728 x 90



التاريخ: 2017-06-30


الإستشارة:

أنا فتاة لي من العمر (13) عاماً ، أعاني من حالة اكتئاب وشعور بالوحدة تدفعني لأن أكلم نفسي ، لأن أهلي لا يستطيعون فهمي ، كما أنني اشعر بأنهم لا يحبونني ، أحياناً أقضي ليلي باكية وفي حالة خوف شديد.
تعرضت طوال الفترة عندما كان عمري بين (5- 8) سنوات لتحرش من قبل ابن خالي ، وعندما أتذكر ذلك ينتابني البكاء وأتمنى الموت أو الرحيل تاركة كل شيء خلفي.

الجواب:

غاليتي ... أشكر لك ثقتك ، وتوجهك لجمعية أصدقاء الصحة النفسية ( وياك ) ,ويسرنا أن نمد لك يد العون للتعامل مع هذه المشكلة أو هذا التحدي -كما أحب أن اطلق عليه-
أنت الآن أمام تحدٍ سوف تتمكنين من التغلب عليه في وقت قياسي طالما أن لديك الرغبة في ذلك ، وأحب في بداية الأمر أن أطمئنك أنك -بإذن الله- ستتجاوزين هذه المرحلة والسبب في ذلك أنك تشعرين بالضيق حالياً وتطلبين المساعدة, وطلب المساعدة في حد ذاته يعني الاعتراف أن هناك ما يزعجك ، وكذلك يعني رغبتك في إيجاد حل لتكون حياتك أفضل, لذا سأقترح عليك عدة أمور مع شرح بعض الأشياء لتتمكني من فهم المشكلة أو التحدي , كما سأذكر ماهي الطريق الأمثل للتغلب على هذا التحدي وذلك على النحو التالي:
1- انت حالياً تمرين بمرحلة تسمى المراهقة : وهذه المرحلة يحدث فيها الكثير من التغيرات الجسدية والنفسية والعقلية، والتي تؤثر على الإنسان , لذا فإن ما يحدث من تغير على جسدك قد يزعجك من غير أن تدركي ,هذه التغيرات تدل على أنك على أبواب البلوغ، وهو أمر جميل وهو يعني أنك ستصبحين عنصراً مهماً في المجتمع؛ فالمرأة الصالحة هي كل المجتمع, أما التغير النفسي فهذا أمر طبيعي ستشعرين فتره بالحزن وفترة أخرى بالفرح , ومرة ترغبين في الخروج ومرة لا تريدين مشاهدة الناس, هي فتره وستتجاوزينها فلا تقلقي , احرصي فقط على المحافظة على وضوئك دائماً و أن تصلي الصلوات في أوقاتها لأن ذلك سيخفف من حدة هذه المشاعر ؛ فالقرب من الله يريح النفس , وتذكَّري أن الله مع العبد إذا كان العبد معه سبحانه وتعالى , لذا أكثري أيضاً من الاستغفار و التكبير وسترين عجباً في نفسك, فقط كوني واثقة أن الله معك، وأن ما يحدث من تغيير في جسمك ونفسك هو أمر طبيعي ولن يطول -بإذن الله-
2- بخصوص أسرتك ومدى حبهم لك : فأنا لا أعرف ما يحدث في المنزل , أو ما جرى فأوحى لك بأن أسرتك لا تحبك , لكن كوني على ثقه أنه لا يوجد أهل لا يحبون أبنائهم , قد يكونوا مشغولين بأمور الحياة، أو توجد عليهم التزامات كثيرة تجعلهم بعيدين عنك فترة , لكن كوني على ثقة أنهم في قرارة أنفسهم يحبونك , قد لا يستخدمون عبارات الحب و الدلال كثيراً كما تتمنين لكن ثقي أنهم يحبونك , أنا لا أبرر جفائهم أو عدم إظهار حبهم لك , فالوالدين مطالبين أن يعلنوا حبهم لأبنائهم بالكلمات و المشاعر وكل الطرق الممكنه ليعرف الأبناء أنهم محبوبين, لذا أنا أرى أن تبادري انت بخلق أجواء محببة جميلة من خلال المداعبات والضحك , الجلوس في أحضان والدتك و الحديث معها , تقبيل رأس والدتك ووالدك كل يوم عند عودتك من المدرسة أو الاستيقاظ من النوم , فهذا كفيل بزرع حبك في قلوبهم ,قد تجدي صعوبة في البداية نظراً لعدم قيامك بذلك سابقاً, لكن ثقي أنك بعد فتره ستشعرين بالسعادة لأن مشاعرك ستنتقل لهم، وبالتالي ستصبح متبادلة , فقط بادري ولا تنتظري.
3- المظهر, أنت الآن في طور النمو وتشعرين بالإنزعاج و الوحدة: حاولي أن تشغلي نفسك قليلاً في اختيار مظهر جميل و مختلف عن السابق وذلك لأن التغيير في المظهر ينعكس بالإيجاب على النفس و المزاج , اختاري الوان مختلفة عما ترتدينه حالياً من ملابس ، و احرصي على أن تكون هادئة وناعمة , ومحتشمة ولا تصف جسدك وغير شفافة, فالفتاة الجميلة هي من تحتشم وتستر جسدها عن الآخرين حتى أسرتها , واحرصي على العناية بنظافتك الشخصية من خلال الاستحمام يومياً, فهذه المرحلة العمرية من أبرز ما يحدث فيها تغيرات الهرمونات والتي تتسبب في تغير رائحة الجسد , وهذه الرائحة قد تعكر مزاجك وتضايقك من غير أن تشعري, لذا فإن النظافة الشخصية اليومية أمر مهم وستجدين الفرق واضح إذا حرصتِ على الاستحمام يومياً وليس الاقتصار على ارتداء لملابس الجميلة و المريحة فقط.
4- الصداقات, أنتِ في مرحلة عمرية جميلة : فاحرصي خلالها على إيجاد صداقات حقيقية , ليس المهم العدد بل النوع , بمعنى أن تكون لديك صديقتان حقيقيتان يساندنك على الخير ويحبون مصلحتك كما أنك تحبين لهم الخير لهما وتحبين مصلحتهما , وهذا أفضل بكثير من أن يكون لديك خمسة أو ستة صديقات لا يقدرن مشاعرك أو لا يتواصلن معك إلا لمصلحتهن، أو يحرضنك على السلوكيات غير الجيدة , ووجود صديقة مقربة يسهل عليك أن تتحدثي معها وتذكري لها ما يضايقك وبالتالي تساعد في التخفيف عنكِ , فاحرصي على هذا الأمر.
5- استثمري وقتك بالاطلاع والقراءة في كتب تناسب عمرك : فالإطلاع والتصفح يثقف النفس ويزودك بكلمات ومفردات كثيرة بأمكانك استخدامها في حديثك مع الآخرين , كما أن الاطلاع سيستثمر وقتك في أمر ايجابي للمستقبل, حيث سيتفتح عقلك ويصبح لديك فهم اكبر للأمور.
6- خصصي وقتاً للجلوس مع نفسك : وذلك بهدف محاسبتها , ماذا فعلتِ طوال اليوم , هل هو صحيح أم خطأ, تفكَّري في المواقف سواء كانت سلبية أم إيجابية, فهذا سيكسبك مهارة فهم ما يجري معك ومهارة فهم المشكلات وتقييم طريقة التعامل معها .
7- تعرضك للتحرش في عمر صغير: إذا كنت تشعرين أنه يمكنك الحديث مع والدتك في هذا الموضوع , فإن ذلك سيخفف عنك نفسياً, أما في حال عدم قدرتك على فتح هذا الموضوع معها فكوني على ثقة أنك تستطيعين التغلب على ما حدث سابقاً , وتذكري أن ما وقع لك حدث عندما كان سنك صغيراً لم تدركي معه الصواب من الخطأ أو الحلال من الحرام, و أنتِ الآن في مرحلة عمرية تمكنك من إدراك كل ذلك.
وينبغي عليكِ أيضاً أن تعلمي أن ليس كل الناس كابن خالك هذا أمر, والامر الآخر أنك أصبحت الآن مدركة و واعية ، ولديك طموح وحياة مستقبلية ستنطلقي لتحقيقها , لا تدعي ما حدث في الماضي يعكر مزاجك , فذاك أمر حدث ولن يعود إلا إذا انتِ اردتِ ذلك, فلا تكوني حبيسة ذلك الماضي الذي من شانه أن يضيع عليك حاضرك , كما أنك الآن أصبحتِ كبيرة ولن تسمحي بالتأكيد لأحد أن يتعرض لك ,عيشي حياتك وابدعي , تخيلي صورتك بعد تخرجك من الثانوية العامة وتدخلين الجامعة , ارسمي حياتك ولا تدعي الماضي يرسمها لك, وكوني على ثقة أنك تستطيعين ذلك فأنتِ طموحه وتحبين الحياة الجميلة وترغبين في تحقيق الأفضل.
8- كوني متفائلة فالحياة جميلة ،وفيها الكثير من الذي يمكنك الاستماع به, -لله الحمد- أنك لست مريضة أو معاقة, تعيشين مع والديك في منزلك وليس في مؤسسة أيتام أو دار رعاية, تعيشين في بلد آمن وليس بلد يعاني من الحروب, أنك مسجلة في مدرسة وتتعلمين وتجدين طعامك وشرابك ولست مشردة, كل هذه النعم توجب الحمد والشكر لله و التفاؤل , لأن الله معنا و قد أنعم علينا بالخير الكثير, لتثقي بأن القادم أفضل و أجمل بإذن الله.
9- المشاركة في الأنشطة الصيفية أو المراكز الثقافية: هل يوجد لديك فرصة للتسجيل في هذا النوع من الأنشطة ،أرجو أن تناقشي الموضوع مع والديك ؛ فالمشاركة في مثل هذه الأنشطة تنمي الشخصية وتكسب مهارات عدة منها مهارة التعامل مع الآخرين ,مهارة تكوين العلاقات وغيرها من المهارات التي تطور شخصيتك , كما أن المشاركة في مثل هذه الأنشطة تساعدك على تكوين الصداقات.
10- ممارسة النشاط الرياضي : إن ممارسة الرياضة ستساهم كثيراً في تحسن مزاجك وشعورك , وممارسة الأنشطة الرياضية خارج المنزل في نادٍ رياضي يعدُ أمراً جميلاً إن تسنى لك ذلك , لكن في حالة عدم توفر هذا الأمر, فيمكنك ممارسة أنواع منها داخل المنزل ومن ذلك رياضة القفز بالحبل ,قيادة الدراجة او المشي في الساحة الخارجية للمنزل, ستشعرين بالفرق لو حافظتِ فترة على ممارسة الرياضة ,فمن شأن هذا النشاط أنه يدخل هواءً نظيفاً للجسم ، كما أنه يمد الجسم بالطاقة والنشاط الرياضي من شأنه أيضاً رفع الروح المعنوية.


ظبية المقبالي

مرشدة دعم نفسي

استبيان

هل لغة المستشار واضحة وسهلة الفهم؟

نعم لا نوعا ما

هل ترى أنك حصلت على الجواب الكافي؟

نعم لا نوعا ما

هل شعرت بالارتياح بعد حصولك على الاستشارة؟

نعم لا نوعا ما

هل احتوت أجوبة المستشار على خطوات عملية سهلة التطبيق؟

نعم لا نوعا ما