728 x 90



التاريخ: 2017-07-22


الإستشارة:

انا اخذ من عشر سنوات تقريبا بروزاك حبتين يوميا بعد فتره طويله من المعاناه من الاكتأب بعد عشرين سنه زواج فاشل ومن يوم اخذت الدواء لبروزاك وانا طيبه من حينها ولا احس با اي اعراض من اعراض الاكتأب السؤال هل بعد هذه الفتره من اخذ الدواء هل له اعراض ممكن ان تلحق بي او يتأثر بها اعضاءي الداخليه كلي قلب كبد وشكرا

الجواب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختي السائلة ، حفظكِ الله ورعاكِ، وحفظكِ من كل مكروه ، و أشكركِ على تواصلكِ مع موقع "وياك" للإستشارات النفسية .
الـ "بروزاك" دواء ممتاز وفاعل ، ولكن خطورة الأدوية النفسية تكمن في تناولها بجرعات زائدة .
أختي الفاضلة حسب اطلاعي فإن آثار الـ "بروزاك" السلبية معروفة جداً، مثلاً أنه قد يؤدي إلى سوء الهضم، في بعض الأحيان قد يؤدي إلى زيادة في القلق، والتوتر بالرغم من أنه معالج أساسي للقلق والتوتر وقد يؤدي إلى بعض السلبيات الجنسية، هذا كله معروف، لكنه دواء ليس له خطورة على القلب، والكبد والرئتين والكلى، وهي الأعضاء الرئيسية في الجسم .
ولهذا أنصح دائماً أي شخص يتعاطى الأدوية بضرورة مراجعة الطبيب الذي يعالجه ؛ فالاستشارة وحدها لا تكفي .
قلتِ في رسالتكِ أن تناولكِ لهذا الدواء أسهم في تحسين حالتك النفسية فداومي على تناوله ولا تقلقي مع الأخذ بعين الاعتبار التواصل مع الطبيب المعالج بعدم إهمال المراجعات الدورية.
كما أنصحك أيضا أن تنوعي العلاج ولا تعتمدي على العلاج الدوائي فقط ، فمن الممكن أن تجربي العلاج السلوكي والعلاج الديني فهو فعال أيضا .
وأول خطوة في العلاج السلوكي أختي الفاضلة هي أن تنزعي الأعشاب والأفكار السلبية والضارة من دماغك ، ونسيان الماضي ، وبدأ صفحة جديدة في حياتك ، فلديك مستقبل زاهر -بإذن الله تعالى- ، كما أدعوك إلى عدم الحزن على ما فاتك ؛ فكل شيء يقع بقضاء الله وقدره ، وأطلب إليك أيضا تغيير نمط حياتك ، وهذا يتطلب منك الحيوية والدافعية، وإدارة الوقت بصورة صحيحة، والتواصل الاجتماعي ولا تعيشي في عزلة ، وعليك الاستفادة من قدراتكِ ومهاراتك ؛ فأنا متأكد أن لديك من القدرات والمهارات ما يجعلك تضعين بصماتكِ في الحياة ، وأنت -إن شاء الله تعالى- حريصة على ذلك.
أما بخصوص العلاج الديني فإن القرآن والسنة فيهما الوقاية والعلاج؛ وهذا من رحمة الله سبحانه وتعالى بعباده أن جعل القرآن شفاء ورحمة للمؤمنين، وسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم رحمةٌ ونعمة، ليفوزوا بالسعادة والراحة في الدارين.

إن للعقيدة أثراً كبيراً في علاج الاكتئاب والوقاية منه، وتتمثل في:
1- الإيمان بالقضاء والقدر: فعقيدتنا نحن المسلمين تمنعنا من الحزن والاكتئاب، وتوجب علينا الرضى بالقضاء والقدر، واعلمي أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك وما أصابك لم يكن ليخطئك.
2- الإيمان باليوم الآخر: إن الذي يؤمن بالآخرة يعلم أن هذه الدنيا لا تساوي شيئاً فهي قصيرة جداً، وإذا فقد شيئاً في هذه الدنيا فيتعين عليه ألا يحزن عليه الحزن الشديد ، ويتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى كافراً منها شربة ماء).
3- الإيمان بأسماء الله وصفاته: لهذه الأسماء والصفات مدلولاتها وأثرها في حياة المسلم؛ فهو الحكيم القادر مالك الملك.
واعلمي أختاه أن الله تعالى عندما يبتلي عبده بالمصائب قد تكون هذه علامة على محبته له ، إن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم، ونؤمن أيضاً بأنه بمجرد حصول المصيبة فإن العبد سيؤجر عليها، إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب.
4- تقوى الله تعالى والعمل الصالح هما وقاية وعلاج للإنسان من الاكتئاب والحزن والضيق، يقول الله تعالى: ((مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ))[النحل:97].
5- كثرة الدعاء والتسبيح والصلاة، واللجوء إلى الله تعالى؛ ليكشف هذا الضر، وهناك دعاء مأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهو دعاء علاجي: (اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ............) إلخ.

واعلمي أختي الفاضلة أن باب الأمل مفتوح، وهذا يبعد عنك الحزن والاكتئاب، وحاولي أن تبتسمي للدنيا ولا تحزني على ما فاتكِ، ولا تفرحي بما آتاكِ، واعلمي أن مع العسر يسراً ((إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا))[الشرح:6].
شفاك الله يا أختي وعافاك .

وبالله التوفيق


د. العربي عطا الله قويدري

إستشاري في الإرشاد النفسي والأسري

استبيان

هل لغة المستشار واضحة وسهلة الفهم؟

نعم لا نوعا ما

هل ترى أنك حصلت على الجواب الكافي؟

نعم لا نوعا ما

هل شعرت بالارتياح بعد حصولك على الاستشارة؟

نعم لا نوعا ما

هل احتوت أجوبة المستشار على خطوات عملية سهلة التطبيق؟

نعم لا نوعا ما