728 x 90



img

السبت، 04 أبريل 2015 02:16 ص
جريدة العرب ((قطوف نفسية))

«قطوف نفسية» صفحة لجميع القراء تعمل على توفير التواصل السريع المستمر، ومساعدة أصحاب المشكلات على تجاوز الصعوبات التي تواجههم.. تحت إشراف جمعية أصدقاء الصحة النفسية «ويّاك». وتسعى الصفحة إلى الاهتمام بالصحة النفسية للفرد والمجتمع، والعمل على تغيير النمط التقليدي المجتمعي، وإزالة الوصمة المرتبطة بالمرض النفسي، وتقديم خدمات شمولية في مجال الصحة النفسية الايجابية؛ تشمل الإرشاد والتوجيه النفسي، بالإضافة إلى بناء القدرات وتقديم الاستشارات للمؤسسات والأفراد العاملين في مجال الصحة النفسية، بما يضمن حصولهم على الرعاية المناسبة في الوقت المناسب والمكان المناسب. وتتشرف صفحة «قطوف نفسية» بالاستفادة من ملاحظات وآراء القراء الكرام في دعم رسالتها ونجاحها.
أسلوب التخاطب عند الطفل

يعد تعليم الطفل اللغة وإرشاده إلى أساليب التخاطب مع من حوله من المهام الأساسية للأسرة، فالطفل لا يتعلم الكلام بالتحدث إلى نفسه فحسب، بل إن قدرته لا تتطور إلا من خلال تفاعله مع العالم المحيط به؛ لذا فإن طريقة تعامل الوالدين مع الطفل، وإدراكهما لأهمية الدور الذي يلعبانه في حياته، وأهمية أسلوبهما في التعامل أو التحدث معه، يعتبر الدعامة الأولى لتشجيعه على التخاطب، وتأثيره على شخصيته بصورة عامة في هذا المجال.
والوالد العدواني، القاسي في تعامله مع الأطفال، قليلاً ما يتخاطب أو يتحاور مع أطفاله، إضافة إلى أنه كثيراً ما لا يتسق في التعامل معهم، ويعد عدم الاتساق في المعاملة مع الطفل من أهم أسباب ممارسة هذا الطفل للسلوك الجانح، بالإضافة إلى ما تسببه من مشكلات أو اضطرابات نفسية للطفل.
كما أن لتجاهل سلوك الطفل أثراً على نشوء سلوكيات مثل الصياح، والشكوى، الضرب، البطء، الكسل، التخريب المتعمد، فعندما لا يتلقى الطفل الانتباه والاستحسان والتشجيع على سلوكه الجيد، فإن سلوكيات من النوع السابق يمكن أن تظهر.
هناك أنماط من السلوك يتبعها بعض أولياء الأمور تترك آثارها السلبية على محاولات الطفل الاتصال بالآخرين، مثل ولي الأمر المبالغ في المساعدة، وهو الذي من كثرة حبه لا يدع لطفله الفرصة لأن يقوم بعمل شيء أو حتى ليعبر عن نفسه بطريقته الخاصة، وولي الأمر المعلم، وهو الذي يتحدث في معظم الأوقات ناسيا أن أفضل طريقة لتعليم الطفل هي أن يشارك بنفسه في الحديث بدلاً من مجرد المشاهدة أو اتباع التعليمات. إن النمط الجيد من أولياء الأمور هو ولي الأمر المستجيب، الذي يشجع الطفل على التخاطب، ويكون مستجيباً لمحاولات الطفل للتحدث، ويساعد عليه، ويشاركه في أعماله وألعابه.
ونرى أن تأثير الأم أسبق وأشمل من تأثير الأب، حيث إن علاقة الطفل بأمه تبدأ من اللحظات الأولى من حياته، وهي في اتصال مستمر معه، لهذا يشكل أسلوب ومضمون خطابها معه الأساس الأول في أسلوب ومضمون خطاب الطفل.
أما الوالد فعلاقته مع الطفل تبدأ متأخرة قليلاً عن الأم، حيث تبدأ تقريباً في الظهور في السنة الثانية من عمر الطفل، مع نمو خبرته بوسط الأسرة الاجتماعي، فيزداد انتباهه وحبه لأبيه كلما اجتمع به، وتتوقف هذه العلاقة على مدى عطف ومحبة الأب لطفله، غير أن هناك حقيقة هامة وهي أن درجة معرفة الطفل لأبيه وتعلقه به لا تتوقف على عدد الساعات التي يقضيها الأب مع ابنه، بل تتوقف بدرجة كبيرة على طريقة معاملته للطفل، ومدى تشجيعه للحوار والاتصال معه، فاشتراك الأب مع أولاده في بعض الأعمال والحوار وتشجيعه لهم على القيام بالأعمال المختلفة حتى في حال إخفاقهم، وإتاحة الفرصة أمامهم لقيادة الحديث والسؤال، كل هذه الأشياء تقضي على أية فكرة سيئة عن الأب باعتباره أباً مخيفاً عديم النفع، هذه المعاملة من جانب الوالد تساعد بدرجة كبيرة على نمو الطفل واتصاله بأبيه، ما يشعر الطفل باهتمام الأب له، ورعايته والعناية به، ولا تستطيع الأم وحدها أن تعوض الطفل النقص الذي ينشأ عن غياب الأب، أو عدم عنايته والإشراف على أبنائه.
إن فهم أهمية التخاطب المبكر مع الطفل، وأسلوب هذا التخاطب، هو الأساس الأول في إعداد الطفل وتنشئته التنشئة الصالحة بما يضمن حقوقه، ويؤهله للقيام بواجباته، كما ينبغي التأكيد على أنه ليس المهم دائماً معرفة ماذا نقول للطفل، فكما قيل الفن الحقيقي ليس أن تقول الشيء الصحيح في الموضع الصحيح وحسب، بل وأن تمتنع عن قول الشيء الخطأ في اللحظة الحرجة.

كيف أقوي شخصية ابنتي؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. لدي بنت تبلغ من العمر سبع سنوات، هي الآن في الصف الثالث الابتدائي، ومتفوقة في الدراسة، ولكن أعاني منها في مشكلتين: الأولى: أنها ضعيفة الشخصية، بمعنى أنها في وجود أطفال آخرين معها تكون تابعةً لهم، تفعل ما يملونه عليها من دون أن تبدي أي رأي لها.. والثانية: أنها أحياناً تجلس منفردة وتغطي نفسها، ومن تحت الغطاء تخلع ملابسها، وواجهتها مرة وهددتها بالعقاب إذا تكرر هذا الفعل، ولكنها كررتها مرةً أخرى، وتظاهرت بأني لم أرها؛ لأني لا أعرف ما هو التصرف السليم في مثل هذه الحالة، أفيدونا وجزاكم الله عنا خير الجزاء، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أخوكم/ أبومحمد.
الإجابة: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أخي الفاضل «أبومحمد» حفظك الله ورعاك، كما أشكرك على تواصلك مع موقع (وياك للاستشارات) جمعية أصدقاء الصحة النفسية.
اعلم أن الأسرة لها أهمية بالغة في تكوين الشخصية، وقد أولاها الإسلام العناية التي تستحقها، وأنا أقولها لك لا داعي للقلق بالنسبة لشخصية ابنتك، فهذا ليس ضعفا في الشخصية وإنما هو تواكل، حيث يتغير بتغير وتطور السن، وهنا لا يكون للطفل رأي أو تصرف نحو أي عمل، بل ينتظر من غيره أن ينجز له العمل أو يملي عليه أي عمل كان، وهناك من يكون له الخضوع التام للآخرين، وهذا يؤدي به إلى سلوك لا اجتماعي، وفي هذه الحالة تحتاج ابنتك إلى بعض التوجيهات والكلمات الطيبة التي توضح لها الخطأ من الصواب دون استعمال العصبية والغضب.
أما بالنسبة للمشكلة الثانية: فإن البنت قبل سن العاشرة تكون لها رغبة جنسية في ممارسة العادة السرية، والعبث بالأعضاء التناسلية ابتغاء الاستمتاع، وهذا ما دلت عليه الدراسات المتخصصة في ذلك، لهذا لا بد من التفريق بين الأولاد والبنات، وهنا يكون دورك كأب وفي الوقت نفسه كمربٍّ، حيث يجب عليك أن تقوم بما يلي:
1- تقوية صلة البنت بالله تعالى، وتذكيرها برقابته عليها، وأنه لا تخفى عليه خافية.
2- تعلمها الحياء من الله ومن الملائكة الذين لا يفارقونها.
3- حاول أن تكون لها صديقات من أسر ملتزمة بمنهج إسلامي في التربية.
4- حاول أن تشغلها بما يفيدها ولا تتركها تجلس لوحدها، وفي الوقت نفسه تستغل طاقتها العقلية والجسمية.
5- يجب أن تلعب وتخالط زميلاتها ولا تتركها تنفرد لوحدها.
واعلم يا أخي أنه متى ظهر خلق جميل وفعل محمود من ابنتك فينبغي أن تكرمها وتجازيها وتمدحها، وإن خالفت ذلك في بعض الأحوال فحاول أن تعاتبها سراً وليس أمام الجميع، ولا تكثر عليها العتاب؛ لأن ذلك يهون عليها سماع الملامة، وفقك الله وسدد خطاك.

التفكير الإيجابي
1- الخوف من أي محاولة جديدة طريق حتمي للفشل.
2- الناس الذين لا يخطئون أبداً هم الذين لا يتعلمون أبدا.
3- محاولة النهوض من السقوط أفضل من أن تداس بالأقدام وأنت على الأرض.
4- اسأل نفسك دائما عما تخاف وقل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا.
5- ليس السؤال كيف يراك الناس ولكن كيف أنت ترى نفسك.
6- لا تقاس السعادة بالمال ولا الشهرة…. الهداية هي السبيل إلى السعادة الحقيقية.

همسات
– اهتم بشريك حياتك كما تهتم بنفسك، وأحب لها كما تحب لنفسك.
– عليك أن تفهم قدسية الرابطة الزوجية وأنها ميثاق غليظ ففكر ألف مرة قبل أن تتخذ خطوة بعدها لا ينفع الندم.
– عش يومك ولا تفكر بهموم الغد الذي لم يحن بعد وتصرف في حدود إمكاناتك.
– أعط القدوة من نفسك لشريكك في الحياة، ودع أفعالك هي التي تتحدث وتتكلم عن شخصيتك.
– تذكر حسنات زوجتك عند نشوب أي خلاف بينكما ولا تجعل مساوئها تسيطر على عقلك فتنسيك حسناتها.
– أيتها المرأة لا تضايقي زوجك بكثرة أسئلتك فيما لا يخصك عندئذ يترك زوجك البيت ويمضي إلى مكان آخر يستريح فيه.
– أبناؤكم نعمة كبرى فلا تجعلوهم نقمة بإهمالكم لهم وسوء تربيتهم والانشغال عنهم بأي شيء.

تحصيل السعادة

إن السعادة تكمن في تحقيق التوازن بين مطالب النفس والجسم والروح، وبين مطالب الفرد والجماعة، ولا يتحقق هذا إلا إذا عمل الإنسان في تحقيق الأهداف التي من أجلها خلق، وهي عبادة الله وتعمير الأرض.
وهو لا يستطيع النهوض بها وحده بل ينهض معه بها أناس كثيرون، فترتبط سعادته بسعادة من حوله ويندفع إلى التعاون معهم لتحقيق كماله الإنساني.
ولا يتعارض الحصول على السعادة في الدنيا مع الحصول عليها في الآخرة، بل يرتبط بها ويؤدي إليها، لكن السعادة في الدنيا لا تصلح أن تكون غاية إنسانية لأنها سعادة ناقصة لا ترقى إلى مستوى السعادة في الآخرة التي يجب أن يجعلها الإنسان غايته التي يسعى لها فيسعد في الدنيا والآخرة، فالسعيد في الآخرة سعيد في الدنيا بعمله الصالح وحبه للناس وعبادته لربه.
ولم يهتم علم النفس الحديث بماهية السعادة بقدر اهتمامه بكيف يكون الإنسان سعيدا، ووضع كثير من علماء النفس مناهج وبرامج لتنمية الشعور بالسعادة وتخفيف مشاعر القلق والتوتر والشقاء، وذهبوا إلى أن سعادة الإنسان محصلة مشاعر الأمن والطمأنينة والكفاءة والجدارة والرضا عن النفس وعن الناس والاستحسان والتقدير والاستمتاع بالعمل والإقبال على الحياة والإيمان، وهذا يعني أن السعداء هم المتمتعون بصحة نفسية.
فالسعادة مشاعر إنسانية فيها تضحية وإيثار، وثقة في الناس ومودة لهم واحترام متبادل، وأقل الناس سعادة هو الذي يسعى إلى إسعاد نفسه، يليه في السعادة الذي يسعى إلى إسعاد أسرته وأولاده، ثم الذي يسعى إلى إسعاد أهله وأصحابه وجيرانه، وأكثر الناس سعادة هو الذي يسعى إلى إسعاد الناس جميعا.
والسعادة تنبع من داخل الإنسان ولا تأتيه من خارجه، وهي ليست في تحصيل الملذات والشهوات الحسية بقدر ما هي في تحصيل الملذات النفسية والروحية، والتي تبعث في النفس طمأنينة وانشراحا وراحة وصفاء، وهذه المشاعر لا يحصلها الإنسان بالصدفة، أو من ضربة حظ، بل هي ثمرة جهود منظمة، وسلوكيات إرادية هادفة إلى تنميته من الناحية الجسمية والروحية، وإلى تقوية علاقته بالناس والحياة.