728 x 90



img

نجد اليوم أن معظم أبناؤنا ورغم ذكائهم العالي والحداثة التي يعيشون فيها، يحاولون الابتعاد شيئا فشيئا عن الكثير من القيم التي نتحلى بها لدرجة أن بعضهم أصبح يعتبرنا جيلا هرما بعيدا عن الدنيا وما يحدث فيها، وهذا كله نتيجة لتغيير الكثير من مفاهيم المجتمع.
وكم نحن بحاجة لتغيير الكثير من المفاهيم الخاطئة التي أدت لضياع الكثير من أبنائنا، وأصبح واجبنا جميعا أن نقف وقفة رجل واحد لتصحيح تلك المفاهيم وزرعها من جديد في نفوس أبنائنا من أجل بناء مجتمع صالح.
فالأسرة هي المسؤولة الأولى عن تربية الأبناء عبر محاولتها غرس القيم الإيجابية في نفوس أفرادها وقلع القيم السلبية -إن وجدت- بأساليب مختلفة كالنصح والإرشاد أو المناقشة والحوار أو القدوة بحيث يقدم الآباء صورا مشرقة من الأفعال والأحوال يتشرب الأبناء من خلالها القيم, وأن ما يقوم به الآباء من سلوك خلقي
هو أكبر مشجع للأبناء على أن يقتدوا بهم ويغيروا من سلوكهم واتجاههم وبذلك تنمو في نفوسهم القيم النبيلة لا سيما أن الأبناء يقضون في البيت فترة أطول مما يقضونها في المدرسة أو مع أصدقائهم.
فنحن نربي أبناءنا تعبدا لله تعالى بأداء حقه هذا علينا؛ فالانشغال بتربية الابن عبادة أحب إلى الله من بعض العبادات كما روى الترمذي عن رسول الله « : أن يؤدب الرجل ولده خير من أن يتصدق بصاع : ..» قال الإمام الغزالي « فالصبي أمانة عند والديه فإن عود الخير وعلمه نشأ عليه وسعد في الدنيا
والآخرة أبواه وكل معلم له ومؤدب ،»
وإن عود الشر وأهمل إهمال البهائم شقي وهلك وكان الوزر في رقبة القيم عليه والوالي له، فالتقصير في تربية الابن إذا وزر وإساءة وتقصير في حق
الله وحق الابن.
كما أننا بالتربية نعلم أبناءنا علما ينفعهم ونساعدهم على العمل به فالتربية صدقة جارية وأعمال أبنائنا هي ثمرة تربيتنا.. هذه بعض النيات الخالصة التي تحركنا لتربية أبنائنا هي التي تجعلنا نهتم إلى حد كبير بسلوكيات أبنائنا وإلى أين تسير هذه السلوكيات؟
تحديات العصر الذي نعيش فيه تجعلنا في حاجة شديدة إلى التزود بالقيم الأخاقية والسلوكيات الحميدة لمواجهة التحديات التي تكاد تعصف بكل ما غرس فينا من قيم ومبادئالأخاق ونحن هنا نهتم بتنمية الأخاق وتعديل السلوكيات والتربية الأخاقية وتعني التربية الأخاقية أساليب تربية الطفل على المبادئ السامية والفضائل السلوكية والمشاعر الوجدانية التي يكتسبها الطفل منذ صغره ويصبح فرد ذا شخصية متكاملة سوية.