728 x 90



img

السبت، 21 فبراير 2015 01:19 ص
جريدة العرب ((قطوف نفسية))

«قطوف نفسية» صفحة لجميع القراء تعمل على توفير التواصل السريع المستمر، ومساعدة أصحاب المشكلات على تجاوز الصعوبات التي تواجههم.. تحت إشراف جمعية أصدقاء الصحة النفسية «ويّاك». وتسعى الصفحة إلى الاهتمام بالصحة النفسية للفرد والمجتمع، والعمل على تغيير النمط التقليدي المجتمعي، وإزالة الوصمة المرتبطة بالمرض النفسي، وتقديم خدمات شمولية في مجال الصحة النفسية الايجابية؛ تشمل الإرشاد والتوجيه النفسي، بالإضافة إلى بناء القدرات وتقديم الاستشارات للمؤسسات والأفراد العاملين في مجال الصحة النفسية، بما يضمن حصولهم على الرعاية المناسبة في الوقت المناسب والمكان المناسب. وتتشرف صفحة «قطوف نفسية» بالاستفادة من ملاحظات وآراء القراء الكرام في دعم رسالتها ونجاحها.
الطفل – ودور الأسرة

كثيرا ما يجد الطفل نفسه أمام وسائل عديدة ومختلفة في علاقاته مع مجتمعه، منها علاقته مع أسرته ومع الأفراد الآخرين في المجتمع الخارجي، وعليه أن يشترك في كثير من أوجه السلوك، وهذا السلوك مكتسب ومأخوذ من المجتمع الذي يعيش فيه الطفل وليس وراثيا، وسلوك الطفل أيضا مرتبط بمثيرات ومواقف من مجتمعه، وللسلوك عموما خصائص انفعالية نفسية.
فالأسرة من خلال العلاقة الزوجية المبنية على قواعد صحيحة تتحول إلى أهم عوامل التنشئة الاجتماعية النفسية للطفل، والأسرة هي الممثلة الأولى للثقافة وأقوى الجماعات تأثيرا في سلوك الطفل، وللأسرة وظيفة اجتماعية بالغة الأهمية، فهي المدرسة الاجتماعية الأولى للطفل، وهي تقوم بتكوين وبناء شخصية الطفل وتوجيهه للسلوك الصحيح.
ويتحدد دور الأسرة في عملية التنشئة الصحيحة:
في أن الأسرة تؤثر في النمو النفسي السوي وغير السوي للطفل، وتؤثر في شخصيته وظيفيا وديناميكا فهي تؤثر في نموه العقلي والانفعالي والاجتماعي والأخلاقي:
1. تعتبر الأسرة المضطربة بيئة نفسية سيئة للنمو فهي تكون بمثابة مرتع خصب للانحرافات السلوكية والاضطرابات النفسية الاجتماعية والجنوح.
2. الأسرة السعيدة تعتبر بيئة نفسية لنمو الطفل وتؤدي إلى سعادته.
3. إن الخبرات الأسرية التي يتعرض لها الطفل في السنوات الأولى من عمره تؤثر تأثيرا مهماً في نموه النفسي.
4. وعلى الوالدين معاملة أطفالهم وكأنهم إخوتهم واستشارتهم بأمور الأسرة، والأخذ برأيهم، وكذلك تعليم أبنائهم الأخلاق الحميدة والدين الصحيح والعادات والتقاليد والقيم، حتى يعيشوا حياة نفسية سعيدة.
5. وعلى الوالدين بناء العلاقات المنسجمة بين الإخوة، وعدم تفضيل أحدهما على الآخر حتى لا يتولّد لديهم التنافس والغيرة، وكذلك إشباع الحاجات النفسية خاصة الحاجة إلى الانتماء والأمن والحب والتقدير والاحترام، وعليهم تنمية القدرات عن طريق اللعب والخبرات البناءة والممارسة الموجهة واحترام الآخرين وتعليم التوافق الشخصي وتكوين الاتجاهات السليمة بالتغذية والكلام والنوم.
ومفتاح الصحة النفسية هو أن ينمو الطفل نموا سليما وينشأ تنشئة نفسية سوية وأن يتوافق شخصيا واجتماعيا وفكريا، ولتحقيق ذلك فإن على الأسرة اتباع الإجراءات الوقائية النفسية الآتية:
1. ضمان وجود علاقة سوية ورابط متين مع الوالدين.
2. الحرية التي تتناسب مع درجة النضج.
3. العمل على تحقيق أكبر درجة من النمو والتوافق في مراحله.
4. المرونة في عملية الرضاعة والفطام والتدريب على الإخراج.
5. التوجيه السليم والمساندة والأسوة الحسنة أمام الطفل.
6. سيادة جو مشبع بالحب والاحترام والتقدير يشعر فيه الطفل بأنه مرغوب.
7. إمداد الوالدين بالمعلومات الكافية عن النمو النفسي للأطفال.
8. ضمان وجود التعاون الكامل بين الأسرة والمدرسة في رعاية النمو النفسي للطفل.

الهدوء والاتزان.. أهم وسائل تفادي العصبية والنرفزة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أنا امرأة أحس أن لدي مشاكل عديدة في شخصيتي.. منها عصبيتي الشديدة، وحساسيتي الزائدة، ما يجعل الناس لا يمزحون معي، أشعر أنني متسرعة كثيرا! ولدي مشكلة مع الناس، وهي غيرتهم مني، ولا أعرف سبب تلك الغيرة الشديدة؟
أرجوكم أريد حلا؛ لأرتاح من المشاكل؛ لأن شخصيتي تسبب لي الكثير من المشاكل مع عائلتي وصديقاتي! أرجوكم أريد أن أرتاح من هذا الجحيم! أختكم/ أم عيسى.
الإجابة: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. الأخت الفاضلة/ أم عيسى حفظك الله وأشكرك على تواصلك مع موقع جمعية أصدقاء الصحة النفسية «وياك للاستشارات».
وأريدك أن تعلمي أن الهدوء والاتزان هما أهم طريقة لتفادي العصبية والنرفزة، والشخص العصبي يحاول دائماً أن يسعى للسيطرة على الآخرين، وتوجيه سلوكهم نحو خدمته وتحقيق أهدافه، ويعمل جاهداً أيضاً لكي يكون هو المسيطر على الآخرين، ولا يقبل أن يسيطر عليه أحد، كما لا يقبل أن يتساوى معه أحد، ولهذا نجد الآخرين يتفادونه مخافة كلامه ومعاملته لهم، ولا يستطيع أن يكبح انفعالاته ولا أن يسيطر عليها، ولا يستطيع أن يضبط نفسه، وكل هذا تسببه العصبية الشديدة، ويجب أن تعلمي أختي مها أن هذه عصبية منشؤها الغضب، والغضب من النار والشيطان كما ذكر ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، وليس من المستبعد أن يكون غضبك وعصبيتك الشديدة قد تدفعك إلى كسر جسر الثقة والمحبة بينك وبين الآخرين، وقد تلقي بالغشاوة على الأعين والقلوب، فتحول بينك وبين الحقيقة، وتجرفك معها نحو أمور لا تُحمد عقباها.
إن عصبيتك هذه قد تولد الانفجار، وتفقدك الحكمة في معالجة الأمور، وأحياناً تضعف شخصيتك أمام الآخرين.
وأنا أقولها لك مرةً أخرى اهدئي ثم اهدئي، وتعلمي دائماً معالجة الأمور بالحكمة والهدوء والروية، دون اللجوء إلى التسرع والعصبية، واحملي دائماً راية الرفق والحنان مع الآخرين.
واستمعي إلى وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما أخذ بيد معاذ بن جبل رضي الله عنهما، وقال له: (يا معاذ أوصيك بتقوى الله، وصدق الحديث، ووفاء العهد، وأداء الأمانة، وترك الخيانة، ورحم اليتيم، وحفظ الجوار، وكظم الغيظ، ولين الكلام).
أما بالنسبة لغيرة الناس منك، فربما تكون مجرد شكوك، لأن صاحب الشكوك قد يظن أن جميع الناس أعداء له ويغيرون منه ويتآمرون ضده، وربما هذه التغيرات التي تطرأ عليك يومياً قد تسبب لك التوتر والقلق والانفعال وتجعل أعصابك تلتهب، وقد تفقدك الأمان مع الغير فتدخل الشكوك نحوهم.
أنا أريد أن يكون لديك حسن الظن بالآخرين، فهذا مدعاة إلى الشعور بالاطمئنان والثقة، وتتعمق المودة والمحبة فيما بينكم.
حاولي أن تجنبي نفسك العصبية والنرفزة والشكوك، وعيشي بنفس هادئة مطمئنة، ورَوِّضي شخصيتك على حب الخير للجميع، تعيشي حياةً ملؤها السعادة والهناء بإذن الله تعالى.
وبالله التوفيق.

التفكير الإيجابي
– يتسم البارزون في عملهم بالثقة الشديدة، وربما يدعي بعضهم أنهم يقومون بهذه السلوكيات الناجحة بشكل طبيعي؛ وذلك لثقتهم بأنفسهم.
– لا شيء أبعد عن الحقيقة من هذا الافتراض؛ إننا جميعاً نتسم بالضعف، وقد نتأثر تأثراً بالغاً من فعل أو قول غير واعٍ أو بسيط، وإن لم يكن مقصوداً، كما أننا نكتسب الثقة بالنفس من أجل تحققه.
– عندما نتعرض للهزيمة أو عند ما يجرحنا الآخرون فإننا نعلم جيداً أن هذه المشاعر مؤقتة، وسرعان ما نتماثل للشفاء.
– إذا انخفض تقديرنا لذاتنا إلى حدٍّ يجعلنا نشكك في قدراتنا على النجاح فلن نقدم أبداً على المحاولة.
– إذا اعتقدنا أننا سنخفق فسوف نخفق في أغلب الأحيان.
– يمكننا أن نستريح عندما نعرف أن كل إنسان تقريباً يمر بلحظات من الشك في النفس.

همسات
– لا تعوّد ابنك على الإغراء المادي لحثه على فعل أمر ما، فإن ذلك يضعف شخصيته أمام المادة.
– لا تتضجر من كثرة أسئلة ابنك، وحاول أن تجيب عن كل ما يسأل عنه بإجابات بسيطة ومقنعة.
– اعلم أنك قدوة لأبنائك فإذا تهاونت بالعبادة أو تكاسلت عنها وتثاقلت عند القيام بها تأثر أبناؤك بك في ذلك واستثقلوا العبادة وربما تهربوا منها.
– علّم ابنك أن الناس يتفاضلون بالتقوى والعمل الصالح لا بالأنساب والأحساب والأموال.
– لا تخلف وعدك أبداً وبخاصة مع أبنائك فإن ذلك يرسّخ في نفوسهم فضيلة الوفاء بالعهد.
– لا تمانع في أن يختار ابنك أصدقاءه بنفسه، ويمكنك أن تجعله يختار من تريد أنت دون أن تشعره بذلك.
– لا تضرب ابنك بعد وعدك بعدم ضربه حتى لا يفقد ثقته فيك.

عاطفة الحب

إن العاطفة وسيلة تربوية فعالة عندما تكون وسائط التربية كلها نماذج حية طيبة للعواطف السامية والأخلاق النبيلة ولأن الطفل يعيش في حياته الأولى على الاقتناع بالأشياء المحببة المشاهدة، فإن تكوين عاطفة الحب للفضائل أو الرذائل لا يكون بالدروس المجردة إنما بالثناء على كل عمل طيب يأتيه والمكافأة عليه، والاستنكار لكل رذيلة يأتيها أو يشاهدها والعقاب عليها، فإذا وصل الطفل إلى مرحلة فهم المجردات كان الاهتمام بالمثل العليا والعواطف السامية وتكوين الاتجاهات الطيبة نحوها، ولذلك ركزت التربية الإسلامية في تكوين هذه العواطف على محبة الله والارتباط به وحبه للمتقين والمحسنين وكراهيته للعصاة والظالمين.
ومما لا ريب فيه أن الحب وسيلة مهمة للتربية؛ إذ يساعد على أن يتشرب أولادنا أخلاقنا ومشاعرنا واتجاهاتنا وسلوكياتنا التي إن كانت كلها على هدي الإسلام نشأ أولادنا عليها، وصارت جزءاً من شخصية كل منهم مغروسة في أعماق نفسه.
إن الكثيرين من الآباء يتعاملون مع أبنائهم بلغة الكبر والتعالي باعتبارهم صغاراً لا يعرفون الأمور كالكبار، مكتفين بتقديم الطعام والشراب دون إحساس منهم بكرامة ومشاعر أولادهم، وأكثر ما يعاني منه الأطفال هو قلة احترام الأهل لهم، لاسيَّما في مرحلة المراهقة، فترى الأب أو الأم يوبخان المراهق ويهينانه أمام الآخرين ويسفهان آراءه وقد يعاقبانه أمام الناس أشد العقاب.
وما أجمل أن يدخل الأب إلى بيته فيلقي السلام على صغاره ويصافحهم ويعبر عن حبه لهم، امتثالاً لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا أحب الرجل أخاه فليخبره أنه يحبه) رواه أبو داود.
والوضع الصحيح المتوازن هو أن نفصل بين الحب والتأديب فلا نعاقبهم إن أخطؤوا بتهديدهم بأننا لن نحبهم بعد الآن، أو بسحب حبنا لهم فعلاً، بل نعاقبهم إن هم أخطؤوا ونطمئنهم في الوقت نفسه إلى أننا ما زلنا نحبهم، وإن كنا نحبهم أكثر لو كانوا مستقيمين مهذبين وأننا لا نكرههم الآن، إنما نحن غير راضين عما فعلوه.
إن حب الأولاد يشجعهم على نمو شخصيتهم، فليس المطلوب أن يكون الولد نسخة طبق الأصل عن أبيه، وليس المطلوب أيضاً أن تكون البنت بمثابة ظل للأم، لأن لكل طفل تفكيره ونفسيته وشخصيت