728 x 90



img

السبت، 21 مارس 2015 02:09 ص
جريدة العرب ((قطوف نفسية))

«قطوف نفسية» صفحة لجميع القراء تعمل على توفير التواصل السريع المستمر، ومساعدة أصحاب المشكلات على تجاوز الصعوبات التي تواجههم.. تحت إشراف جمعية أصدقاء الصحة النفسية «ويّاك». وتسعى الصفحة إلى الاهتمام بالصحة النفسية للفرد والمجتمع، والعمل على تغيير النمط التقليدي المجتمعي، وإزالة الوصمة المرتبطة بالمرض النفسي، وتقديم خدمات شمولية في مجال الصحة النفسية الايجابية؛ تشمل الإرشاد والتوجيه النفسي، بالإضافة إلى بناء القدرات وتقديم الاستشارات للمؤسسات والأفراد العاملين في مجال الصحة النفسية، بما يضمن حصولهم على الرعاية المناسبة في الوقت المناسب والمكان المناسب. وتتشرف صفحة «قطوف نفسية» بالاستفادة من ملاحظات وآراء القراء الكرام في دعم رسالتها ونجاحها.
الاستبداد النفسي

إن هذا المرض الاجتماعي يسري إلى كافة أطراف المجتمع ومرافقه وقطاعاته، ويتغلغل تأثيره إلى أعماق النفوس فيطبعها بالعجز والسلبية والأنانية والنفاق.
وربما كان الاستبداد واحداً من الأعراض الخطيرة التي ينتجها هذا المرض الاجتماعي القاتل، والحقيقة أنه كثيراً ما نخطئ حين نعتقد أن الاستبداد إنما ينحصر فقط في الميدان السياسي، في حين تبقى بقية الميادين الاجتماعية الأخرى بمنأى عن أن يصيبها فيروس هذا الداء الخطير، وربما كان هذا الاعتقاد ناشئاً من الاهتمام الكبير بهذه القضية في جانبها السياسي لأنها كانت الأبرز والأظهر فيما أصاب حياتنا الاجتماعية من آفات ومشكلات.
وإن أبرز مظاهر الاستبداد تلك الصورة التي يظهر بها حاكم أو مسؤول مستأثر برأيه، مستبد به، يفرض على الناس ما يشاء، ويملي عليهم فعل ما يريد، ويتوسل إلى ذلك بإقصاء مخالفيه وقمع آراء المباينين له في الفكر والمنهج، ولكن الحقيقة أيضاً أن هذا ليس هو المظهر الوحيد أو الصورة الوحيدة للاستبداد.
فالاستبداد مرض عام يصيب عمق المجتمع ويطبع نفوس الأفراد وروح الجماعة، بحيث لا نعدم أن نجد آثاره واضحة متبدية على قطاعات المجتمع ونظمه العامة كلها.
فعلى صعيد الأسرة مثلا، يتبدى الاستبداد واضحاً في صورة الأب القاسي الذي يضرب أولاده بعنف ويقمع رأي زوجته بشدة، ويملي توجيهاته وآراءه على أفراد أسرته حتى وإن كانت خاطئة، ولا يترك لأي من أفرادها فرصة التصرف في حياته حسب وجهته وتفكيره بما يتيح له أن يكتسب الخبرة من تجارب الحياة، مما أدى في كثير من الأحيان إلى ظهور شباب لا رأي لهم ولا موقف، ولا يكادون يستطيعون اتخاذ أي موقف مستقل مهماً كان بسيطاً، إلا بالرجوع إلى آبائهم.
وعلى الصعيد التربوي؛ يتمثل الاستبداد فيما تمارسه كثيرٌ من المؤسسات التربوية من انتقائية في المادة العلمية التي تُقدم للمربين، تفضي إلى لون من الحجر الفكري يُضرب على عقول الناشئة، فتُحرم من حقها الطبيعي في حرية الاطلاع على مختلف المعطيات المعرفية مع التوجيه السديد في ذلك، كما تمارس كثير من المؤسسات التربوية أيضاً منهج التلقين والحشو الذي تصادر فيه حرية التعليق وإبداء الرأي فيما يُعرض من مادة التعليم، وليس ذلك كله خاصاً بمرحلة تربوية معينة، أو بفئة من الفئات مخصوصة، بل هو ظاهرة تكاد تكون عامة.
وقِس على ذلك بقية المرافق الاجتماعية والحياتية المختلفة، حيث يمكننا أن نتقصى فيها مظاهر الاستبداد ونتبيّن المدى الواسع والتغلغل العميق الذي بلغته في حياتنا.
إن الاستبداد في كل مظاهره، ما عرفنا منها وما لم نعرف، ليس في الحقيقة إلا تعبيراً عن ضعف نفسي يجعل صاحبه غير قادر على تحقيق رغباته بالطريق المشروع، ولا يستطيع إقناع غيره برأيه الذي يملك عليه كيانه نتيجة غياب الحجج القوية والأدلة المقنعة، فيتجه إلى طريقة القوة يفرض بها على غيره اتباع رأيه والخضوع لرغباته ونزواته. ومما زاد هذه الظاهرة استفحالا ما وجدته من أرضية ممهدة تميزت بالشلل الثقافي والفكري العام، والتردي الحضاري الذي طبع حياتنا الخاصة والعامة على سواء. وهكذا، فالاستبداد -كما قلنا- لا يظهر في مظهر واحد فقط، وإنما هو نتيجة للتخلف الحضاري والثقافي الذي يطبع حياة المجتمع ويصبغ مرافقه بآثاره، كما أن الاستبداد ليس في الحقيقة إلا تعبيراً عن ضعف نفسي يعجز صاحبه معه عن إقناع غيره برأيه، مما يجعله يتحول -إن وجد الطريق- إلى فرضه بالعنف والقوة، أو بطرق أخرى غير طبيعية. إن علينا أن نحارب الاستبداد في نفوسنا أولا قبل أن نحاول محاربته في واقعنا، فما واقعنا إلا نضح لما بنفوسنا، ويوم أن تتحرر نفوسنا من جراثيم الاستبداد والاستئثار بالرأي والاعتداد به إلى درجة العبادة، يومها نجد واقعنا قد تشكل من شكل جديد وأصبح واقعاً آخر غير هذا الذي نكتوي بناره اليوم، وليكن شعارنا في الحياة «الرأي والرأي الآخر».

قوة الشخصية

يظن كثير من الناس أن وضعه الحالي جيد ومقبول أو أنه ليس الأسوأ على كل حال، وبعضهم يعتقد أن ظروفه سيئة وإمكاناته محدودة ولذلك فإن ما هو فيه لا يمكن تغييره، والحقيقة أن المرء حين يتطلع إلى التفوق على ذاته والتغلب على الصعاب من أمامه سوف يجد أن إمكانات التحسين أمامه مفتوحة مهما كانت ظروفه.
ونرى كثيراً منهم لا يفرق بين منزلة الإنسان عند اللي والتي معيارها التقوى، وبين صلاحية هذا الإنسان لتولي زمام القيادة والقيام بمهمة التغيير، فليس كل صالح قوياً.
إننا نريد المؤمن الفعال لا المؤمن العاجز السلبي، ذلك أن مهمة النهوض بهذه الأمة من غفلتها الحالية مهمة شاقة وعسيرة لا يقدر على القيام بها إنسان عاجز ضعيف الشخصية، قليل القدرات والمهارات حتى ولو كان على قدر كبير من الصلاح والتقوى.
ولذلك نجد النبي صلى الله عليه وسلم يقول في أبي ذر رضي الله عنه: «ما أقلت الغبراء ولا أظلت الخضراء من رجل أصدق لهجة من أبي ذر»، ومع ذلك يمنعه النبي صلى الله عليه وسلم من تولي الإمارة، ويقول له: «يا أبا ذر إني أراك ضعيفاً، فلا تولين إمرة اثنتين».
حين يشعر الإنسان بجسامة الأمانة المنوط بها تنفتح له آفاق لا حدود لها للمبادرة للقيام بشيء ما، يجب أن يضع نصب عينيه اللحظة التي سيقف فيها بين يدي الله عز وجل فيسأله عما كان منه، إن علينا أن نوقن أن التقزم الذي نراه اليوم في كثير من الناس ما هو إلا وليد تبلد الإحساس بالمسؤولية عن أي شيء.
إن أراد الإنسان أن يعيش وفق مبادئه وأراد إلى جانب ذلك أن يحقق مصالحه إلى الحد الأقصى، فإنه بذلك يحاول الجمع بين نقيضين، إنه مضطر في كثير من الأحيان أن يضحي بأحدهما حتى يستقيم له أمر الآخر، وقد أثبتت المبادئ عبر التاريخ أنها قادرة على الانتصار تارة تلو الأخرى وأن الذي يخسر مبادئه يخسر ذاته ومن خسر ذاته لا يصح أن يقال إنه كسب بعد ذلك أي شيء.
إن قطرات الماء حين تتراكم تشكل في النهاية بحراً كما تشكل ذرات الرمل جبلاً، كذلك الأعمال الطيبة فإنها حين تتراكم تجعل الإنسان رجلا عظيماً، وقد أثبتت التجربة أن أفضل السبل لصقل شخصية المرء هو التزامه بعادات وسلوكيات محددة صغيرة، كأن يقطع على نفسه أن يقرأ في اليوم جزء من القرآن أو يمشي نصف ساعة مهما كانت الظروف والأجواء، ليكن الالتزام ضمن الطاقة وليكن صارماً فإن (أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل)؛ لذلك نقول: إننا إذا كنا نريد لهذه الأمة أن تنهض من جديد لا بد أن نعمل على بناء المؤمن القوي الأمين الفعال، هذا النموذج الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: «المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف».
نريد القوي الناجح في حياته، المتفوق في عمله، الذي يأبى أن يعيش عيشة الكسل والخمول، ويأبى أن تمر أيام حياته ولياليها دون أن يزيد شيئاً على هذه الدنيا كما يقول أديب الإسلام مصطفى صادق الرافعي رحمه الله تعالى: «فإنك إن لم تزد شيئاً على الدنيا كنت أنت زائداً عليها».

الرضا بقضاء الله وقدره سعادة نفسية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أنا امرأة أريد أن أرضى بما قسم الله لي ولا أحزن ولا أغضب وأطمئن إلى قضاء الله وقدره.. فما أفضل الطرق للوصول إلى هذه الحالة؟ وجزاكم الله خيراً.. أختكم/أم عيسى..
الإجابة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أختي الفاضلة أم عيسى حفظك الله ورعاك، وأشكرك على تواصلك مع موقع «وياك» للاستشارات.
اعلمي أن الرضا عملية نفسية سهلة كانت الأمور كما نريد، وصعبة إذا كانت على عكس ما نريد، ومطلوب من الإنسان أن يُرضي نفسه في جميع الأحوال لكي يحميها من مشاعر السخط والملل والضجر.
والرضا بقضاء الله وقدره سعادة نفسية، تريح النفس والبدن معاً واسمع إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: «ارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس»، فالراضي بقضاء الله وقدره هو أغنى الناس، حيث يجعلك الرضا نشطاً مرتاحاً مطمئناً.
والرضا يشمل مجالات الحياة وهو من الأمور الأساسية في توفر السعادة والحب والوئام، فتجد الرضا الأسري مصدر تماسك الأسرة وترابطها وسعادة أفرادها ولو فقد الرضا لحل محله السخط والملل، ووقعت الأسرة في مشاكل وخلافات.
ويشمل الرضا أيضاً الاستمتاع بالحياة وقبول ما فيها في حدود ما أمر الله به واستحسان ما فيها من نعم وجمال وخير.
والرضا مطلوب في الكروب والمحن والمصائب، وعلينا قبول الأمر الواقع والرضا به، والتكيف معه حتى لا نهدم حياتنا بالثورة والسخط، ويجب أن نعلم أن المصائب والفواجع التي حلت بنا، لا شك أنها تؤلمنا وتؤذينا وتحرمنا، يجب أن نعمل على تغييرها بالحكمة والتريث دون الاستعجال، والتغيير كما قلنا يبدأ من أنفسنا أولا، ولا ندري لعل في هذه المصائب والفواجع خير آجل أم عاجل، إن المؤمن يجد في المصائب والنوازل دليلا على حب الله تعالى له، فيجب أن يرضى بها، ولا يسخط ولا يسأم، وهذا ما يؤكده قول الله تعالى: {وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} البقرة 216.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «ما قضى الله لمؤمن من قضاء إلا كان خيراً له»، وقال أيضاً: «إذا أحب الله قوماً ابتلاهم فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط» إذا علينا أن ندرك هذا المعنى ونعيه جيداً، ونرضى بقضاء الله وقدره، ونبعد عن أنفسنا السخط والجزع. ومن أرقى درجات الرضا وأعلاه رضا الإنسان عن ربه وخالقه، ويشمل ذلك التوكل على الله والانقياد لأوامره واجتناب نواهيه وتسليماً بقضائه وقدره، والراحة والاطمئنان في ما قسم، والاعتراف بفضل الله وإحسانه، وحمده والثناء عليه، وظهور آثار نعم الله على لسان العبد ثناء واعترافاً وعلى قلبه شهادة ومحبة، وعلى جوارحه انقياداً وطاعة.
فالإنسان الذي يرضى ولا يسخط فإنه يتطلع إلى الأحسن ويرغب في التقدم وحريص على ما ينفعه وينفع غيره، ويريد الترقي والنجاح والطمأنينة والأمن والسكينة.
وكان عمر بن عبدالعزيز يقول: لقد تركتني هؤلاء الدعوات ومالي في شيء من الأمور إرب إلا في مواقع قدر الله عز وجل، وكان يدعو بها كثير: «اللهم رضني بقضائك وبارك لي في قدرك حتى لا أحب تعجيل شيء أخرته ولا تأخير شيء قدمته».
وبالله التوفيق.

التفكير الإيجابي
– تعود على العادات الحسنة وهي سوف تصنعك.
– لا يجب أن نحكم على ميزات الرجال بمؤهلاتهم، ولكن باستخدامهم لهذه المؤهلات.
– الرجل الناجح هو الذي يظل يبحث عن عمل بعد أن يجد وظيفته.
– ينقسم الفاشلون إلى نصفين، هؤلاء الذين يفكرون ولا يعملون، وهؤلاء الذين يعملون ولا يفكرون أبداً.
– لا يصل الناس إلى حديقة النجاح دون أن يمروا بمحطات التعب والفشل واليأس، وصاحب الإرادة القوية لا يطيل الوقوف في هذه المحطات.
– إن ما تحصل عليه من دون جهد أو ثمن ليس له قيمة.
– إذا لم تفشل فلن تعمل بجد.
– ما لفشل إلا هزيمته مؤقتة تخلق لك فرص النجاح.

همسات
– ابدأ التفكير في العواقب على أنها النتائج الإيجابية لسلوك طفلك المتعاون واختياراته السليمة والتزامه بالتنفيذ.
– ينبغي أن تحترم حاجات طفلك ورغباته.. صحيح أن القرار الأخير سوف يكون في يديك في معظم المواقف، إلا أنه لا بد أن تتذكر أن حاجاته ومشاعره ذات أهمية بالغة في هذا السياق.
– حاول أن تدرس شعورك بالتهديد أو عدم الأمان عندما يظهر طفلك صفات الاعتماد على الذات والمبادرة. افعل كل ما في وسعك لتتغلب على تلك المشاعر دون أن يكون لذلك أي تأثير على نمو طفلك السليم.
– اسمح لطفلك أن يمر بخبرة أن يتحمل عواقب اختياراته الخاطئة (طبعاً في المواقف التي لا تشكل خطورة على حياته)، وذلك حتى تمنحه الفرصة ليتعلم من تلك الخبرات.
– اجعل طفلك يتحمل مسؤولية سلوكه واسمح له بفرصة تغيير تلك السلوكيات التي يراها غير مناسبة.