728 x 90



img

السبت، 09 مايو 2015 02:08 ص
جريدة العرب ((قطوف نفسية))

«قطوف نفسية» صفحة لجميع القراء تعمل على توفير التواصل السريع المستمر، ومساعدة أصحاب المشكلات على تجاوز الصعوبات التي تواجههم.. تحت إشراف جمعية أصدقاء الصحة النفسية «ويّاك». وتسعى الصفحة إلى الاهتمام بالصحة النفسية للفرد والمجتمع، والعمل على تغيير النمط التقليدي المجتمعي، وإزالة الوصمة المرتبطة بالمرض النفسي، وتقديم خدمات شمولية في مجال الصحة النفسية الايجابية؛ تشمل الإرشاد والتوجيه النفسي، بالإضافة إلى بناء القدرات وتقديم الاستشارات للمؤسسات والأفراد العاملين في مجال الصحة النفسية، بما يضمن حصولهم على الرعاية المناسبة في الوقت المناسب والمكان المناسب. وتتشرف صفحة «قطوف نفسية» بالاستفادة من ملاحظات وآراء القراء الكرام في دعم رسالتها ونجاحها.
رياضة النفس

تهدف رياضة النفس إلى جعلها تفكر في الحياة بطريقة منطقية واقعية، تنمي فيها أفكار ومشاعر السعادة، منها الرضا والتفاؤل والثقة والمحبة، والتسامح والألفة والعفو، وحسن الظن بالنفس والناس والحياة.
فهذه الأفكار والمشاعر أساس الصحة النفسية، ومصدر السعادة ومنبع الأعمال الجالبة لحسن الخلق، ويمتد تأثير هذه الأفكار والمشاعر إلى حفظ الصحة الجسمية والوقاية من الأمراض وسرعة الشفاء منها.
فقد تبين من دراسات عديدة أنها تنشط أجهزة المناعة في الجسم، فتعمل بأقصى وسعها في مقاومة الأمراض، فهناك دراسة قام بها دافيد ماكليلاند على طلبة من جامعة هارفارد، شاهدوا أفلاما فيها مشاعر حب ومودة وصداقة، فوجد زيادة في نشاط جهاز المناعة ضد البرد، وانتهى إلى أن أجهزة المناعة تعمل بكامل وسعها عندما يكون تفكيرنا واضحا ومشاعرنا مفرحة، وانفعالاتنا سارة.
وتكمن أهمية رياضة النفس في تنمية أفكار ومشاعر السعادة والتجاوب معها، وتحويلها إلى عزم وإرادة وعمل، وفي التخلص من أفكار ومشاعر الشقاء والقلق.
كما تهدف رياضة النفس إلى تنمية جهاز الإلهامات والتخلص من الوساوس والأفكار التسلطية، وتوليد الأفكار الطيبة والمشاعر السارة، والتعود على السلوكيات الجالبة لحسن الخلق، وتقوم هذه الرياضة على المداومة على ذكر الله تعالى، والسيطرة على الشهوات ومجالسة أهل الخير، والامتناع عن مجالسة رفاق السوء، والتخلص من الوساوس، فالتخلص من الوساوس يجعل الذهن مهيئا لاستقبال أفكار ومشاعر السعادة.

القلق من المستقبل

إن حالة التطور المستمرة للحياة بمختلف جوانبها جعلتها حياة عصرية متسارعة في التغيير، وهذه التغيرات قد تثير حالة من القلق لدى الأفراد المتمثلة بالخوف والتوتر لما يخفيه المستقبل لهم. فاستمرارية التغير هذه تؤدي إلى الزيادة في القلق تجاه المستقبل؛ لذا يجب التخطيط لمواجهة التحديات المقبلة وما تخفيه الأيام من مفاجآت، ووضع الأهداف والخطط التي يمكن تحقيقها حتى تجعل الحياة ذات معنى ومفعمة بالتفاؤل والاتزان، بعيدة عن الخوف والتوتر والقلق والتشاؤم والتي قد تؤدي إلى حالات من الاكتئاب واليأس. فالأفكار الخاطئة تولد قلق المستقبل للشخص؛ إذ تجعله يحرف الواقع برؤيا غير حقيقية وكذلك المواقف والأحداث برؤيا غير صحيحة، ما يدفع به إلى حالات من الخوف والتوتر قد تفقده السيطرة على مشاعره وأفكاره، وهذا بدوره يساعد على عدم الأمن والاستقرار النفسي للشخص، ولكن نلاحظ في بعض المواقف الإيجابية وإن كانت بسيطة لكن تأثيرها كبير على الشخص، قد تعيد إليه الفرح والتفاؤل والسعادة في الحياة، والعكس عند تذكر بعض المواقف المؤلمة له أو لصديق أو لقريب فقد تزيد القلق لديه وتزيد من النظرة التشاؤمية لحاضره ومستقبله والشعور بالخوف من الموت والخوف من مواجهة المواقف المستقبلية بالشكل الإيجابي والصحيح، وتدفع به إلى الانطواء والعزلة واتباع أساليب الحيل الدفاعية اللاشعورية غير السوية، فقلق المستقبل يشكل مزيجا من الأمل في تحقيق الأهداف والخوف والرعب في الوقت نفسه. لقلق المستقبل تأثير سلبي على سلوك وشخصية الفرد، وهذا بدوره يؤثر وبشكل سلبي على حياته وتطلعاته للمستقبل لتجعل منه شخصاً يعيش ليومه بأجواء من الخوف والحزن والقلق والتشاؤم لما سيأتي به المستقبل وما يخبئه المجهول. يحيا حياة تفتقر لحالات التغيير والتطور للأحسن، بل حياته تسودها الروتينية في كل شيء لا يقبل فيها التجديد خوفاً من المفاجأة التي تمثل له مواقف صعبة، وكونه لا يملك الحلول ولا الإمكانات الكافية للتعامل مع هذه التحديات حتى وإن كانت بسيطة، وإن حدث مثل هذا الشيء تراه يلجأ لوسائل دفاعية ذاتية (الكبت، الإزاحة وغيرها) كوسائل للتقليل من شأن هذه الحالات السلبية، ونراه قد يستغل علاقاته الاجتماعية كوسيلة لتأمين مستقبله الخاص، هذا التأثير قد يمتد لشخصية الفرد ليجعل منه شخصاً متصلباً ومتعنتاً بالرأي منفعلاً لا يقبل برأي الآخرين من حوله، وحتماً يؤدي إلى حالات من الاصطدام بالآخرين بحيث لا يترك له صديقا ليبقى في عزلة وحزن وتشاؤم، وبهذا يكون غير قادر على تحقيق ذاته، عاجز عن البت في الأمور ومتردد في اتخاذ قراراته، معرض للانهيار العقلي والبدني. فلماذا إذن الخوف من المستقبل ما دمت في معية الله وفي حماية ملك الملوك، ألم تقرأ قول الله تعالى: {ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا يحزنون} يونس 12، أما الذي هو بعيد عن طريق الله تعالى فيشعر كأنه مثل اليتيم في هذا الكون ليس له صلة بمالك الملك ومدبر الأمر، فمن ينصره من بعد الله؟

الزوج والاهتمام بالأسرة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أولا أشكركم على تفاعلكم مع جمهوركم وتوجيهاتكم القيمة.. ومشكلتي التي أتمنى أن تساعدوني في حلها هي مع زوجي.. أحس أنه غير مهتم بالبيت، لا يبالي بي ولا بأولادنا، رغم أننا مررنا على مركز الاستشارات العائلية وتم الإصلاح بيننا، ولكن المشكلة ما زالت في زوجي، أحسه إنسانا غير فعال، إنه إنسان لا يهتم إلا بنفسه.. يحب نفسه فقط ويحب راحته.
أعطوني حلا للتعامل معه، هل أطلب منه أن ننفصل بدل أن نبقى زوجين على الورق وأمام الناس فقط؟ والله إنه بعد الولادة لم يجلس معنا في البيت ولو لمرة واحدة، فهو إما نائم أغلب الوقت، أو يقفل عليه باب الغرفة، أو يخرج لساعات ويأتي متأخرا للمنزل، ونكون نحن نائمين.. وأنا بيني وبينكم أصبحت أفضل الانفصال، ولكن أريد استشارتكم حول مشكلتي، فهذا الزوج أصبح ثقيلا علي وعلى أبنائه.
أرجو الرد على استشارتي في أقرب وقت.. وأنتظر منكم حلا يناسب ما نحن فيه، وأن يكون في مصلحة الأبناء قبل كل شيء.. أختكم.. أم فهد.

الإجابة: أختي الفاضلة أم فهد حفظك الله ورعاك، وأشكرك على تواصلك مع موقع «وياك للاستشارات» وجمعية أصدقاء الصحة النفسية، وعلى ثقتك العالية بنا، ونسأل الله تعالى أن نكون عند حسن ظنك.
بالنسبة لمشكلتك مع زوجك هي ليست وليدة اليوم، وإنما كما يبدو أنها ناتجة عن تراكمات سابقة لم يتم الانتباه إليها أو المسارعة في حلها في وقتها، وأنت ذكرت أنك مررت في الاستشارات العائلية وتم التحدث معك وتوجيهك إلى الأفضل والأحسن، وتم معالجة المشكلة ولو بنسبة %50، ولكن الأمر كان يحتاج إلى متابعة واستمرارية في النصح والإرشاد والتوجيه.
الحياة الزوجية التي عقدت بينك وبين زوجك لم تكن مبينة على قاعدة صحيحة صُلبة، وإنما كانت على قاعدة هشة، تهتز وتتأثر بأي مشكلة تحدث في البيت، ولو كانت تافهة، الحب الذي كان بينك وبين زوجك لم يكن حبا حقيقيا وإنما مبني على مصالح شخصية، سواء منك أو منه، ومن أجل قضاء متعة وشهوة فقط، وسرعان ما يزول بزوال الطلب، وتعود الأمور إلى ما كانت عليه أو أسوأ من ذلك.
المشكلة التي أثرت في حياتكما الزوجية هي عدم فهم بعضكما لبعض، وهذا أكبر عائق في الحياة الزوجية، وكثير من الأسر تشتكي من عدم فهم بعضهما لبعض، فالزوجة تقول إن الزوج لا يفهمني، والزوج يقول إن الزوجة لا تفهمني، ولا عمرها ستفهمني.. إذن الخلل كان من البداية، ومن أول خطوة في الحياة الزوجية، ولو أن كل واحد منكم فهم الآخر لتجاوز وغفر وسامح عن زلات الآخر، وعلم أن قدسية الحياة الزوجية أكبر من هذه المشاكل كلها.
يجب أن تعلمي أختي الفاضلة أن طبائع الناس تختلف من واحد إلى آخر، حتى ولو كانوا من أم واحدة وأب واحد يكون بينهما اختلاف في الطباع والتفكير والذوق والأحاسيس والمشاعر، وبلا شك أنك تختلفين عن زوجك في كل هذه الأمور، ويجب أن تجتمعا على شيء واحد وهو الذي يوحدكما ويكون تفكيركما منصبا فيه هو مصلحة الأولاد والأسرة قبل كل شيء.
زوجك قد يكون لديه سلوكيات خاطئة: عصبي، غير مبالٍ، غير مهتم، لا يعطي بالاً للآخرين، لسانه سليط.. ولكن كل هذه السلبيات لو تأملنا فيها، وتأملنا في مصلحة الأسرة والأولاد، لوجدنا أنه يمكن تجاوزها أمام المصلحة الكبرى للأسرة، وأن المواجهات والصراعات مع الزوج لن تجدي شيئا، ولن توصلنا إلى حل، فلنحاول أن نحتويها بقدر الاستطاعة، وأنا أعرف أن هذا الأمر قد يكون عليك صعبا.. ولكن لا تيأسي، وما ذلك على الله بعزيز، والتغيير وارد في أي لحظة، وكم من زوج كان سيئ الطباع تغير، وأصبح حسن الطباع، اذكري دائما إيجابيات زوجك، أكيد أن كل إنسان لديه سلبيات وإيجابيات، فزوجك لديه من الإيجابيات سواء ظاهرة أم خفية، فحاولي أن تعززيها حتى تكون لك سندا في تغيير سلوك زوجك، والسلبيات حاولي كما قلت لك أن تحتويها إذا لم تستطيعي أن تعالجيها، والاحتواء يكون بالإهمال وعدم التفكير فيها.
أختي الفاضلة لا تدخلي أهلك في أي مشكلة حصلت بينك وبين زوجك، فبيتك أمانة حافظي على هذه الأمانة، وحاولي أن تذكري زوجك أمام أهلك بخير، وألا تخبريهم بكل ما حدث لك فهذا يكون وبالا عليك، ولا أحد ينسى مشاكلك.
بالنسبة لحق زوجك الشرعي لا تحرميه من ذلك، أعطيه ما يريد من حقوقه، ولا تبادليه بالمثل وادفعي بالتي هي أحسن، ولا تحملي الحقد والكره لزوجك، فهذا زوجك وشريك حياتك وقبل كل شيء أفضى لك وأفضيت له، وأب أولادك، ولا تحقري من المعروف شيئا فكلمة طيبة لمسة حانية أو اقتراب من زوجك والجلوس معه على الانفراد قد يكون فيها الخير الكثير.. وأذكرك أختي الفاضلة لا تنسي أن تطرقي باب الحي القيوم بالدعاء بأن يصلح لك زوجك ويغير من حاله، وأن يحفظ لك أولادك، ويديم بينكما المودة والرحمة.. وبالله التوفيق.

التفكير الإيجابي
• اهتم بغذاء الروح والعقل.
• لا تكثر من الشكاوى.
• إنسان من دون هدف كسفينة من دون دفة كلاهما سوف ينتهي به الأمر على الصخور.
• ليست الأهداف ضرورية لتحفزنا فحسب بل هي أساسية فعلا لبقائنا على قيد الحياة.
• السعادة تكمن في متعة الإنجاز ونشوة المجهود المبدع.
• إن الاتجاه الذي يبدأ مع التعلم سوف يكون من شأنه أن يحدد حياة المرء في المستقبل.
• إن الاكتشافات والإنجازات العظيمة تحتاج إلى تعاون الكثير من الأيدي.

همسات
• تعامل مع الأولاد حسب العمر الزمني والنضج العقلي والعاطفي.
• استغل فرصة حب الأولاد للمسامرة مع الوالدين في التوجيه والنصح.
• لا ينبغي الانشغال التام عن الأولاد بأي أمر كان.
• سلم على الأولاد وحادثهم وحاورهم ومازحهم وعلمهم.
• اهتم بالسنوات الست الأولى فلها أهمية بالغة في تكوين شخصية الطفل.
• المداعبة والمزاح إلى حد التصابي مع الأولاد لا يقلل من الهيبة بل يزيدها.
• ابدأ معهم قراءة كتاب أو دربهم على مهارة جديدة واترك لهم فرصا للإنجاز.