728 x 90



التاريخ: 2017-06-22


الإستشارة:

السلام عليكمانا فتاة ابلغ من العمر ١٩ سنة تعرضت منذ طفولتي عندما كنت ابلغ من العمر ٨ او ٩ سنوات على ما اعتقد للتحرش الجنسي من عدة اشخاص.. منهم اخي الاكبر ثم سائق بيتنا (عدة مرات) ولا اعلم ان كنت احلم ام لا ولكن ايضاً صديق ابي.. بالطبع مرت ٩ سنوات ولكن لا يخلو يوم من التفكير بما حصل.. تمر بعض الايام التي احاول ان الهي نفسي فيها بالتحدث مع صديقاتي والضحك ومشاهدة الافلام المضحكة او ما شابه ذلك ولكن ارجع وافكر فيما حصل لي! اخي.. اخي الاكبر تعرضت للتحرش منه عدة مرات وايضاً منذ فترة ليست بطويلة.. قبل عدة سنوات. اصبحت لا استطيع النظر لاخي بالرغم من انه يتحدث معي ويضحك واتحدث معه ولكن فجأة اشعر بكره له واذهب ولا اعلم ان كان يشعر او يتذكر ما فعله لي..! فبعد ان كبرت واصبحت واعية بهذه الامور اصبحت مشكلتي اثقل علي.. لا استطيع وصف شعوري.. لسنوات عدة كنت اقوم بالعادة السرية ولم اكن واعية وتوقفت بعدها.. اصبحت اخاف من الاختلاط او الجلوس مع اي رجل واتوتر من وجود اي رجل حولي.. لا اريد ان يؤثر هذا الامر على حياتي في المستقبل واريد ان اعيش حياة سعيدة! انا احاول وبكل ما فيني من قوة ان انهض وان اكون قوية ولدي اصرار على ان اتخطى ما حصل لي ولكن اريد حلاً او طرق تساعدني في تخطي مشكلتي تماما والعود

الجواب:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
أختي السائلة حفظكِ الله ورعاكِ، وقوَّى إيمانك وعزيمتك، وكل عام وأنتم بخير، كما وأشكر لكِ تواصلك مع موقع "وياك" للاستشارات النفسية .
أريدكِ أن تعتبري نفسك قد ولدت من جديد ، وبالتالي عليك أن تقومي بإلقاء كل ما مر بك ألقيه في سجلات الماضي .
أريدك أن تُغلق أسوار ذلك الماضي، ولا تلتفتي إلى الوراء أبداً؛ فالرجوع إلى الخلف لن يقدّم ولن يؤخر شيئاً، بل يزيدك قلقاً وحزناً، فالذي تعرضت له في صغرك اعتبريه خطأً أو زلّة وقعت بها، ولن تعودي إليها أبداً مرةً أخرى، وهذا إن تحقق لك فسيكون دليلاً على قوةِ شخصيتكِ؛ لأن الاعتراف بالذنب يقوم به صاحب الشخصية القوية الذي يتحدى كل الصعاب والأخطار، ويثبت وجوده في الواقع، ولا شك أن بعض المواقف والمشاهدات قد تذكرك بالطفولة، ولكن حاولي أن تمسحي هذه الذكريات المحزنة من دماغك، واقلعي هذه الأعشاب الضارة من حقل حياتك، واستبدليها بالأعشاب النافعة؛ بالأفكار الإيجابية التي تُساعدكِ على الراحة والاطمئنان، وسمو النفس.
الشيء الذي تتعرضين له الآن هو ما يُسمى في التحليل النفسي باضطراب الكرب بعد الصدمة، وهذا الاضطراب يأتي بسبب صدمةٍ مادية أو نفسية، أو كلتيهما، وأحياناً بسبب تعرضٍ لأذى بدني بليغ، أو اعتداء جنسي، أو تهديدٍ نفسي، وهذا الاضطراب يزول - طبعاً- إما بمراجعة طبيبٍ نفسي، أو أخصائيٍ نفسي، يجري لكِ جلسات إرشادية، بالإضافة - كما ذكرت لك سابقاً- أدعوك إلى تهميش الحادثة، ونزعها من دماغك، والابتعاد عن مواجهة الشخص الذي كان سبباً في ذلك، وتثبتين له من خلال سلوكياتك أنك شخصٌية سوية، تستطيعين أن تتغلبي على الصدمات والمشاكل.
فقوِّ ثقتك بالله، ثم بنفسكِ، واعلمي أن ذلك من المقومات الرئيسة لاستثمار الإنسان أفضل ما لديه من طاقات وإمكانات، فأنت لديكِ طاقة كامنة؛ وإرادة، وعزيمة، تحتاج إلى من يحركها، واسمع هنا إلى قوله تعالى: "وفي أنفسكم أفلا تبصرون" (الذاريات:21)
كما يتعين عليكِ بذل المزيد من الجهد، والأخذ بالأسباب، ثم التوكل على الله، فالنجاح لا يأتي جزافاً ، بل لا بد لنا من دفع ثمنه ، وبلا شك صاحب الإرادة والعزيمة القوية يصل إلى القمة، ويرتقي سلّم المجد، وعلى العكس الذي ليس له إرادة ولا عزيمة، فلا يمكن بحالٍ من الأحوال أن يتقدم ولو خطوة إلى الأمام؛ لأنه مصابٌ بالإحباط، والكسل، والفتور، والتسويف، ولصوص الطاقة مهيمنة عليه.
واسمعي - أختي الفاضلة - إلى قول الإمام ابن القيم -رحمه الله تعالى-: "النفس فيها قوتان: قوة الإقدام، وقوة الإحجام، فحقيقة الصبر: أن يجعل قوة الإقدام مصروفةً إلى ما ينفعه، وقوة الإحجام إمساكا عما يضره"
وأنا أريدكِ أن تتقدمي، فتقوية العزيمة والإرادة يكون بالحركة لا بالجمود، وينبغي عليكِ هنا أن تتحدي الصعاب، وتنسي مرارة الماضي، وتفتحي صفحات جديدة من حياتك، وتنطلقي نحو الأفضل، وتخرجين من عزلتك، ولا تهمشي نفسك؛ فلديك من المهارات والقدرات ما تخدمي بها نفسك ومجتمعك وأمتك ، ولهذا عليك بإتباع هذه الخطوات التي تساعد في الإستقرار النفسي :
-استعيني بالله ولا تجزع، ولا تحزني، ولا تخافي.
-حاولي تغذّية طاقتكِ العاطفية - وأقصد بها علاقتك مع أسرتك و صديقاتك وجيرانك -، فإن أصابها خمول فسينتقل إليكِ هذا المرض بلا شك، فلا تستطيعين أن تتقدمي خطوة إلى الأمام ، وحاولي أن تُحبي لغيرك ما تحبينه لنفسك، وحرّري طاقتك، وهذا سيخلق لديك طاقةً قويةً في أعماقك، ويجعل منك صاحبة إرادة، معطاءًة ، كريمة سخية على من تحبين، ولا تغرسي في نفسك الخوف والخجل الاجتماعي.
-قرري أن تجتهدي في دراستك وتنجحي بتفوق، وتثبتي للآخرين أنك تستطيعين أن تضعي بصماتك وتُنجزي وتُبدعي.
-حاولي أن تقرّي في نفسك أنك ستقوّي من عزيمتك وإرادتك، فإذا قررت دون تردد؛ فستصلين - بإذن الله تعالى- إلى ما تصبين إليه.
-أيقظي ضميرك؛ فهو جهازك الذي يحركك إلى النجاح، وهو الذي يأمرك وينهاك، وهو الذي يقدمك أو يؤخرك، وهو صوتك الذي ينبعث من أعماق نفسك، فحاولي تصوبيه في الطريق الصحيح؛ كي يُعطيك القوة، والعزيمة، والإرادة.
-حاولي تغذّية طاقتك البدنية بممارسة الرياضة؛ فهي وسيلةٌ لغذاء الجسد والروح معاً.
-لا تبني حياتك على التسويف، ولكن تعلّمي دائماً بأن تقومي بالعمل في وقته؛ فهذا يُعطيك طاقةً وقوةً تُساعدك في التغلب على هذا الإحباط والخوف، ومواجهة الآخرين.
-لا تفكري في الانتقام؛ فلن يُعيد إليكِ هذا شيئًا، وتعلّمي روح المسامحة، واجعلي قدوتك الحبيب - صلى الله عليه وسلم -، فكم أوذي، وضرب، وشتم، ولكنه كان مسامحاً كريماً، ولن يقوى على ذلك سوى أصحاب الشخصيات الفاضلة الناجحة.
-فكري في مستقبلك ودراستك ، وكيف تعملي على بناء أسرة، فالوقت قد حان، ولا تبكِ على الماضي، وعيشي يومك، وخططي لمستقبك، وسترين إن فعلت ذلك كيف سيهدأ بالك، وتسمو روحك، وتعيشين في سعادةٍ واطمئنان - بإذن الله تعالى -

والله ولي التوفيق والقادرعليه


د. العربي عطا الله قويدري

إستشاري في الإرشاد النفسي والأسري

استبيان

هل لغة المستشار واضحة وسهلة الفهم؟

نعم لا نوعا ما

هل ترى أنك حصلت على الجواب الكافي؟

نعم لا نوعا ما

هل شعرت بالارتياح بعد حصولك على الاستشارة؟

نعم لا نوعا ما

هل احتوت أجوبة المستشار على خطوات عملية سهلة التطبيق؟

نعم لا نوعا ما