728 x 90



img

الحوار يعني تقبل فكرة الآخر بالمناقشة والتفاهم فمتى ما أنصت الزوج لزوجته، وأصغى لها حين تتكلم، وتركها تتكلم بما تحمل في خاطرها من مشاكل حينها سيجد منها قلباً مقبلاً ونفساً حانية وكلاماً طيباً وإنسانة أطيب مما يتصور ومتى ما أتقنت الزوجة فهم زوجها وتكلمت معه بعقلانية وبحنان وطيبة وتركت عنها بعض المفاهيم الخاطئة سيؤول بها المطاف في النهاية إلى حب كبير وإخلاص عظيم وبذل رائع وحنان متواصل بما أن الحياة الزوجية شركة بين زوجين فعليهما أن يحسنا صيانة هذه الشركة مما يعتريها حتى تكبر وتؤدي الهدف الذي من أجله أراد الله لها أن تكون.

وما الحوار إلا حبل بين اثنين إذا قاما بشده انقطع لكن يشد أحدهما ويرخي الآخر حتى يبقى حبلاً غليظاً والناس مشارب مختلفة فلكل منهم طريقة تفكيره وأسلوبه في الحوار لذلك على الزوجين أن يتقنا أسلوب الحوار الأمثل، وعدم جعل حوارهما يتحول إلى خلاف ونقاش وشجار، أو تناول الجزئيات في الحوار وترك المحور الأساسي من الحوار، ومن المهم مراعاة أسلوب طرح الحوار فلا يكون منفراً أو متهجماً أو شديداً.

بالزواج تنمو روح المودة والرحمة والألفة ما بين الزوجين فالزوج حين يفرغ آخر النهار من عمله ويركن عند المساء إلى بيته ويجتمع بأهله وأولاده ينسى الهموم التي اعترته في نهاره ويتلاشى التعب الذي كابده في سعيه وجهاده وكذلك المرأة حين تجتمع مع زوجها وتستقبل عند المساء رفيق حياتها، وهكذا يجد كل واحد منهما في ظل الآخر مسكنه النفسي وسعادته الروحية، وهذا ما أكده قول الله تعالى: "ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون" -الروم: 21-، فهذه الآية تنبه الرجل والمرأة إلى أن من أعظم دلائل قدرة الله تعالى وآيات كرمه أن خلق للرجل زوجة من جنسه ليسكن إليها، والسكون النفسي المذكور في هذه الآية هو تعبير بليغ عن شعور الرغبة والشوق والحب الذي يشعر به كل منهما نحو الآخر والذي يزول به أعظم اضطراب فطري في القلب والعقل، لا ترتاح النفس وتطمئن في سريرتها بدونه، كذلك من دلائل كرمه التي حدثتنا به الآية أنه جعل بين الزوجين مودة حب ورحمة عطف.

لذلك مطلوب من الزوج والزوجة أن تكون حياتهما الأسرية مبنية على الحوار والتفاهم، والوسطية في التعامل الأسري لا إفراط ولا تفريط، نجد أن المرأة كتلة مشاعر متى ما وجدت من يستحقها أعطت بلا حدود، لأنها تجد رواء وشفاء لقلبها حين تغدق من فيضه على من تحب، وتظل تحبه على اختلاف مراحل حياتها معه.. ومع كل مولود يقدم عليهما يوثق المحبة بينهما، ويثبت دعائم الاستقرار فلا يدع مكاناً لسوء ظن أو غيرة أو اتهام. الحب وليد الأيام والعشرة ولكن الأساس مودة ورحمة الحياة وهو زواج سعيد يقوم على وشائج متينة من الحب والود والإخلاص.. قادر على قيام أسرة مسلمة متماسكة لها دور فعّال في المجتمع، وكذلك الرجل يحتاج إلى اليد الحنونة والكلمة الطيبة والابتسامة الصادقة، فيعطي من الحب والمشاعر ما لا تتخيله المرأة.