اكتئاب

التاريخ: 2017-08-12

الإستشارة:

عانيت من الاكتئاب سابقا لمدة سنة ونصف من حوالي ٣ او ٤ سنوات وحاولت حينها الانتحار، تلاشت أعراض المرض من تلقاء نفسها. الان انا اشعر بأنه يعود مجددا الى حياتي، حدث شجار بيني وبين احد المقربين الي وبدأت اشعر بإنتكاسة. لم أكل منذ يرمين، وتنتابني افكار انتحارية. اشعر بالحزن طوال الوقت واشعر ان لا يوجد احد ليستمع او يشعر بي. قال لي احد المقربين لي في خضم شجار ما حدث بيننا "أعلم ان نهايتك لن تكون جيدة" أحزنني ذلك بشدة وجعلني اشعر بأن كل محاولاتي للمثابرة في الحياة ستضيع هباء، اشعر بذلك لأن ذلك الشخص يعرفني جيدا. هذا الوقت تحديدا ليس وقتا سهلل بالنسبة لي، فقدت شخصا عزيزا علي في مثل هذا الشهر منذ ٦ سنوات. وعادة ما أكون حزينة في هذا الوقت. من الجدير بالذكر انني عاني من خمول في الغدة الدرقية. انا حقا لا اريد الانتحار، اريد حياة افضل لكن بعد الأفكار تتسلل الى حياتي. اريد ان اساعد نفسي، وأريد رؤية طبيب نفسي لا اعلم الخطوات. شكرا.

الجواب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، الأخت الفاضلة اولا اتوجه اليك بخالص الشكر والتقدير علي الاستشارة والتي يتضح من خلالها معاناتك من مشاعر الاكتئاب حادة كما يتضح ايضا ان هناك ارتباط شرطي بين احد شهور السنة وبين زيادة المشاعر الاكتئابية وهو كما يتضح الشهر الذي توفي فيه شخص عزيز عليك كما ذكرتي لذا فإن الحل سهل بمشيئة الله تعالي اذا التزمتي بالتعليمات التالية :-
-التوجه فورا للطبيب النفسي وذلك لتحديد المشكلة بشكل دقيق وهو ما سوف يتم من خلال الفحص النفسي والتاريخ الشخصي عن طريق المقابلة وبالإجابة علي بعض الاستفسارات لتحديد نوع الاكتئاب الذي تعانين منه حيث ان هناك تقريبا (11) نوع من الاكتئاب ومن المحتمل ان يكون الاكتئاب الذي تعانين منه من الانواع الاكتئابية العصابية .
-من الممكن البدء بالعلاج النفسي مع الأدوية النفسية لفترة يحددها لكي الطبيب النفسي حيث ان الأدوية النفسية سوف تساعدك علي تحسين المزاج وتخفيف الالحاح من قبل الافكار الانتحارية ثم يساعدك الطبيب علي التخلص التدريجي من الاعتماد علي الأدوية النفسية و البدء بالعلاج النفسي أو يكون العلاج النفسي متزامنا مع العلاج الدوائي مباشرة لكنه علي أية حال لا غني عن العلاج النفسي الفردي سواء كان ( معرفي – معرفي سلوكي – دينامي ) . ذلك حيث ان العلاج النفسي علي أية حال سوف يساعد في الكشف عن العوامل النفسية المسببة للاكتئاب كأن يتم الكشف عن النذر السيكولوجية ( النفسية ) التي تثير المشاعر الاكتئابية ومن ثم فإن تحديدها مهم جدا لاكتشاف الاعراض منذ البداية وبالتالي اقتراح الطرق المناسبة للحل والوقاية منها ، كذلك تحديد الافكار الخاطئة المسيطرة علي الذات وهي غالبا الافكار التي تعمل علي الانحطاط من قدر الذات باستمرار وانهيار الثقة بالنفس وفقدان القدرة علي الاستمتاع بالحياة وخلافه وسيطرة مشاعر اليأس وفقدان الأمل وفي النهاية التفكير في الانتحار كهروب من مواجهة الذات والاحساس بالفشل . لذلك فإن العلاج النفسي يفيد جدا في علاج تلك الافكار السلبية و من ثم تزداد الثقة بالنفس تدريجيا وتخف مشاعر الاثم أو الذنب ويبدأ التصالح مع الذات .
-التدريب علي بعض المهارات الفردية من الأمور الجيدة التي تساعد الفرد وخاصة المكتئب علي اكتساب مهارات القدرة علي الاستمتاع بالحياة بمساعدة بعض المهارات الأخرى بجانب العلاج النفسي ومنها علي سبيل المثال التفريغ عن المشاعر باستخدام الرسم أو ممارسة انشطة رياضية ، تربية حيوانات اليفة والاعتناء بها أوالتدريب علي المشاركات التدريجية والانخراط الاجتماعي ممالا يقضي علي الاكتئاب نهائيا .
-التدريب الجيد علي تمارين الاسترخاء يساعد كثيرا في التخلص من المشاعر الاكتئابية وذلك من خلال الاسترخاء التخيلي أو الاسترخاء العضلي فكلها مفيدة حيث انها تعيد برمجة الصور الذهنية السلبية والتخلص من القلق المزامن للاكتئاب .
-من المفيد جدا أذا توافر جلسات علاج نفسي جماعي حيث ان العلاج النفسي الجماعي من الأساليب الهامة التي تساعد علي التفريغ الوجداني والتخلص من المشاعر الاكتئابية وتزيد من سرعة العلاج النفسي اي توفر المال والوقت والجهد .
-ملحوظة – في مثل الحالات المشابهة لحالاتك قد تنتابك بعض المشاعر السلبية اثناء العلاج تجاه المعالج وتراودك افكار التوقف عن العلاج لذا يجب عليك الحرص حيث ان ذلك ما يسمي في العملية العلاجية المقاومة وفي هذه الحالات من الجيد الاستمرار في العملية العلاجية والالتزام بالتعليمات حتي يستمر التعافي وتمنع الانتكاسة بمشيئة الله تعالي .
-تقديري واحترامي