728 x 90



img

السبت، 18 أبريل 2015 01:50 ص
جريدة العرب ((قطوف نفسية))

«قطوف نفسية» صفحة لجميع القراء تعمل على توفير التواصل السريع المستمر، ومساعدة أصحاب المشكلات على تجاوز الصعوبات التي تواجههم.. تحت إشراف جمعية أصدقاء الصحة النفسية «ويّاك». وتسعى الصفحة إلى الاهتمام بالصحة النفسية للفرد والمجتمع، والعمل على تغيير النمط التقليدي المجتمعي، وإزالة الوصمة المرتبطة بالمرض النفسي، وتقديم خدمات شمولية في مجال الصحة النفسية الايجابية؛ تشمل الإرشاد والتوجيه النفسي، بالإضافة إلى بناء القدرات وتقديم الاستشارات للمؤسسات والأفراد العاملين في مجال الصحة النفسية، بما يضمن حصولهم على الرعاية المناسبة في الوقت المناسب والمكان المناسب. وتتشرف صفحة «قطوف نفسية» بالاستفادة من ملاحظات وآراء القراء الكرام في دعم رسالتها ونجاحها.
المناعة النفسية

المناعة النفسية هي قدرة الشخص على مواجهة الأزمات والكروب، وتحمل الصعوبات والمصائب ومقاومة ما ينتج عنها من أفكار ومشاعر غضب وسخط وعداوة وانتقام، أو أفكار ومشاعر يأس وعجز وانهزامية وتشاؤم كما تمد المناعة النفسية الجسم بمناعة إضافية تنشط أجهزة المناعة في الجسم.
يعتمد تنشيط المناعة النفسية على إرادة صاحبها وعزمه على تصحيح طريقته في التفكير وجهوده في تنمية أفكار ومشاعر السعادة، وطرد أفكار ومشاعر الشقاء واليأس من خلال ابتعاده عن الأفكار التسلطية الوسواسية، والتي يجب على كل شخص أن يدرب نفسه عليها، ويلزمها بها حتى يتعود عليها وينمو جهاز المناعة النفسي عنده ويتمتع بالصحة النفسية والجسمية معا.
وإذا أردت أن يكون جهاز المناعة النفسية يعمل بالشكل الإيجابي وفي مساره الصحيح لا بد من أن تلتزم الرضا وتبتعد عن السخط، فالرضا في الكروب والمحن والمصائب يحتاج إلى جهد في ترضية النفس بها باعتبارها أمورا محتومة لا تدخل تحت إرادتنا ولا نملك تغييرها.
ويجب أن تتفاءل وتترك التشاؤم، فالتفاؤل يفسر الأزمات تفسيرا حسنا، ويبعث في النفس الطمأنينة وينشط أجهزة المناعة النفسية والجسمية، ولا يتناقض التفاؤل مع الاجتهاد والمثابرة في مواجهة الأزمات ومقاومة الصعوبات.
لا بد من الصبر أيضا والابتعاد عن الجزع، ومن يصبر على ما يكره من المصائب يرضى ويحتسب، وينظر إليها نظرة تفاؤل، ويفسرها تفسيرا يبعث الثقة والأمل والتحمل .
ولا تنس الحب للآخرين وترك العداوة، فحب الإنسان نابع من حبه لنفسه وحبه لنفسه نابع من حب الناس له، فالعلاقة بين حب النفس وحب الناس علاقة تأثير متبادل، ومن علامات حب الإنسان للناس أن يعيش معهم ويخالطهم، ويهتم بأمرهم، ويعمل من أجلهم ويتعاون معهم ويقضي حوائجهم ويدفع عنهم الأذى.
وعندما يعفو الإنسان عمن ظلمه ويترك الانتقام، ويصفح عمن أساء إليه، ويتسامح مع من اعتدى عليه، فإنه أيضا يقوم بعملية نفسية إرادية، تتضمن ضبط النفس، وتحويل مشاعر وأفكار العداوة والانتقام إلى مشاعر وأفكار مودة ومحبة نحو المعتدي والظالم.
ولا بد أن يتحرى الصدق في القول والعمل لأن الصدق علامة جيدة على الصحة النفسية، بينما الكذب فهو من عوامل وهن الصحة النفسية، فصدق الإنسان مع الله ومع النفس والناس عملية نفسية إرادية تتضمن أفكارا ومشاعر الشجاعة والكفاءة والثقة والرضا والحب والتفاؤل.
وفي الأخير تذكير الإنسان بربه يتم فيها تحويل أفكار ومشاعر الغفلة والجحود بفضل الله إلى أفكار ومشاعر حفظ الله وشكره، فتصفو روحه وتصح نفسه ويقوى جسمه، وهذا ما أكده حديث النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس رضي الله عنه: «احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك».

عدم انتظام ابنتي في الأكل
عندي طفلة في سن 6 سنوات مشكلتها يا دكتور أنها لا تأكل بانتظام، أحاول معها أن تأكل معنا في الوجبات الرئيسة إلا أنها تنفر من الأكل ووزنها صار خفيفا، عجزت معها حاولت معها بكل طرق ولكن دون فائدة، أريد الحل لابنتي وجزاكم الله خيرا. أم العنود.
الإجابة/
أختي الفاضلة أم العنود حفظك الله ورعاك، وأشكرك على تواصلك مع موقع (وياك للاستشارات) جمعية أصدقاء الصحة النفسية.
يجب أن تعلمي أنه من الطبيعي أن يمتنع الطفل عن تناول القسم الذي يفوق حاجته، وإذا ما مورست هذه الطريقة من قبل الوالدين تحول سلوك الطفل إلى سلبية وأصبح كما يقال (ضد الأكل)، وخير طريقة لحل مشكلة (الطفل ضد الأكل) هو الالتزام بآداب المائدة وقوانينها لجهة الطريقة التي تعرض فيها والأجواء التي تسود جو الجلسة إلى المائدة، وأي خلل في هذه الآداب من شأنه أن ينعكس سلبا على طفلتك ويقودها إلى التقليل من الطعام.
يجب أن تعلمي أن كثرة الطعام ليست هي وراء زيادة الوزن وحمرة الوجه، ولكن للشهية حدودا قد تزيد إلى حد ما أو تنقص قليلا فلا يعقل أن تتناول طفلتك كل ما يطلب منها من الأطعمة فقد يكفيها وجبة واحدة في اليوم فتحقق لها النمو المطلوب.
ويمكن أن تكون أسباب فقدان شهية الطعام عند طفلتك إلى:
1- إرغامها على الطعام يزيدها تصلبا في موقفها من رفض الطعام، والإلحاح يزيدها ابتعادا عن باقي أصناف الأطعمة.
2- قد يكون رفضها للطعام حيلة دفاعية لا شعورية للتعبير عن نفورها من بعض الظروف الأسرية.
3- قد يكون سبب كراهيتها للطعام نزاعها المستمر مع إخوتها.
وهناك بعض الخطوات لعلها تكون علاجا لطفلتك إن شاء الله تعالى :
1- تنظيم وجبات الطعام.
2- أن يكون جو العائلة عند الجلوس إلى الطعام بهيجا خاليا من المشاكل.
3- تقديم الطعام بطريقة مشوقة.
4- تغيير البيئة في تناول الطعام كأن يكون في الحديقة مثلا أو في مكان بعيد عن البيت.
5- أعيدي تهديد طفلتك إذا لم تأكل.
6- لا داعي لإعطاء المقويات إلا في حالة الضرورة مع استشارة الطبيب المختص.
7- تشويق طفلتك إلى الطعام وإعلامها أن هذا الطعام ضروري لصحتها ونمو ذكائها وقوتها وإذا لم تتناول الطعام ستصبح مريضة ضعيفة.
وأنصحك أختي الفاضلة أم العنود أن تعرضيها على اختصاصية تغذية لكي تساعدك في إعطائها نوعية الأكل التي تناسب طفلتك في هذا السن.

التفكير الإيجابي
– إن تحديدك لأهدافك وسعيك إلى تحقيقها، سوف يعطيك الشعور بأنك تتحكم في حياتك بإذن الله تعالى.
– الإنسان الفعال حقا هو الذي يجعل المبادئ القويمة مركزا لاهتمامه ومنطلقا لرسالته.
– الأسرة المستقرة المتكاتفة مصدر أساسي من مصادر سعادة الإنسان، ومهما حقق الإنسان النجاح في عمله فإنه لا يشعر به إذا فشل في بناء أسرته.
– إن جسدك هو وسيلة المواصلات التي تسير بك في رحلة النجاح، ومن دون التمتع بصحة قوية يصعب على الإنسان أن يستمر في الفاعلية.
– لا يستطيع الإنسان مهما أوتي من مهارات وقدرات أن ينجح نجاحا كاملا بمفرده، فهو كائن اجتماعي بطبعه يحتاج للإحساس بالصداقة والألفة.
– كافئ نفسك على الأفعال المرغوبة على فترات مختلفة فحين تفتر عزيمتك عن فعل ما تريده، قم بإعطاء نفسك مكافأة غير متوقعة تعمل على إثارة حماسك.

همسات
– تنظيم وقت الولد من استيقاظه إلى نومه مع وضع أوقات له للتواجد في البيت مثل أن يرجع إلى البيت مبكرا.
– السؤال الدائم عنه ومتابعة رفقته.
– تشجيع الولد حتى ولو بالكلمة فإن ذلك يبقى أثره في نفسه حتى يكبر.
– كذلك تحفيز مواهب الطفل ودعمها وعدم تحطيمه أبدا لأي سبب من الأسباب فإن ذلك يقوي مداركه.
– عدم نهر الولد إلا في أوقات تحتاج إلى النهر ورفع الصوت لأن ذلك يضعف شخصية الولد.
– عدم التلفظ بالألفاظ المخلة بالأدب أمام الطفل بل في جميع الأوقات لأن ذلك محرم شرعا.
– وعدم إعطاء الطفل كل ما يريد لأنه يتعلم الدلع وهذه مصيبة عظيمة.

إطلالة
التوافق في الحياة الزوجية

إن الرؤية المشتركة بين الزوجين تعني في المقام الأول، الاتفاق على أساسيات الحياة الزوجية، وهذه الرؤية هي مستوى جديد من العمق في التواصل بين الزوجين في علاقتهما اليومية، وهي من أقوى الوسائل والأساليب ليتعلم من خلالها الزوجان التغاضي عن صغائر الأمور وسفاسفها، وخاصة الأمور التافهة التي تحدث يوميا.
وتكوين الرؤية المشتركة بين الزوجين يحتاج من الزوجين أن يسأل كل منهما نفسه:
ـ ما قيمة الحب والود العاطفي الذي بيننا؟
ـ هل هناك رضا عاطفي بيننا؟
ـ ما الشيء الذي يسبب الإزعاج والمشاكل في حياتنا الزوجية؟
ـ ما هي مكانة كل واحد منهما عند الآخر؟
إلى آخر هذه التساؤلات التي يستوضح كلا الزوجين بها ذاته، وشريك حياته، ويجني منها السعادة الزوجية، فالزوجان إذا ألِف كل منهما أنه لم يعد هناك ما يتحدثان عنه ويجنيان المتعة منه، فمعنى ذلك أنهما أغلقا منافذ عقليهما، والأرجح أن تستمر الحال كذلك حتى وإن سعيا إلى تغيير شريك حياتهما، وعلى الزوجين أن يعلما أنه مهما يكن من صعوبة الحياة وتعقدها، فهناك طرق كثيرة تبعث المتعة وتثير الاهتمام، وأحسب أن أهم رباطين يربطان بين الزوجين، برباط وثيق هما توحد الرؤية، وتوحد أسباب المتعة.
إن الحياة الزوجية شراكة بين الزوجين، وهذه المؤسسة تحتاج إلى البذل والعطاء بين الزوجين، حتى تنجح وتتخطى العقبات التي تحول بينها وبين الوصول إلى أهدافها.
كما تحتاج أيضا إلى الاستشارة في كل الأمور، والحوار الهادئ النافع دون اللجوء إلى العصبية والنرفزة، وفيها يأخذ المستشير بالقرار الصواب، وإن خالف رأيه، صرفه عنه برفق ولباقة، وفيها يستمع كل من الزوجين إلى رأي الآخر وإلى نقده ويتقبل ذلك بصدر رحب، وأفضل مثال على ذلك نساء المربي والمعلم الأول صلى الله عليه وسلم، رضي الله عنهن، فكن يراجعنه في الرأي فلا يغضب ولا ينهر، ولذلك وجب على كل شريك أن ينصت إلى صاحبه باهتمام، فإن ذلك يساعد على تخليصه من همومه ومكبوتاته، كما يجب تحاشي الإثارة والتكذيب فإنهما من نزغ الشيطان.
إن الزوج يجب أن يشاور زوجته في أمور الأسرة ومستقبلها، فلا بد أن يطلعها ويصارحها، وينقاشها في كل ما يخص الأسرة ومستقبلها، وهذا الاهتمام بالزوجة لا شك أنه سيوفر لها الأمان، ويجعلها تحس بأهمية وجودها معه من خلال طلب مشاركتها ورأيها في كل موضوع يهم الأسرة، كما كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم، ويشاور زوجاته في أمور بيتهن، بل لقد أخذ النبي صلى الله عليه وسلم برأي أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها في أشد الأوقات في صلح الحديبية يوم أن مُنع من إتمام العمرة وإصرار الكفار على عودته دون الدخول لأداء العمرة، فلقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه: (قوموا فانحروا، ثم احلقوا، قال: فوالله ما قام منهم رجل حتى قال ذلك ثلاث مرات، فلما لم يقم منهم أحد دخل على أم سلمة، فذكر لها ما لقي من الناس، فقالت أم سلمة: يا نبي الله، أتحب ذلك اخرج ثم لا تكلم أحداً منهم كلمة حتى تنحر بدنك، وتدعو حالقك فيحلقك، فخرج فلم يكلم أحداً منهم، حتى فعل ذلك نحر بدنه، ودعا حالقه فحلقه، فلما رأوا ذلك، قاموا فنحروا، وجعل بعضهم يحلق بعضاً، حتى كاد بعضهم يقتل بعضاً غماً) رواه البخاري.
فكلا الزوجين لا بد أن يكون له عاطفة جياشة تشعر بآلام شريكه، فإذا مرت به الأزمات، أو عانى من مشكلة ما، كان سلوكه مع حبيبه هو اللمسة الرقيقة الحانية، والنبرة المليئة بالود والمحبة والحنان التي تمسح الآلام وتجب الخاطر المكسور.
فيجب على الزوجين التفاعل مع بعضهما وبخاصة في وقت الأزمات، كأن تمرض الزوجة أو تحمل فتحتاج إلى عناية حسية ومعنوية، أو يتضايق الزوج لسبب ما، فيحتاج إلى عطف معنوي، وإلى من يقف بجانبه.
وينبغي علينا ألا ننسى المشاركة في العبادة من قيام وصيام وذكر وتسبيح وصلاة وصدقات، وقد كان معلمنا وحبيبنا النبي صلى الله عليه وسلم متعاوناً مع أزواجه في أمور العبادة كالصلاة والصدقة ونحوها من الفرائض والمستحبات، كالتعاون في قيام الليل، فهو القائل صلى الله عليه وسلم: (رحم الله رجلاً قام من الليل فصلى وأيقظ امرأته، فإن أبت نضح في وجهها الماء) حسنه الألباني.
وكذا التعاون في الصدقة فعن عائشة رضي الله عنها، تقول: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا أنفقت المرأة من طعام بيتها غير مفسدة، كان لها أجرها بما أنفقت ولزوجها أجره بما اكتسب، وللخازن مثل ذلك، لا ينقص بعضهم من أجر بعض شيئاً) رواه البخاري ومسلم.
فيا أيها الزوجان، قوما بأداء طاعة الله مع بعضكما، سواء كان ذلك فرضاً أم سنة، ولا تتركا شاغلا يشغلكم عن تلك العبادات، وتأملا في سر وجودكما، وفي رسالتكما في الحياة، فالعبادات رقي بالنفس في مدارج الصلاح، وهي مفاتيح التدبر والتفكر في خلق الله، وهي تُغني الروح، وتنحو بها نحو الرضاء والسكينة، ومن ثم المودة والرحمة.
وحاولا أيضاً الاجتماع على أداء العبادة، كأن تصليا وتقرآ القرآن معا، وتتدبرا معانيه باللجوء إلى التفاسير، وصيام الأيام معاً، إن هذا الشعور المشترك يزيد من تحاببكما في الله، وما من رجل أو امرأة إلا وجعل الله سعادته مع شخص ما بقدر محبته له في الله، فالمحبة في الله عنوان الترابط والتآلف.