم أبعاد احصار الجائر المفروض على الدولة ، وإعتزازه بشعب قطر ومعه المقيمون على أرضها لما أظهروه من صمود في مواجهة الحصار. وهذا ما تشهد عليه إنجازاته ومواقفه لوطنه ولشعبه ولوطنه وأمته، سيسجّلها التاريخ بأحرف من نور وستظلّ محفورة في قلوب كل فرد في قطر مواطنًا ومقيمًا وفي سويداء قلوب الشعوب العربية والإسلامية ومحبّي الأمن والسلم في العالم وفي ذاكرة كل من عرفه وسمع به وقرأ عنه، كونه حاكمًا وقياديًا من طراز فريد، فقد أصبح قدوة فيما أقدم عليه .
وعاش تميم المجد


الدكتور / العربي عطاء الله
استشاري في الإرشاد النفسي والأسري