728 x 90



img

شاركت جمعية الصحة النفسية “وياك” بورقة عمل مقدمة من الأستاذ الجامعي في تخصص علم النفس محمد العنزي ضمن المحاضرة الجماهيرية التي عقدتها منظمة هيرسري وبالتعاون مع الجالية الصومالية في دولة قطر حضرها حشد كبير من الجماهير المتفاعلة في قاعة مركز قطر الثقافي الإسلامي (الفنار).

وحملت الورقة عنوان :”الاضطراب ما بعد الصدمات والعلاج السلوكي الجدلي”، حيث عرف الدكتور العنزي الأسباب المؤدية إلى الصدمة النفسية حيث تتراوح المواقف أو الأحداث التي يمكن أن تؤدي إلى الصدمة من التصرفات المتسمة بالعنف، كالتحرش أو السطو المسلح أو جرائم القتل أو الحرب أو الإرهاب، إلى الحوادث الخطرة والكوارث الطبيعية، مثل الفيضانات، والزلازل، وحرائق الغابات. كما يمكن أن تتسبب سلوكيات أخرى متسمة بالعنف إلى ردود الفعل التالية للصدمة، مثل: الاغتصاب، والإساءة إلى الأطفال، والاختطاف، والتعذيب، والانتحار.

وأكد العنزي على أنه وبشكل عام سرعان ما يتعافى معظم الأشخاص من “الصدمة” بعد حدوثها. إلا أن بعض الأشخاص يطورون مشكلات مستمرة، ويعتمد ذلك على مزاجهم، والأحداث الضاغطة السابقة، والمستوى الحالي من الضغط، ومستوى الدعم والمرونة لديهم.

فيما أشار إلى أن هناك عدة أعراض نفسية تشير إلى وجود حالة مرضية لدى المصاب ومنها: نوبات نمطية متكررة، حيث يستعيد الشخص أحداث الموقف أو الحالة مرارا وتكرارا في صورة كوابيس، الصد العاطفي، والابتعاد عن الآخرين، فقدان البهجة والسرور، حالة الحزن، حالة الضيق، اضطرابات النوم، القلق والأفكار الانتحارية. كذلك يمكن للشخص أن يجد صعوبة في التركيز وفقدان الذاكرة ومشاكل في النوم.

أما عن العلاج فقد أكد العنزي أنه يمكن للمرء أن يتغلب على تجاربه المؤلمة ومشاعره بالعلاج النفسي التحليلي. ويتم استعراض الحالة والحديث عن التفاصيل عدة مرات. وبهذه الطريقة يمكن للمرء التوصل إلى إدراك أن عليه أن يواصل حياته على الرغم مما حدث. الدواء لا يساعد في حالة “اضطراب ما بعد الصدمة”.

أما عن العلاج السلوكي والذي صمم خصيصا للأفراد الذين يعانون من سلوكيات إيذاء الذات، مثل، غياب الأمل، والأفكار الانتحارية، ومحاولات الانتحار. العديد من العملاء الذين يعانون من هذه السلوكيات تتفق مع معايير اضطراب الشخصية الحدية فهؤلاء الأفراد يعانون من إيذاء الذات، ومحاولات الانتحار، وصعوبة في السيطرة على العواطف. والملاحظ هنا، أن العلاج السلوكي الجدلي تم تدعيمه تجريبياً، عن طريق دراسات تناولت علاج حالات الاكتئاب ومحاولات الانتحار”. كما تم التأكد من فعاليته من خلال مقارنة النتائج بنتائج الأدوية مع المرضى من خلال استخدام العلاج الخادع ( البلاسيبو).

وكانت المحاضرة التي شارك فيها أيضا كل من الدكتور محمد عبدالعليم والشيخ أحمد حاجي قاسم قد لاقت إقبالا مميزا ومتابعة فاعلة من المحاضرين والمشاركين والتي انتهت بتقديم دروع الشكر للمشاركين والمنظمين.

وتأتي هذه الفعالية ضمن الخطة السنوية لفعاليات وأنشطة الجمعية عام 2015 وتهدف إلى نشر الوعي العام بالصحة النفسية وأهميتها لدى الفرد والأسرة والمجتمع بالإضافة إلى خدمة تقديم الاستشارات النفسية والاجتماعية المجانية لكافة أفراد المجتمع المحلي.

وياك تشارك بورقة عمل ضمن حملة لاتزيد معاناتهم