728 x 90



img

السبت، 25 أبريل 2015 01:52 ص
جريدة العرب ((قطوف نفسية))

«قطوف نفسية» صفحة لجميع القراء تعمل على توفير التواصل السريع المستمر، ومساعدة أصحاب المشكلات على تجاوز الصعوبات التي تواجههم.. تحت إشراف جمعية أصدقاء الصحة النفسية «ويّاك». وتسعى الصفحة إلى الاهتمام بالصحة النفسية للفرد والمجتمع، والعمل على تغيير النمط التقليدي المجتمعي، وإزالة الوصمة المرتبطة بالمرض النفسي، وتقديم خدمات شمولية في مجال الصحة النفسية الايجابية؛ تشمل الإرشاد والتوجيه النفسي، بالإضافة إلى بناء القدرات وتقديم الاستشارات للمؤسسات والأفراد العاملين في مجال الصحة النفسية، بما يضمن حصولهم على الرعاية المناسبة في الوقت المناسب والمكان المناسب. وتتشرف صفحة «قطوف نفسية» بالاستفادة من ملاحظات وآراء القراء الكرام في دعم رسالتها ونجاحها.
نمو الذات عند الطفل

لا يملك الطفل في بداية حياته طرازاً نفسياً متميزاً يمكن أن يسمى (ذات)، وليس له أي إحساس حولها، فهو يستجيب للبيئة وكأنه كتلة غير متمايزة الأجزاء: ثم إن عدم إشباع الحاجات المادية تنقص من اعتبار الطفل لذاته.
والحقيقة أن فكرة المرء عن نفسه هي عامل هام في توجيه السلوك، وهو يتصرف مع الناس، وفق هذه الفكرة ومن خلالها يختار فيما بعد زوجته وأصدقاءه ومهنته، حتى سلوكنا اليومي فهو خاضع لمقتضيات هذه الذات.. وهذه الذات تلعب دور التوفيق بين فكرتنا عن الحاضر وفكرتنا عن المستقبل. وقد وصل العلماء إلى نتيجة موحدة مؤداها أن الإحساس بالذات يحدد الأهداف وطريقة الكفاح من أجل بلوغها، كما ثبت أن مفهوم الذات له تأثيرات على التحصيل المدرسي حتى في سنوات الطفولة الأولى، ثم تبين من خلال دراسات أجريت، أن الطلاب ذوي التحصيل العلمي القليل يمتلكون مفاهيم ضعيفة عن ذواتهم بينما يمتلك رفاقهم من ذوي التحصيل العالي مفاهيم ومشاعر عن ذواتهم أكثر إيجابية، كذلك لوحظ أن هؤلاء يولون أهمية لتقييم والديهم لقدرتهم على الأداء المدرسي، وكأن ذلك هو نوع من قوة الدفع. وللمدرِّس كذلك تأثير هام على الاتجاهات نحو الذات لدى الطالب، خاصة إذا كانت هذه الاتجاهات متعلقة بمشاعره، حول كونه قادراً على التفكير وحل المشكلات، والإجابة على الأسئلة، وعلى المدرس أن يساعد التلامذة على رؤية أنفسهم بطريقة أكثر إيجابية وفي أن يكونوا واقعيين فيما يتعلق بقدراتهم، حتى مسألة التوافق الدراسي فهي مرتبطة إلى حد بعيد بنظرة التلميذ إلى ذاته، وذلك يؤثر أيضاً على الواقع الاجتماعي للطالب وعلى تكوين علاقات طيبة مع المدرسين، كل ذلك يحدث بعد أن يحقق لذاته الشعور بالاحترام والتقدير من الآخرين.
والتعلم أيضاً يؤثر على مفهوم الذات، لأن هدف التعلم هو محاولة إكساب الذات هذا القدر الهائل من العادات والسلوكيات التي نقوم بها في حياتنا اليومية، ومنها العادات الاجتماعية ونظرة الفرد إلى ذاته، ويرى علماء النفس ((أن الأسلوب الذي يتعلمه الفرد في نظرته إلى نفسه يعتبر عاملاً أساسياً في فهم سلوكه)).
ويرى فريق من هؤلاء العلماء أن مفهوم الذات ما هو إلا صورة متعلمة من الإدراكات والمعارف، وإن جزءاً هاماً من هذا التعلم يتم من ملاحظة ردود الفعل التي يحصل عليها الطفل من الآخرين وامتصاصها. وأكثر هؤلاء هم الوالدان لكونهما أكثر الأشخاص تأثيراً على طفولته الأولى، وقد تبين وجود أدلة على أن مستوى اعتبار الذات لدى الطفل مرتبط بمستوى اعتبار هذه الذات الذي يقرره الوالدين، وتكوين الذات يتجه إلى تقليد الوالد من الجنس المشابه..
وقد تبين فضلاً عن ذلك أن الذات هي المحور الذي تقوم عليه الإدراكات المؤثرة نحو الآخرين، وأن الفرد حينما يتقبل ذاته فهو يتقبل الآخرين بالضرورة، وأن الاتجاهات التي تتكون نحو الذات تنعكس على الاتجاهات نحو الآخرين، وفكرة المرء عن ذاته وعن قدراته هي التي تحدد نسبة الطموح ودرجته. وهذه الفوارق بين النظرة إلى الذات والطموح تختلف باختلاف الجنسين، فهي عند الإناث أكثر مما هي عند الذكور. فهناك فارق كبير بين فكرة الأنثى عن نفسها وبين ما تتخذه لنفسها من مثل، وهذا دليل وجد مستوى من الطموح العالي لدى الأنثى، وربما يعتبر ذلك دليلاً على أن البنات يلجأن إلى التفكير الخيالي ويحلقن في عوالم الرومانسية أكثر من الذكور.
والحقيقة أن لأسلوب التنشئة الاجتماعية التي يخضع لها الجنسان خلال عملية التربية والتطبيع الاجتماعي لها أكبر الأثر في إحداث الفوارق المشار إليها، لأن مفهوم الذات هو مفهوم اجتماعي، أو هو نتيجة لعملية التنشئة والتطبيع، ثم إن نظرة الأسرة التقليدية إلى البنت على أنها مخلوق ضعيف وهي بحاجة إلى رقيب ووصي عليها، وقلق الأهل على مستقبلها كل ذلك يجعلها تُكون مفهوماً سالباً عن الذات ويجعلها كذلك تغرق في شعور دائم بالقلق والذنب.
والخلاصة أن تنمية الذات، وتعديلها بشكل يتوافق مع الواقع العملي ومع التقديرات الحقيقية، بعيداً عن الاستغراق في الخيال الجامع عند أطفالنا وأولادنا هي من أبرز مهمات الوالدين وأكثرها دقة.

عناد وعصبية الطفل

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أكتب إليكم بعد أن وصلت لمرحلة اليأس وعيوني تذرف دمعا على ما اقترفته يداي مع طفلي، الذي يبلغ من العمر 5 سنوات.. لقد أصبح عنيدا ولا يسمع كلامي، وأصبحت أنا عصبية ودائمة البكاء، والذي زاد المشكلة أكثر سفر زوجي إلى الخارج وترك المسؤولية كلها علي، أرجو منكم المساعدة فقد أصبحت لا أتحمل أي شيء.. وجزاكم الله خيرا.. أختكم/أم بدر.

الإجابة: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أختي الفاضلة أم بدر حفظك الله ورعاك، كما أشكرك على تواصلك مع موقع جمعية أصدقاء الصحة النفسية “وياك” للاستشارات.
أولا وقبل كل شيء يا أختي الفاضلة يجب أن تعلمي أنك مؤمنة بالله تعالى مؤمنة بقضاء الله وقدره، وأن الذي أصابك لم يكن ليخطئك، وأن الذي يخطئك لم يكن ليصيبك، فلماذا الحزن والأسى والتحسر على قضاء الله وقدره، أريدك أن تكوني قوية صابرة محتسبة أمورك كلها لله تعالى.
لا يمكن أن نرمي كل الأمور على زوجك أو على سلوكيات ابنك، الابن في هذه السن محتاج إلى حب وإلى حنان وإلى ضمة صدر تغنيه عن الدنيا كلها.. اعلمي أن الهدوء والاتزان هما أهم طريقة لتفادي العصبية والنرفزة، والشخص العصبي يحاول دائماً أن يسعى للسيطرة على الآخرين، وتوجيه سلوكهم نحو خدمته وتحقيق أهدافه، ويعمل جاهداً أيضاً لكي يكون هو المسيطر على الآخرين، ولا يقبل أن يسيطر عليه أحد، كما لا يقبل أن يتساوى معه أحد، ولهذا نجد الآخرين يتفادونه مخافة كلامه ومعاملته لهم، ولا يستطيع أن يكبح انفعالاته ولا أن يسيطر عليها، ولا يستطيع أن يضبط نفسه، وكل هذا تسببه العصبية الشديدة.
ويجب أن تعلمي أختي أن هذه العصبية منشأها الغضب، والغضب من النار والشيطان، كما ذكر ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، وليس من المستبعد أن يكون غضبك وعصبيتك الشديدة قد تدفعك إلى كسر جسر الثقة والمحبة بينك وبين الآخرين، وقد تلقي بالغشاوة على الأعين والقلوب، فتحول بينك وبين الحقيقة، وتجرفك معها نحو أمور لا تُحمد عقباها.
حاولي أن تجنبي نفسك العصبية والنرفزة والشكوك، وعيشي بنفس هادئة مطمئنة، وروضي شخصيتك على حب الخير للجميع، تعيشي حياةً ملؤها السعادة والهناء بإذن الله تعالى، ولا تبالي بكلام الغير وامتصي غضب الغير بالابتسامة الطيبة، واعلمي أن الابتسامة علاج للتوتر والعصبية بالإضافة إلى أجرها العظيم، لأن تبسمك في وجه الآخرين صدقة.
اعلمي -أختي الكريمة- أن ظاهرة العناد عند الأطفال ظاهرةٌ عادية مألوفة في المراحل الأولى من الطفولة، ومن مستلزماتها الأساسية؛ فهي وسيلة لإثبات الذات وبنائها، وشد أنظار الآخرين والتأثير عليهم، سواءً كانوا من الأهل أو من غير الأهل، وتتطور أشكال العناد من مرحلةٍ إلى أخرى، ويتم التخلص منها تدريجياً إذا أحسنت تربية الطفل، ونفذت طلباته المشروعة، وأشبعت حاجاته، وأهمها إشباع حاجته العاطفية، وقد ترجع أسباب العناد في مرحلة الطفولة إلى:
1- الرغبة في التأكيد الذات.
2- وضع قيود ضد رغبات الطفل في ممارسة اللعب، وتدخل الأهل في حياته الطفولية وإفسادها.
3- إهمال الوالدين للطفل، وتركه في البيت وحيداً أو مع الآخرين، وعدم اصطحابه معهم في الزيارات أو النزهات.
ولإنهاء مشكلة العناد عند طفلتك يجب عمل ما يلي:
1- إشباع حاجات طفلك، واحتواء مطالبها الأساسية المشروعة.
2- يجب التخفيف من أساليب القسوة المتبعة في تربية طفلك.
3- لا تحاولي أن تقاومي العناد بالعناد، ولا تضعي نفسك في مجابهة مباشرة مع طفلك.
4- أقنعي طفلك باللين لامتصاص العناد، وذلك يحتاج إلى هدوء أعصاب وقليل من الصبر.
5- يجب خلق جو أسري هادئ خالٍ من الاضطرابات والصراعات.
وأنا أطمئنك مرة أخرى فالولد يحتاج إلى يد حانية وإلى قلب رحيم وبإذن الله تعالى سترين فيه الخير الكثير.. وبالله التوفيق.

التفكير الإيجابي
– لا يمكن أن تغير الماضي، ولكن يمكنك أن تغير الطريقة التي يؤثر بها عليك، يجب أن تترك الماضي خلف ظهرك.
– اعلم جيداً أننا لا نستطيع أن نتحكم في الآخرين، أو الطريقة التي يتعاملون بها معنا، ولكن نستطيع أن نتحكم في رد فعلنا تجاههم.
– لا يمكن لأحد أن يغضبك أو يضايقك، كما لا يمكن لأحد أن يشعرك بعدم الأهمية أو الدونية إلا إذا سمحت له بذلك، وساعدته عليه.
– يستحيل ببساطة أن يؤثر أي إنسان على أي من آرائك أو مشاعرك، أو عواطفك ما لم تسمح له بذلك.
– خذ على نفسك عهداً بأنك لن تسمح لأحد بعد الآن أن يتحكم في حياتك أو رد فعلك تجاهه، أو تجاه الأحداث التي يفتعلها، أمسك بزمام الأمور.
– اعلم أنك وحدك تختار الطريقة التي تمارس بها حياتك.

همسات
– تربية الأبناء مرتبطة بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
– تربية الأبناء من أعظم الأمور التي يجب أن تُصرف فيها الطاقاتُ والأموال والأوقات.
– تربية الأبناء الصحيحة تتسم بالعلم والعمل، ولا يُمكن أن تكون بالمزاج والتقليد.
– التربية الصحيحة للأبناء متكاملةٌ، لأنها تُعنى بالروح والعقل والجسد، فهي دائماً في توازنٍ متميزٍ وفريد.
– إذا أردت أن تقرَّ عينك ويرتاح أبناؤك فربِّهم على مراقبة الله وحده بعيداً عن تربية الرياء.
– معرفُتك القيم والمعتقداتِ ومراحل النمو عند الأطفال تفتح أمامك آفاقاً لتربية رائعة وممتعة بإذن الله.
– أبناء اليوم رجال الغد، وما نبذله اليوم في تربيتهم إنما هو إسهام منا رائعٌ في نصر أمتنا وعِزها في المستقبل.
– ينبغي علينا محاولة التعرف على ما يفكر فيه أبناؤنا لأنّ الفكر الإيجابي يقود إلى الشُّعور والسلوك الإيجابيين، بعون الله تعالى.
– ينبغي علينا فصلُ الفعل عن الفاعل، وهذا يعني أن نُوجه نقدنا عندما ننتقد إلى فعل الطفل لا إلى الطفل.

المودة بين الزوجين

جعل الله سبحانه المودة والرحمة بين الزوجين دعامة رئيسية لاستقرار الأسرة وبناء مجتمع متماسك، فالله سبحانه قد خلق النساء من جنس الرجال، وجعل بدء خلق المرأة من جسد الرجل ليتحقق الوفاق ويكتمل الأنس وجعل بين الجنسين المودة والمحبة والرحمة ليتعاون الزوجان على أعباء الحياة، وتدوم الأسرة على أقوى أساس وأتم نظام، ويتم السكن والاطمئنان والراحة والهدوء، فضلاً عن الشعور بالأمن والاستقرار.
إن الرحمة تعد من أهم الوسائل التي تجعل شريك حياتك يتأكد أنك تهتم به وتحبه وتحنو عليه، وتكسبه شعورا بالثقة أنك ستهتم به وتضحي من أجله.
كما أن الرحمة تعد رمزا للحماية والأمان، والراحة والاستحسان، وهذه تعد المكونات الأساسية للعلاقة الزوجية.
والميل والحنان عند معظم النساء هو رابط أساسي لعلاقتها بالرجل، فهي تتزوج رجلاً يهتم بها، وتريد منه أن يعبِّر عن هذا الاهتمام دائما، ومن دون هذا الإحساس وهذه العاطفة فإن المرأة تشعر بأنها بعيدة عن الرجل، وهذه العاطفة تجعل المرأة متعلقة ومرتبطة بالرجل عاطفيّاً جدّاً.
فالمودة والرحمة من الدعائم التي يقوم عليها البيت السعيد، وإذا نُزعا من المنزل كانت الحياة الزوجية شقاءً ودمارا، فالرحمة الرحمة إن كان في البيت مشاكل، والمودة المودة إن كان البيت خالياً من المشاكل.
إن كل البيوت تتقلب بين مودة ورحمة، فمن الرحمة خدمة أحد الطرفين للآخر، ومن الرحمة مراعاة مشاعر الآخر، فيراعي الرجل مشاعر المرأة وعواطفها خصوصا وقت الحيض أو النفاس والحمل، فقد رحمها الله تعالى فلم يطالبها بالصلاة أو الصيام وتكون في هذه الفترة متعبة جسميّاً وهذا له أثره النفسي عليها، كما أن المرأة ينبغي أن ترحم زوجها عند مروره ببعض الظروف المادية والنفسية كخسارة مالية أو ابتلاء جسدي، فتقف معه وتساعده.
إن الرحمة مفهوم عظيم في الحياة الزوجية، فالكريم هو الذي لا يتعسف باستخدام سلطاته على زوجته، والكريمة هي التي تراعي حقوق زوجها وتتعبد لله بطاعته).
إن الحياة السعيدة تبدأ بفكرة وتنتهي بعمل (إن السعادة لا تأتي بمجرد الرغبة فيها، ولا تأتي بمجرد اعتناق مبادئها، بل لا بد من العمل الجاد والالتزام الدائم المستمر بمبادئها والسير في طريقها.