728 x 90



img

"أريد أن أغير من نفسي، ولكني لا أستطيع، فكلما أحاول من تغيير سلوكياتي أفشل، ساعدني كيف أغير من نفسي"، هذا مضمون رسالة وصلتنا من شخص يريد المساعدة في تغيير نفسه للأفضل، وهذا ما دفعنا للكتابة في هذا الموضوع تحت عنوان "كيف أغير من نفسي بنفسي".
ولقد سبق أن تناولنا موضوعا بعنوان "إرادة التغيير"، وقمنا بوضع توصيف لمفهومي الإرادة والتغيير، مع بيان المقصود من إرادة التغيير، وبينا مستويات التغيير الثمانية، والآن نستكمل هذا الموضوع تحت العنوان الذي أشرنا إليه أعلاه، عله يعطي القارئ صورة متكاملة عن كيفية التغيير للأفضل، وكيف يمكن استثارة أنفسنا الاستثارة التي تدفعنا لإحداث تغيير حقيقي في ذواتنا. ومن المثير أننا وجدنا بالبحث والاطلاع أن عملية إحداث التغيير هي سلوك متعلم يتكون بالممارسة المستمرة، وذلك عن طريق ما يسمى بالضبط الذاتي، والذي سيكون نقطة انطلاقنا للتعرف على كيفية إحداث تغيير لذاواتنا بأيدينا نحن. كما سنتعرف على بعض الاستراتيجيات التي تعين الأفراد على ضبط ذواتهم، وسوف نتحدث في الجزء الثاني عن سمات الأفراد ذوي الضبط الداخلي الذين يؤمنون بقدرتهم على إحداث تغيير، وسمات الأفراد ذوي الضبط الخارجي الذين يرجعون كل ما يحدث لهم إلى الصدفة والحظ، وكيف يمكن إحداث توازن بين الضبط الداخلي والخارجي حتى يستطيع هؤلاء الأفراد من تغيير واقعهم للأفضل مع الأخذ في الاعتبار موضوع الإيمان بالقضاء والقدر.
ما هو الضبط الذاتي؟
هو عملية يستخدم فيها الفرد الحوار الداخلي لتحديد الفرد أهدافه، وما يريد الوصول إليه، مع التحكم في الظروف المحيطة به، وتذليل العقبات؛ من أجل الوصول إلى الوضع الذي يريد أن يكون عليه.
فمثلا: إذا شعرت بالجوع، فحوارك الداخلي هنا يبدأ بأنك جائع وتريد أن تتناول الطعام بالمنزل، فتناول الطعام هو ما تريد الوصول إليه، والهدف هو طهي الطعام، وبالتالي فإنك تبدأ في تذليل العقبات والتحكم في الظروف المحيطة؛ كأن تجهز المواد اللازمة لتحضير الوجبة (مكوناتها)، واستخدام الغاز للطهي، وغيرها من الأمور، وبالتالي فإنك بذلك تكون قد طوعت الظروف واستخدمت الأدوات المتاحة للوصول لهدفك والحصول على ما تريد.
وللتوضيح أكثر نذكر مثالا آخر وهو الطالب الذي يريد أن ينجح في اختبار نهاية العام، يبدأ في تنظيم وقته، وتخصيص وقت للاستذكار، ويمتنع عن كل من الخروج للتنزه ومشاهدة التلفاز فترة الاختبارات. فهذا الطالب قد أحدث ضبطا لنفسه؛ حيث حدد ما يريد الوصول إليه، وضبط الظروف المحيطة به وتحكم فيها من حيث تنظيم الوقت وتخصيص وقت للاستذكار وغيرها من الأمور.
مراحل الضبط الذاتي:
- تحديد السلوك الحالي:
وفيها يصف الشخص سلوكة ويحدده بدقة، ويجمع معلومات حول الأسباب التي تؤثر في هذا السلوك.
- تحديد شكل السلوك الذي يرد أن يكون عليه:
يضع الفرد توقعات لما يجب أن يكون عليه سلوكه وفق المعلومات التي حصل عليها في مرحلة تحديد السلوك الحالي، وهنا يقارن الفرد بين المعلومات التي جمعها وبين التوقعات التي يود أن يكون عليها سلوكه.
- تحديد الوسائل والظروف البيئية التي تعينه على الوصول للوضع الجديد.
- مكافأة السلوك الجديد: حيث يكافئ الفرد نفسه نتيجة تعديله سلوكه.
وهذا المخطط يوضح كيفية إجراء عملية ضبط ذاتي من أجل معالجة السلوكيات غير المرغوبة




ويمكننا توضيح ذلك أكثر عن طريق المخطط التالي، الذي يعالج سلوك التدخين باستخدام الضبط الذاتي




اكتب بدائل للمدخلات حتى تحصل على مخرجات مختلفة وحدد كيفية القيام بها بما يتناسب مع واقعك وقدراتك.




ومن خلال ما تقدم، يمكننا باستخدام المخطط السابق تدريب أبناءنا وأنفسنا على مهارة الضبط الذاتي، وكذلك وضع تصور مبسط لكيفية تعديل السلوك غير المرغوب، وتدعيم سلوك مرغوب يغير من الشخصية للأفضل.

أ:محمد كمال.