728 x 90



التاريخ: 2017-05-13


الإستشارة:

السلام عليكم والرحمة
أنا طالبة جامعية في السنة الأخيرة خاتمة للقرآن ونشأت نشأة دينية لم يكن لدي أي علاقات بالجنس الآخر طوال فترة المدرسة لكن في السنة الأولى الجامعية تعرفت على احد الشباب وكنت ساذجة للغاية على اساس أننا نتدارس سوياً لكن تطور الأمر بعد ذلك لسلوكيات غير أخلاقية وهذا متوقع لأنه ما اختلى شخصان إلا كان الشيطان ثالثهما وبعد فترة تركته بسبب تانيب الضمير وتبت بكل صدق على اعتقاد بأنها توبة نصوح وكنت أقيم الليل بشكل شبه يومي وأبكي من ندمي واستمريت على هذا الحال قرابة العامين وبعد ذلك جاء إلي أحد الشباب وقال بأنه معجب بي ويريد أن يتزوجني لكن يريد أن يتعرف علي أولاً عن قرب أكثر قبل إعلام والداي ووافقت وهذا كان أكبر خطأ ارتكبه بحق نفسي واستمرينا نتحدث ونتقابل لمدة 7 شهور وللأسف أقولها أنني لم أكن قوية بالشكل الكافي وارتكبت نفس الأخطاء التي ارتكبتها سابقاً بل أكبر وأعظم على اعتبار أنه سيتزوجني فيما بعد وتقدم بالفعل لطلب يدي من والدي ولكن رفضه أبي لإعتبارات اجتماعية وتعليمية وأنه غير كفؤ لي ولعائلتنا وغير ذلك ؛ كان هذا الرفض كالسكين بالنسبة إلي وتأثرت نفسياً بشكل كبير جداً كأنني في حداد ولا آكل وخسرت الكثير من الوزن في بضعة أيام وكنت دائماً أبكيه ، وقف معي في هذه المحنه أحد زملائي في أحد الأندية الطلابية حيث كنت وقتها أرأس منصب في إدارة ذلك النادي في الجامعة فكان دائماً يَشدّ من أزري بأن الله يختار لي الخير ، هذا الزميل على خلق عالي جداً ودين وذو تربية راقية وأصيلة استمرت علاقتي به مدة عام علمني فيها أشياء كثيرة منها جعلني ألا أكونّ علاقة مع أي شاب كان ولا أركب سيارة أحدهم مهما كان في غير وجود محرم لي حتى أذكر أننا خرجنا مرة لتصوير فعالية وأنا وهو ذهبنا إلى نفس المكان لكن أحضر لي تاكسي يوصلني لكي لا أركب معه بالسيارة لأنه لا يجوز ، أيضاّ كان دائماً وشبه يومياً يذكرني ان أختم يومس بركعة الوتر ويحدثني كثيراً عن التوبة ومسامحة الناس وحسن التعامل وغير ذلك من الأمور التي تُعلي من شأن المرء حتي ملابسي كان يحثني على لبس الفضفاض والساتر. وخلال تلك السنة أحببت ذلك الشاب داخلياً لكن لم أصرح له أبداً ولا نية لي بذلك لكن تعلقت به بيني وبين نفسي كثيراً وتمنيته لي حتى ذهبت إلى العمرة ودعوت الله بذلك وندمت على فعلي الخاطئ مع الشاب الذي تقدم لي وذهبت لأحد المشايخ في الحرم وحدثته وقال بأن الله يقبل التوبة حتى من الزاني وأهم شيء التوبة والرجوع لله وهو يمحوا ما قبل.
وقبل شهرين إلتحقت بأحد الدورات وفي تلك الدورة كنا فتاتين وثمانية شبان وبدأ أحد الشباب بالإقتراب مني وكنت متساهلة كثيراً معه وللمرة الثالثة وبعد كل مرة أتوب فيها وأندم أشد الندم رجعت ارتكب نفس الأخطاء كالحمقاء وبعد تلك المرة شعرت بأتنيب ضمير شديد بل والخيانة بأنني أفعل ذلك وفي قلبي حب ذلك الشاب حتى شكيت هل أنا أحبه حقاً فلو كنت أحبه لما سمحت لنفسي بأن أفعل شيئاً مع غيره ؟ أم هل هو فراغ عاطفي داخلي دفعني لفعل ذلك ؟ وقررت أن أذهب لزميلي الذي أكن له حب في قلبي وأسأله هل عنده مشاعر تجاهي وأفصح له عن حبي وكنت أتمنى أن لا يكون لديه مشاعر تجاهي لأنجو من عذاب الضمير وشعور الخيانة داخلي وبنفس الوقت أتمنى أنه يُحبني فلو خيرت بينه وبين زميل الدورة لأخترته طبعاً لكن اتصلت فيه وطلبت منه اللقاء للتحدث في أحد الأمور لكن لسوء حظي كان سيسافر بعد يومين وقال بأن أؤجل الأمر لحين عودته ، بعدها بيوم كنت في الجامعة أشعر بملل فصورت سناب أقول فيها بأنني أشعر بالملل وأريد الخروج مع أحد وانا السناب الخاص بي عام أي يشاهده أي شخص يضيفني ليس فقط أصدقائي فعلق علي أحد زملاء الشاب ذو الخلق بأن صديقي (ذو الخلق) في كتارا فاذهبي معه وقالها من باب الدعابة فأنا قمت بالرد بأنني لا أريد الخروج معه ونعتّه بلفظ (حيوان) من باب المزاح وليس المقصد إهانته فأنا فالأصل على علاقة طيبة معه بل وأحبه سراً.
السيء في الأمر ان ذلك الشاب جعل الشاب ذو الخلق يقرأ المحادثة وطبيعي انه أخذ موقف مني بل حزن وغضب كثيراً وجاء وعاتبني بأنه كيف لي أن أصفه بذلك وقال هل تريدين أن تعتبريني صديق لك أو حتى زميل!! هناك خطوط حمراء لا يمكن ان نمررها وهي الكرامة وعند فقدك لأسلوب الإحترام بيننا لا يمكن لهذه العلاقة أن تتم وقرر بأنه لن يتحدث معي أبداً وقام بعمل حظر لرقمي في الواتس وحتى لا أستطيع الإتصال به بسبب الحظر ، حاولت مراراً وتكراراً توضيح الأمر بأنني لم أقصد إهانته وقدمت اعتذارً كثيراً لكن لم يقبل مني وبالفعل تركني وهذا الأمر يسبب لي حالياً أزمة كبيرة فلا أستطيع نسيانه ولا أنجح في إرضاءه وإقناعه بالعودة إلي وأشعر بالحزن بأنني كنت السبب في إفساد علاقة من أروع ما يكون وخسرت بنفسي شخص أحببته لحسن خلقه ودينه وبره المبهر بأمه حتى ذهبت إلى مكان محاضرته وانتظرته عند سيارته ساعتين في الحر إلى أن جاء وتحدثت معه لكن قال لي أنا أقبل اعتذارك ولا شيء بخاطري ومسامحكِ حتى لا أقف أنا وأنت أمام الله وأقتص منكِ ولأن الله يغفر في شعبان إلا للمتخاصمين فأنا سامحتكِ من باب الأدب ولأن الدنيا قصيرة لا تسوا نحزن ونحقد لكن مستحيل جداً ترجع علاقتنا ببعضنا ولا اتمنى رؤيتك مرة أخرى.
بكيت كثيراً لفقده بل وفكرت جدياً مراراً بالإنتحار بشتى الطرق فلم أعد أطيق الحياة وأختنق جداً ودائماً أذهب لمكان محاضراته أراقبه من بعيد وأبكي حتى أنشأت حساب باسم مستعار لأشاهد ما يحمل من بوستات على مواقع التواصل الاجتماعي ،، أصلي الليل كثيراً وأتضرع لله وأتصدق بنية أن يرده لي
في هذه الفترة أحافظ على أذكاري صباحاً ومساءً وأواظب على صلاة الضحى وقيام الليل والصدقة لأنني شعرت أن الله يعاقبني على أخطائي كما ان الدورة انتهت منذ قرابة الشهر وانتهت معها علاقتي بذلك الشاب لكن اليوم الجمعة كنت خارجة لتصوير احد الأفلام وإذ بي أفاجيء بأن ذلك الشاب الذي كان معي في الدورة يراسلني ويعرض علي مساعدتي في التخطيط لفكرة الفيلم والإعداد لها ولا أدري لماذا وافقت وتقابلنا بالفعل وكنت ادعوا الله وأنا في الطريق بأن لا اتنازل وألا أجعله يلمسني وكنت أرتدي قفازات عمداً لأن لا اعطيه المجال وتحدثنا وفي نهاية اللقاء أصر أن أخلع القفازات بحجة أن الجو حر وأنني لا أخاف فلن يفعل لي شيئاً لكن في نهاية المر حدث!!
الان أنا منهزمة داخلياً من نفسي وأكره نفسي بشكل كبير لإنعدام شخصيتي وتهاوني وتساهلي وأشعر بأنني لا أستحق أحداً ذو خلق لأنني لست كذلك حتى أشك بأنني أحب الشاب ذو الخلق ومن جهة أخرى لا أعلم ماذا أفعل أكثر من ذلك يعني صلاة الضحى والأذكار من يعمل بها يحفظ الله عليه يومه وأنا اليوم صليت الضحى وقرأت الأذكار وسورة الكهف ورغم ذلك لم أصن من المنكرات والفواحش ولا ادري هل يقبل الله توبتي ، أخاف أن يعاقبني الله وتذهب كل أعمالي تلك التي أرجوا بها المغفرة هباءً خاصة بعد ما فعلته اليوم

الجواب:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بداية أتوجه اليكِ بخالص الشكر والتقدير علي هذه الاستشارة والتي اتمني ان استطيع أن أجيب عليها بالرد المناسب:-
وضح لي من خلال عرضك لهذه الاستشارة بها نقطتين يجب التركيز عليهما لحل هذه المشكلة :
الأولى :- هو نمط الشخصية فمن الواضح أنك من الشخصيات التي تحتاج بشدة لأن تعيش حياة رومانسية ، وأن تكوني في حالة من الحب والاحساس بضرورة اهتمام أحدهم بك يشعرك بأنوثتك، وليس في ذلك مشكلة، لكن المشكلة وكما يتضح من عرضك الطويل لاستشارتك أن العلاقات الرومانسية هنا وراءها عوامل نفسية لا شعورية تلعب دورا كبيرا في تكوين تلك العلاقات- وللأسف- فهي تنتهي بأن تكوني عرضة للاستغلال بشكل أو بأخر، وفي نفس الوقت هناك دورة قهرية في سلوكياتك العاطفية( توقف وندم - اشتياق ورغبة في الإحساس بالاهتمام من قبل الأخر - تنازل تدريجي - معاودة الإحساس بالندم) وهكذا، وهو ما يتشابه لحد كبير مع السلوكيات الاشخاص ذوي الافكار الوسواسية القهرية ، أي أنك ببساطة تكونيين في وقت ما مندفعة بفكرة قهرية لا تستطيعين التفكير في عواقبها الا بعد الامتثال لها !!
هناك جانب نفسي آخر شديد الاهمية واضح في استشارتك وهو أن هناك بعض نقاط الضعف في الشخصية، ومنها الإحساس بالذنب وكأن هذا الإحساس هو في حد ذاته أحد العوامل النفسية التي تدفع للتكرار القهري لهذا السلوك وهو تكرار الخطأ كعقاب للذات .
ثانيا : بجانب ما سبق منة الواضح جدا سيادة المشاعر الاكتئابية والتي أعتقد أنها من أنواع الاكتئاب التفاعلي ،والتي تختفي باختفاء الأعراض المؤدية للمشاعر الاكتئابية وهي هنا علي سبيل المثال الدخول في علاقة عاطفية جديدة ومن المحتمل ان يكون أحد العوامل النفسية وراء ذلك هو إحساسك ( بالعزلة والوحدة أو الإحساس بالدونية أو الرفض من قبل الآخر) ما دام ليس هناك علاقة عاطفية في الوقت الحالي .
طريقة العلاج
الطريقة الأمثل للعلاج في مثل هذه الحالات هي
-ضرورة المتابعة مع أحد المتخصصين في العلاج النفسي وعمل التقييم النفسي الشامل لتحديد الصفحة النفسية للشخصية والوقوف على ما إن كان هناك اضطراب نفسي من عدمه ، أو تحديد نقاط الضعف في الشخصية والتي أعتقد أنها لن تخلو من ضعف الثقة بالنفس، ومن ثم تحديد الخطة العلاجية المناسبة . كأن تكون علاج نفسي معرفي لتحديد عوامل الخطورة - الاشتياق وكيفية إيقاف الفكرة الملحة او المسيطرة ، وأعتقد هنا أن الموضوع يحتاج الى التدريب والممارسة فأنت - ما شاء الله عنك- حافظة للقرآن الكريم وعلى مستوى معرفي جيد يمكنك من تمييز الأثر السلبي لهذا النوع من العلاقات المتكررة، أوالخلوة بشخص لا يتعين عليك الاختلاء به .
إن التدريب علي إيقاف الفكرة والسيطرة عليها يمثل إحدى الخطوات المهمة في حل هذه المشكلة .
بالنسبة لموضوع الاكتئاب أعتقد أن اتباع الخطوات السابقة هو في حد ذاته خطوه مهمة في التخلص من المشاعر الاكتئابية ، فكما سبق وذكرنا أن الاكتئاب هنا في هذه الحالة هو اكتئاب تفاعلي يزول بزوال العوامل الاجتماعية المسببة له .
أرجو ان يكون ردي وافياً وأشكرك في النهاية علي العرض الواضح والمفصل للمشكلة .
تقديري واحترامي



د. وائل محمود مصطفى

دكتوراه الآداب في علم النفس الاكلينيكي التجريبي

استبيان

هل لغة المستشار واضحة وسهلة الفهم؟

نعم لا نوعا ما

هل ترى أنك حصلت على الجواب الكافي؟

نعم لا نوعا ما

هل شعرت بالارتياح بعد حصولك على الاستشارة؟

نعم لا نوعا ما

هل احتوت أجوبة المستشار على خطوات عملية سهلة التطبيق؟

نعم لا نوعا ما