728 x 90



img

حلقة جديدة من سلسلة البرامج التفاعلية المعززة للصحة النفسية الهادفة إلى مواجهة الحصار الظالم الذي تتعرض له البلاد أطلقتها جمعية أصدقاء الصحة النفسية «وياك» مساء الأربعاء الماضي على صفحاتها بمواقع التواصل الاجتماعي، وذلك من خلال تقنية البث المباشر قام خلالها الداعية والمرشد النفسي المجتمعي د. عايش القحطاني بتقديم محاضرة بعنوان «ادفع بالتي هي أحسن» والذي يقوم على أساس قوله تعالى:«وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ، وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إلا ذُو حَظٍّ عَظِيم».
وقال إن المختصين في ميدان الصحة النفسية يوصون دائماً بخُلق التسامح لما له من دور كبير في سلامة الصحة النفسية والجسدية لمن يتحلى به؛ فتحدَّث عن دراسة طُلب فيها من المشاركين استدعاء موقف إساءة حدث لهم فعلياً، ووقد اتسمت استجابتهم فيه إما بالتسامح أو عدمه، بعد ذلك تم قياس التغيرات الفسيولوجية الجِسمية المصاحبة لاستدعاء مواقفهم؛ فكانت النتيجة أن المشاركين الذين اتسمت استجاباتهم في هذا الموقف بعدم التسامح، أظهروا تغيرات فسيولوجية سلبية، وقد رافقتهم هذه التغيرات طوال فترة إجراء التجربة، في حين مكث الذين اتسمت استجاباتهم بالتسامح يتمتعون بوضعهم الإيجابي طوال فترة سريانها، وقد فسر القائمون على الدراسة هذه النتيجة ذلك بأن التسامح يحافظ على الصحة من خلال تخفيض الاستثارة الزائدة للجهاز العصبي السمبثاوي، كما نوه المحاضر هنا إلى ارتباط التسامح في عديد من الدراسات بانخفاض معدل ضربات القلب وضغط الدم وزيادة كفاءة الأوعية الدموية. وفيما يتعلق بالارتباط الإيجابي بين التسامح بالصحة النفسية فقد أسفرت نتائج الدراسات عن أن التحلي بالتسامح يحمي الفرد من الإصابة بالاكتئاب، كما تبين أن هناك ارتباطا إيجابيا بين التسامح مع الذات، وخفض نوبات الغضب، وتوكيد الذات وزيادة كفاءة المهارات الاجتماعية والانفعالات الإيجابية، والرضا عن الحياة وتقدير الذات والتفاؤل والسعادة وانخفاض الإحساس بالخزي، وكشفت نتائج دراسات أخرى عن وجود ارتباط إيجابي قوي بين كل من الامتنان إلى الآخرين والتسامح والعافية.
وأشار د. القحطاني خلال محاضرته إلى سابقة الإسلام في بث القيم العظيمة ومنها التسامح لعلاج النفس من أمراضها النفسية والاجتماعية، مستحضراً هنا ما روي عن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- عندما قال لأصحابه - رضي الله عنهم- في أحد المجالس «يطلع الآن عليكم رجل من أهل الجنة.....» فتبعه عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما- ليعرف صنيعه الذي أهله ليكون من أهل الجنة فوجده عادياً فأخبره بما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم في شأنه فقال الرجل ما هو إلا ما رأيت، غير أني لا أجد في نفسي لأحد من المسلمين غِشًّا، ولا أحسدُ أحدًا على خير أعطاه الله إياه، فقال عبد الله: هذه التي بلغت بك.
وأشار القحطاني إلى أهمية العلاج الروحي الشرعي في حل الأزمات النفسية مستشهداً بملاحظة الطبيب النفسي الباكستاني الدكتور محمد شريف والمتمثلة في انخفاض حالات الاكتئاب في شهر رمضان، وكذلك عندما عالج (64) مريضاً بالاكتئاب؛ حيث وقسمهم إلى مجموعتين ضمت كل واحدة (32) مريضاً وقد زود المجموعة الأولى بالعلاج الطبي فقط، في حين زود الثانية بالعلاج الإيماني ومنه قيام الليل(التهجد) بين الساعتين (2-4) صباحاً، وذكر الله، وقراءة القرآن، والدعاء والاستغفار، وبعد أربعة أسابيع من هذه التجربة وجد أن 78% من المجموعة الثانية خلص من الاكتئاب في حين تخلص 15% فقط من حالتهم لمن تعرضوا للعلاج الطبي.