728 x 90



التاريخ: 2017-06-25


الإستشارة:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة لي من العمر (19) عاماً أعاني هذي الفترة من قلق وتوتر وأحس أن ذاكرتي ضعفت ولم تعد كالسابق ، لدرجة أنني صرت أنسى أشياء بسيطة لا يتعين نسيانها ، كما أنني صرت أجد صعوبة شديدة في النوم وأشعر بقلق كبير دون سبب ، وثمة شيء جاثمٌ على صدري.. كما أحس بتعب شديد وضيق في التنفس كل هذا صار يدفعني للبكاء ، لا أجد راحة في حياتي .
فهل يمكنني الخروج مما أنا فيه بطريقة طبيعية دون اللجوء إلى الأدوية لأنني سمت عن الأعراض الجانبية لبعض أنواع هذه الأدوية ومنها الإدمان؟

الجواب:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أختي السائلة ، حفظكِ الله ورعاكِ، ووفقكِ لكل خير، كما أشكركِ على تواصلكِ مع موقع "وياك" للاستشارات النفسية .
اعلمي أختي أنَّ كل إنسانٍ لديه أملٌ مشرقٌ فلا ينبغي عليه أن يحزنَ أو يقلقَ أو يكتئب، ولا يلجأ إلى التوتر وفقد الثقة من الحياة الجميلة ، بل يكون صامداً أمام العقبات والمشاكل التي تُواجهه.
والأمرُ الذي حدثَ لكِ سببهُ الأول والأخير هو ضعفٌ في الشخصيةِ، فتتراجعين إلى الخلف، وتنسحبين، وتلجئين إلى الحزن والقلق والضيق، بعد تلك العزلةُ والانطوائية، وما من شأنه تضييع مستقبلك.
قد تكون الفترةَ التي تعيشينها الآن هي فترةُ المراهقة المتأخرة والتي تبدأ في سن العشرين وتتواصل إلى الثلاثين عند كل من المرأة أو الرجل ، وفي هذهِ المرحلة تكثرُ التَّقلبات النَّفسية والجسدية والمزاجية والفكرية وحتى الاجتماعية، وكذلك تزدادُ هنا الوساوسُ القهرية لمن لديهم الاستعدادَ لذلك، وقد تكونين قد تعرضت لنوع من التَّغيُّرِ البيولوجي والكيميائي، وهذا التَّغيُّر يتعلّقُ بما يُعرف بالموصلات العصبية أو الناقلات العصبية، وهنالك عدَّةُ موادَ كيميائية أهمّها المادة التي تُعرف باسم سيرتونين.
لا شكَّ أنَّ الوساوسَ تولِّدُ الإحباطَ ، كما أنها تولِّدُ الاكتئاب، وتجعلُ صاحبها يفقدُ الكثيرَ من تفكيرهِ الإيجابي، وينصبُّ كل فكرهِ نحو السَّلبيةِ والتَّشاؤم، فيرى الماضي مُظلماً، ويرى المستقبل مُبهماً، ويرى الحاضر فاشلاً، هذا هو التَّصور الاكتئابي المرتبط بالوساوسِ القهرية.
أنتِ محتاجةٌ إلى أن تقدِّري ذاتكِ، ومعرفةُ الإنسان لقدرِ نفسه هي منبعُ ثقته، وتقديرُ الذَّاتِ هو عمليةٌ ديناميكية لما يجري في العقلِ والجسدِ من عمليات، وما يقومُ به الإنسان من تصرفاتٍ وسلوك.
وهذهِ السُّلوكيات (عدم تقدير الذات) التي تصدرُ منكِ يبدو أنَّ الأفكار السَّلبية قد طغت عليكِ وأخذت حيزاً كبيراً في تفكيركِ، ولم تتركِ مجالاً للأفكارِ الإيجابية، وهذا ما يُؤدي بكِ إلى العزلةِ، والضَّعفِ وعدم القدرةِ على مواجهةِ الآخرين، والتأثر بأي انتقاد قد يوجه إليكِ.
أولاً وقبل كل شيء يجب عليك أن تعطي لذاتكِ الحقّ، وتعرفي قيمتها، وهذا التقديرُ لابدَّ أن يكون عالياً حتى تتغلبي على الحساسيةِ المفرطة.
وهذا الضَّعف الذي تعيشنه قد يولدُ لديكِ القلق ايضاً، وهو شعورُ الإنسان بعدمِ الرَّاحةِ تجاه شيءٍ ما يمكنُ أن يحدثَ ، أو خطرٌ محدق يخافُ منه ؛ فيشتتُ ذهنه، ويُضايقهُ، ويُقلقُ منامه، ويُعكِّرُ صفوه ، والقلقُ الشَّديد والذي يعتبرُ مرضاً يعتبرُ عدوّ النَّجاحِ والوصول إلى الهدفِ المنشود، بخلافِ القلقِ البسيط الذي يجعلُ الذِّهنَ متفتحاً ومنتبهاً لما يدور أمامه.
حاولي أن تواجهي هذا القلق والإكتئاب بقوَّةِ الإيمان، وقوَّةِ اليقين والاعتقاد، وإذا كنتِ تعيشينَ حياةَ الخوفِ والعزلة، فإنكِ ستظلينَ أسيرةً للقلقِ والحزنِ طوالَ حياتك، وتُفني عمرك في الأوهام، فبادري بالانطلاق، ولا تفكري في شيء، وأبعدي عنك القلق والخوف، وعيشي حياتكِ بعيداً عن التوتر.
أما بالنسبة لسؤالك عن العلاج بالأدوية فأنا أفضل أن تستخدمي هذه الخطوات أولاً ، مع عمل جلسات إرشادية نفسية مع أحدى المختصات في العلاج النفسي الإرشادي ، ومن خلال الجلسات الإرشادية تستطعين -بإذن الله تعالى- أن تفرغي الشحنات السلبية واستبدالها بالشحنات الإيجابية .
أما بخصوص مضار الأدوية ، فبالتأكيد كل دواء له تأثيرجانبي إذا أسيئ إستخدامه ، أو تم الإفراط فيه بدون إذن الطبيب المختص ، ولكن غالب الأدوية النفسية لها مردودها الإيجابي بإذن الله تعالى ، ولكن أنت الآن لا تستلمي للعلاج الدوائي واتركي التفكير فيه فحالتك لا تستدعي العلاج الدوائي وإنما العلاج الإرشادي ، والتغيير يبدأ منك فتوكلي على الله وإنطلقي ولا تيأسي .
وهناك خطوات من خلالها تستطيعينَ أن ترفعي من شأنِ ذاتك، وهي:
1- يجبُ أن تعمقي بالله، فإنَّ الطاقةَ الإيمانية هي ذلك النُّور الإلهي العجيب الذي إن استعنتِ به فلن يخذلكِ، وهذا النُّور هو الذي يمدّكِ بالقوةِ الجسمانية في بدنكِ، والسعة في رزقكِ، والبركة في حياتك، ويزودكِ باليقينِ والثقةِ بالنَّفسِ، والطَّمأنينة والراحة النَّفسية، والسعادة الأبدية.
2- حاولي أن تواجهي هذهِ المشاكل التي تعيشنها سواءً كانت في المدرسةِ مع صديقاتك أو في البيت بقوَّةِ التَّقبل والمناقشة، والتفكيرُ في الحلول، وكوني صلبةً بدلاً من الهروبِ واللجوءِ إلى البكاءِ والحسرة.
3 - يجب أن تكوني حيويةً، وعندك عزيمةً وقدرةً على مواجهةِ ما يعترضك، وتحبينَ العملَ، ولديكِ الحماسَ والدَّافعية والميل إلى التغييرِ والتَّطويرِ، ويجبُ أن يكونَ هدفكِ في الحياةِ واضحاً لا غموضَ فيه.
4- يجب أن تكوني إيجابيةً متفائلة، بعيدةً عن الإحباطِ واليأس، وحاولي دائماً أن تقبلي على الحياة بتصميم ، دون أن تضعفي أمامَ المشاكل.
5 - كوني اجتماعية، وابتعدي عن العزلةِ والانطوائيةِ، وحاولي أن تستمعي إلى الآخرين، وتؤثري فيهم، وتحبي الخير للجميع.
6- مارسي تمارينَ الاسترخاء؛ فهي تخففُ عنكِ من وطأة القلقِ والحزن، ويجب أن تختاري مكاناً هادئاً بعيداً عن الضوضاء.
7- أنصحك بعمل جلسات إرشادية مع إستشارية نفسية من أجل تخفيف القلق والوتر والحزن .
9- دائماً قومي بإعطاء رسالة إيجابية إلى عقلكِ الباطني أنَّكِ إنسانةٌ ناجحةٌ في حياتكِ، ولا تلتفتي إلى الأفكارِ السَّلبية؛ فالإنسانُ الناجحُ دائماً تواجههُ عقبات، ولكن يستطيعُ أن يتغلبَ عليها ويتجاوزها بقوَّةِ إيمانه ويقينه بالله تعالى، ثم بإرادتهِ وعزيمتهِ القوية.
10- حاولي ممارسة التمارين الرياضية ، كأن تلتحقي بأحدى النوادي الرياضية النسائية من أجل الحفاظ على توازن النفس والجسم .

وبالله التوفيق.


د. العربي عطا الله قويدري

إستشاري في الإرشاد النفسي والأسري

استبيان

هل لغة المستشار واضحة وسهلة الفهم؟

نعم لا نوعا ما

هل ترى أنك حصلت على الجواب الكافي؟

نعم لا نوعا ما

هل شعرت بالارتياح بعد حصولك على الاستشارة؟

نعم لا نوعا ما

هل احتوت أجوبة المستشار على خطوات عملية سهلة التطبيق؟

نعم لا نوعا ما