728 x 90



التاريخ: 2017-06-18


الإستشارة:

السلام عليكم
انا شاب سوري أعيش في تركيا ، شاركت بدورة "علوم القيادة" فأدركت الكثير من الأمور ، وخلال الدورة تعرفت إلى فتاة فنويت الزواج منها ،لكن وبدون سابق انذار تغير أسلوب الفتاة في تعاملها معي ، ثم قمت بتأسيس فريق عمل تطوعي مع مجموعة من الشباب غير أنهم قلبوا علي ، فدخلت في حالة اكتئاب بسبب تحول الفتاة والشباب عني ، بعد فترة اكتشفت أن كل ما مررت به من ضيق كان نتيجة حسد أحد الأشخاص الذين كانوا قريبين مني.
لهذا قررت إجراء تغيير في حياتي ، فبم تنصحوني؟

الجواب:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
أخي السائل حفظك الله ورعاك، وكل عام وأنت بخير ، وأسأل الله أن يقوي إيمانك وعزيمتك، كما أسأله – تعالى أن يفرج عن إخواننا وأهلنا في سوريا وأن يعيد الأمن والإستقرار إلى هذا البلد الطيب ، كما أشكرك على تواصلك مع موقع "وياك" للإستشارات النفسية، ونحن دائماً في مساعدتكم بإذن الله تعالى.
اعلم أنَّ القلقَ هو: شعورُ الإنسانِ بعدمِ الرَّاحةِ تجاهَ شيءٍ ما يُمكنُ أن يحدُث ،أو خطر محدقٍ يُخافُ منه الإنسان، فيشتِّتُ ذهنه ويُضايقه، ويُقلق منامه، ويُعكِّرُ صفوه، والقلقُ الشَّديد الذي يعتبرُ مرضاً يُعتبرُ عدوٌ للنجاح الموصل إلى الهدفِ المنشود، بخلافِ القلقِ البسيط الذي يجعلُ الذِّهنَ متفتحاً ومنتبهاً لما يدورُ أمامه.
لذا فإني أحيي فيك هذه الإرادة على حب التغيير ، ومسافة ألف ميل - كما قيل- تبدأ بخطوة ، وأنت من خلال قراءتي لرسالتك تبحث عن العيش براحة وإطمئنان .
أخي الحبيب ، لماذا الخوف والقلق والحزن ؟!
اجعل إيمانك بالله قوياً ولا تخف، واعلم أنَّه لن يصيبكَ إلا ما كتبَ الله لك، ولا تفكِّر في أمورٍ مجهولةٍ، فتُشغل بالك بها، ألا تعلم أنَّ الخوفَ والقلق لصَّانِ من لصوصِ الطَّاقةِ، وهما يمثلان عائقين يحولان دون تحقيق النَّجاح؛ لأنَّهما يستهلكان جميعَ طاقاتك وقواك، ويجعلانك تركز التفكير في النَّواحي السلبيةِ التي تكمنُ في حياتك، وبدلاً من أن تركِّزَ بالاهتمامِ بأسرتك، فبهذ القلق فأنت تستهلكُ طاقتك فيما لا يُفيد، وتظلُّ تعيش فيما يُحبطكَ ويتسبَب في تأخيرك.
لذا فإني أنصحك باتباع الخطوات التالية، وبإذنِ الله - تعالى- سيذهب عنك الخوف والرهاب والقلق:
1- الدعاءُ والتَّضرع إلى الله تعالى بأن يخففَ عنك ويبعدعنك القلق والتوتر وخاصة في هذه الأيام المباركة من أشهر الحج.
2- استعن بالصلاةِ، وأرح نفسك بها، واخشع فيها.
3- تجاوز هذه الأفكار السلبية ولا تتركها في دماغك ، أطردها ، ومهما حدث من أصدقائك فحاول أن تنساه ، واجعل عندك روح التسامح حتى تطمئن نفسك وتعلو.
4- تخلَّص من الخوفِ بالتعرف على أسبابه، والعمل على حلِّها، ومن ثم التخلص منه إلى غير رجعة.
5- فتِّش عن هدفك واعمل على تحقيقه ، فمن المؤكد أن لديك مشاريع كثيرة في حياتك ، فضع رسالة لحاضرك ورؤية لمستقبلك.
6- ارسم في عقلك الباطن سلوك التَّفاؤل وعدم اليأس، والإيمان به، وبإذنِ الله تعالى سيتحقَّق على أرض الواقع، فكن متفائلاً، وما حدث لك مع الفتاة اجعله في سجل الماضي ، فحياتك لن تتوقف عندها ، ولعل في جفائها لك خير ، " وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُم وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ "
7- أوصيك بأن تكثر من الاستغفارِ، وهذا ما أكده قول الحبيب صلى الله عليه وسلم: "من لزمَ الاستغفارَ جعلَ الله له من كل ضيقٍ مخرجاً، ومن كل همٍّ فرجاً، ورزقه من حيث لا يحتسب".
8- لا ترسم العوائق في وجهك، بل دائماً توقع الأفضل، وأنَّك ستنالُ مرادك بإذن الله تعالى.
9- استبدل الكلمات السَّلبية في حياتك بكلماتٍ إيجابية، وحاول أن تكتبها وتضعها أمامك، لتقرأها صباحاً ومساءً حتى تترسخ في ذهنك.
10- إياك والميل إلى العزلةِ والانطوائية، فلن تقف حياتك على من جفوك حاول أن تشارك الآخرين مناشطهم ، ولا تيأس؛ فالبديلُ موجودٌ إذا تحرَّكتَ وسعيت إليه.
11- حاول أن تجعل لك برنامجاً رياضياً، وخاصة المشي؛ فهذا يُخفِّف عندك وطأة القلق والخوف.
12- دائماً أُترك بابَ الأملِ مفتوحاً ؛ فلا تقنط، و انظر إلى الأمورِ نظرةً إيجابية، وابتعد عن الحزن، وكن متفائلاً لترى الحياة جميلة.

والله ولي التوفيق




د. العربي عطا الله قويدري

إستشاري في الإرشاد النفسي والأسري

استبيان

هل لغة المستشار واضحة وسهلة الفهم؟

نعم لا نوعا ما

هل ترى أنك حصلت على الجواب الكافي؟

نعم لا نوعا ما

هل شعرت بالارتياح بعد حصولك على الاستشارة؟

نعم لا نوعا ما

هل احتوت أجوبة المستشار على خطوات عملية سهلة التطبيق؟

نعم لا نوعا ما